MEE: خطة مصر لتنويع قوتها الجوية غير فعالة

الأحد 11 سبتمبر 2022 06:35 ص

مع اقتراب السلطات المصرية من إبرام صفقة بقيمة 3 مليارات دولار لشراء 24 طائرة إيطالية مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون"، يعود الضوء على سلسلة صفقات مصر للاستحواذ على مقاتلات من عدة دول على مدى 8 سنوات مضت، ضمن سياسة تنويع طائراتها المقاتلة، لكنها تبدو غير فعالة.  

فمنذ توقيع مصر على معاهدة التطبيع مع إسرائيل عام 1979، اشترت القاهرة أغلب طائراتها المقاتلة من الولايات المتحدة لتحل محل الاتحاد السوفيتي كمورد رئيسي للأسلحة، واستحوذت على رابع أكبر أسطول في العالم من طائرات إف- 16.

لكن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" يسعى منذ عام 2014 إلى تنويع قدرات الجيش المصري، لتصبح مصر أول مشتر أجنبي للطائرة الفرنسية "رافال" كجزء من صفقة تاريخية في عام 2015.

ولم تكن سياسة شراء المقاتلات من دولتين بالأمر الغريب في العالم، لكن سعي "السيسي" لشراء الطائرات الروسية هو ما بدا غريبا، إذ بدأ في مشروع لشراء 46 مقاتلة روسية في صفقة تبلغ قيمتها 2 مليار دولار.

هذا الأمر أثار حفيظة واشنطن والتلويح بفرض عقوبات على مصر بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا، حسبما أورد تقرير لموقع "ميدل إيست آي" (MEE).

وفي عام 2018، طلبت مصر شراء طائرات "سو 35" الروسية الأكثر تقدمًا في صفقة على الرغم من التحذيرات الأمريكية الشديدة من أن هذا قد يؤدي إلى فرض عقوبات على القاهرة بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA).

ويرى الباحث بالشؤون العسكرية "بول إيدون" أن دمج الطائرات الغربية والروسية في قوة جوية واحدة ليس بالأمر السهل، وذهبت دراسة إلى الاستنتاج بأن الطائرات الروسية قد تصبح قوة جوية داخل قوة جوية بسبب مشاكل التشغيل.

ونقل الموقع البريطاني عن باحثين مختصين قولهم إن مصر واجهت صعوبة كبيرة في دمج الطائرات، وأوضح العديد من المحللين أن الطائرات الروسية لا تتوافق مع القنابل والصواريخ التي تستخدمها القوات الجوية المصرية.

وأشاروا إلى أن امتلاك مثل هذا الاسطول المتنوع يقلل من اعتماد مصر الاستراتيجي على "النوايا الحسنة" لدولة معينة، ولكنه يجعل أيضا، سلسلة التوريد وقطع الغيار أكثر صعوبة.

وعلى سبيل المثال، واجهت مصر صعوبات كبيرة في دمج طائراتها الروسية من طراز "ميج 29" و"سو 35" في أنظمة القيادة والتحكم التي يزودها بها الغرب إلى حد كبير، حسبما أكد "جاستن برونك"، الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة.

وفي المقابل، تم تصميم طائرات "رافال" و"إف 16" "وفقًا لمعايير اتفاقية التوحيد القياسي الخاصة بأسلحة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالتالي يسهل دمجها بأنظمة القيادة الجوية المصرية.

ورغم أن مقاتلات رافال تظل أقل قدرة من نظيرتها الأمريكية، إلا أن بها "ميزة وحيدة" هي أن بعض قدراتها غير معروفة لإسرائيل، و"قد يكون من الصعب على الإسرائيليين مواجهة بعض أسلحتها - في حين أن كل شيء عن طائرات إف 16 المصرية معروف لإسرائيل"، وهي ميزة تمثل "كل ما يهم المصريين"، حسب تعبير خبير الطيران العسكري "توم كوبر".

غير أن محللين يعتقدون أن التنوع في التسليح، في الواقع، لا يقدم ميزة استراتيجية كبيرة، بل على العكس، يجعل الخدمات اللوجستية والفنية أكثر تعقيداً.

ولذا وصف الصحفي المتخصص في الشؤون الدفاعية، "سيباستيان روبلين"، القوات الجوية المصرية بأنها "غير فعالة ومصممة بشكل غريب".

واعتبر "روبلين" أن ميل مصر لجمع طائرات من كل مكان يعكس استراتيجية سياسية، يمكن رؤيتها في دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات، تقوم على بناء علاقات مع المؤثرين على حساب الكفاءة اللوجستية.

وأوضح أن "ميج 29" مثلا هي من بين الطائرات الأكثر قدرة، إلا أنها تفتقر إلى رادار إلكتروني نشط (AESA) كذلك الموجود في العديد من الطائرات الغربية الحديثة.

فالطائرات الروسية لديها فقط رادارات من نوع (PESA)، الأقل تقدما، والتي تم التغرب عليها بسهولة بواسطة طائرات "رافال" الفرنسية في اختبار أجرته القوات المسلحة المصرية.

كما أن صواريخ الجو - جو خارج مدى الرؤية (BVRAAMs) التي تحملها "ميج 29" أدنى من نظيراتها الأمريكية والأوروبية، في حين رفضت الولايات المتحدة، على مدى عقود، بيع مصر صواريخها المتقدمة، ما اضطر القاهرة للاعتماد على صواريخ رديئة.

وكان ضغط الولايات المتحدة وإسرائيل على فرنسا لعدم بيع طائرات Meteor BVRAAM لمصر أحد الأسباب التي دفعت القاهرة إلى اختيار شراء المقاتلات الروسية.

لكن تقرير "ميدل إيست آي" أشار إلى أن كل هذا قد يتغير بعد أن أعربت الولايات المتحدة لأول مرة عن انفتاحها على احتمال بيع مصر طائرات "إف 15" في وقت سابق من هذا العام.

واعتبر الموقع البريطاني العرض مؤشرا على أن واشنطن مستعدة لتقديم حوافز للقاهرة لوقف استيراد الأسلحة من روسيا لصالح شراء المزيد من المعدات الأمريكية.

وبناء على نتيجة اختبارات القوات المسلحة المصرية، توقع "ميدل إيست آي" أن "القاهرة قد تكون سعيدة بالعرض الأمريكي لأنها غير راضية عن طائرات سو 35 الروسية".

وأشار إلى أن الإمارات سبق أن سحبت عرضها لشراء طائرة "إف 35" في أواخر عام 2021 بسبب الخلافات مع الشروط الأمريكية المسبقة للحصول عليها، ومع ذلك لم تلجأ إلى موسكو للبحث عن بدائل، بل إلى فرنسا، حيث طلبت 80 طائرة "رافال".

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر القاهرة رافال إف 16 سو 35 روسيا القوات الجوية عبدالفتاح السيسي

تدريب مشترك للقوات الجوية المصرية والهندية (فيديو)