الحصن الأخضر.. لماذا تحرص قطر على زيادة غابات المانجروف؟

الاثنين 12 سبتمبر 2022 11:42 ص

يبذل المسؤولون في قطر عن قطاع البيئة جهودا مكثفة للحفاظ على غابات "المانجروف" وتنميتها وتطوير مناطقها؛ باعتبارها عنصرا جوهريا من عناصر معالجة تغيّر المناخ وقد يؤدّي اندثارها كذلك إلى آثار اجتماعية واقتصادية جسيمة، وفق تقرير لوكالة الأنباء القطرية (قنا).

وضاعفت قطر أشجار المانجروف أو الأيكات الساحلية من نوع القرم من 6 كيلومترات قبل 3 أعوام لتصل إلى 14 كيلومترا، في مناطق نموّها عند الشواطئ على امتداد الخليج.

وهذه الأشجار قادرة على التنفّس عندما تغمرها مياه البحر شديدة الملوحة، علماً أنّها تحوّلها إلى مياه عذبة وتتغذّى عليها.

فهي تعمد إلى ترشيح المياه المالحة عن طريق غدد في الجذور، ثمّ تطرح الزائد منها.

وتمثّل غابات المانجروف مواقع طبيعية نادرة ومدهشة وزاخرة بالأحياء البرية تفصل ما بين اليابسة والبحر، وتعمل على إنتاج الأكسجين وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة، الأمر الذي يساعد بشكل كبير في تقليص الاحتباس الحراري.

وتكمن أهمية المانجروف في أنّها تعمل على تثبيت التربة وحماية الشواطئ من التآكل، بالإضافة إلى تحسين ظروف تنمية الثروة السمكية، علماً أنّ ثمّة أسماكاً ذات أهمية اقتصادية في دولة قطر مثل البدح.

وتعمل البكتيريا على تحليل أوراق المانجروف التي تتساقط إلى مركّبات عضوية أولية تستفيد منها أنواع مختلفة من الكائنات البحرية في نظامها الغذائي.

وبذلك تُعَدّ بيئة المانجروف موطناً مناسباً لأنواع عديدة من الكائنات البحرية، مثل الأسماك والروبيان والطحالب والقشريات والفطريات والديدان وغيرها.

وتُستخدَم سيقان المانجروف الصلبة في عمليات البناء أو كوقود للطبخ والتدفئة وفي صناعات خشبية مختلفة مثل صناعة القوارب الشراعية؛ نظرا إلى المتانة التي تتميّز بها والقدرة على تحمّل الملوحة. كذلك تُستخدَم السيقان والأوراق الطرية كعلف للحيوانات الأليفة، مثل الجمال والأغنام والماعز.

وأشجار المانجروف تخفّض ثاني أكسيد الكربون بنحو 8 أضعاف الغابات المطيرة، وتحدّ بنسبة 66% من الأمواج الناجمة عن العواصف، فيما تشكّل نظماً بيئية مميّزة، وتقدّم مجموعة كبيرة من سلع وخدمات تلك النظم.

وعمدت وزارة البيئة والتغيّر المناخي في قطر إلى زرع المانجروف في 4 مناطق على السواحل الشمالية والشرقية، بعد أن كانت مقتصرة على منطقتَي الخور والذخيرة؛ فتعدّدت بالتالي مواقع زراعتها على مساحات كبيرة تُقدَّر بآلاف الهكتارات.

ونجحت السلطات في زراعة هذه الأشجار في كلّ من الرويس وأمّ الحول وفويرط وراس مطبخ.

وتُعَدّ غابات المانجروف نادرة على الرغم من أنّها تنتشر في 123 منطقة في العالم، من بينها قطر، فهي تمثّل 1% تقريبا من الغابات الاستوائية حول العالم، وما لا يزيد على 0.4% من مجمل الغابات.

ويتراوح معدّل انقراض غابات المانجروف الساحلية في العالم ما بين 3 إلى 5 مرّات أسرع من الغابات الأخرى؛  لذلك تحرص قطر على حمايتها والمحافظة عليها والعمل على تنميتها.

المصدر | الخليج الجديد + قنا

  كلمات مفتاحية

غابات المانغروف قطر المانغروف تغير المناخ

100 مليون دولار من أمير قطر لدول تواجه مخاطر مناخية