رئيس وزراء مالي ينتقد فرنسا والأمم المتحدة ويشيد بروسيا

السبت 24 سبتمبر 2022 08:42 م

انتقد رئيس وزراء مالي "عبدالله مايغا"، فرنسا المستعمر السابق لبلاده، والأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو جوتيريش"، وعددا من رؤساء الدول الأفريقية، قائلاً إن بلده "طعن في ظهره" بسبب الانسحاب العسكري الفرنسي.

كما أشاد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بما أسماه "التعاون النموذجي والمثمر بين مالي وروسيا".

انتقد "مايغا" ما وصفه بـ"قرار فرنسا الأحادي" في 21 يونيو/حزيران 2021 بنقل ما تبقى من قواتها إلى النيجر المجاورة، وسط تدهور العلاقات مع زعيم الانقلاب المالي العقيد "عاصمي غويتا"، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

وقال: "تتعارض الأفعال العدائية التي تقوم بها فرنسا ضد بلادي مع ميثاق الأمم المتحدة، كما أنها لا تتفق مع عضوية فرنسا الدائم بمجلس الأمن الدولي".

وطالب "مايغا" بتدخل أممي من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بهدف عرض الأدلة التي تمتلكها مالي بشأن تورط السلطات الفرنسية في دعم الإرهاب ووقف الازدواجية والحرب بالوكالة المفروضة على مالي.

وأضاف أن "سلامة هذه المنظمة الأممية على المحك، ومن المناسب أن تطلب مالي انخراط الأمين العام مع مجلس الأمن حتي يستجيب المجلس لطلبنا بالانعقاد لإيقاف هذه الازدواجية والحرب بالوكالة المفروضة على بلادي".

وأكد رئيس الوزراء المالي أنه "يميز بوضوح بين الشعب الفرنسي والسلطات الفرنسية الحالية التي لها حنين إلى الظلامية والعودة إلى الممارسات الاستعمارية، المتعالية والأبوية الانتقامية" على حد قوله.

وتدخلت فرنسا عسكريا في عام 2013، بهدف طرد المتطرفين الإسلاميين من البلدات الشمالية التي سيطرت عليها.

وعلى مدى السنوات التسع الماضية، واصلت فرنسا وجودها في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد وسط هجمات متكررة من قبل المتمردين.

وأثار رحيل فرنسا مخاوف جديدة بشأن ما إذا كان هؤلاء المسلحين سيستعيدون الأراضي مرة أخرى مع المسؤوليات الأمنية التي تقع الآن على عاتق الجيش المالي وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

تحدث "مايغا" لأكثر من 30 دقيقة، في خطاب قدم فيه تقييما قاتما لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام المعروفة باسم "مينوسما".

قال "مايغا": "يجب أن ندرك أنه بعد ما يقرب من 10 سنوات من إنشائها، لم تتحقق الأهداف التي تم نشر مينوسما من أجلها في مالي.. هذا بالرغم من قرارات مجلس الأمن العديدة".

كما وجه رئيس الوزراء المالي كلمات حادة بشكل خاص للأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، منتقدا تعليقاته الأخيرة حول المواجهة بين مالي وساحل العاج حول 46 جنديا من ساحل العاج احتجزوا في مالي.

وكرر "مايغا" المزاعم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الجنود أرسلوا إلى مالي كمرتزقة، وهو ما نفته الحكومة الإيفوارية بشدة.

وتقول ساحل العاج، إن الجنود كانوا سيوفرون الأمن لشركة متعاقدة مع الأمم المتحدة، لكن "مايغا" أكد أنه "لا توجد صلة بين الـ 46 (المحتجزين) والأمم المتحدة".

وتم إطلاق سراح 3 جنديات من ساحل العاج بالفعل كـ"لفتة إنسانية"، لكن لم ترد أي تحديثات بشأن الآخرين.

وفي السياقٍ ذاته، انتقد "مايغا" بشدة عدداً من القادة الأفارقة، مثل رئيس النيجر "محمد بازوم"، الذي اتهمه بأنّه "ليس نيجِرياً"، ورئيس ساحل العاج "الحسن وتارا"، الذي قال إنّه قام بـ"مناورة" من أجل "الاحتفاظ بالسلطة لنفسه ولعشيرته"، عبر تغيير الدستور للترشح لولاية ثالثة.

كما اتهم "مايغا" الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا "إيكواس"، رئيس غينيا بيساو "عمر سيسوكو إمبالو"، بـ"اتّباع" الأمم المتحدة.

وأردف "مايغا": "من المهم أن نوضح له أن الأمين العام للأمم المتحدة ليس رئيس دولة، وأنّ الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا ليس موظفاً" لديه.

في المقابل، أشاد "مايغا" من على منبر الأمم المتحدة بالتعاون مع روسيا الذي وصفه بـ"النموذجي والمثمر".

وأعلن أن بلاده لن تتعاون في عمليات شراء الأسلحة مع أولئك الذين يتدخلون في الشؤون الداخلية للبلاد، مؤكدا أن "مالي تعتبر روسيا الاتحادية شريكا موثوقا به".

وفي مارس/آذار الماضي، سلمت روسيا أسلحة وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز "مي-35 إم" (Mi-35M) ونظام رادار جوي متقدم إلى مالي، ضمن جهودها لتوثيق علاقاتها مع زعيم المجلس العسكري آسمي غويتا.

وما يثير قلق الغرب بشكل أكبر هو أن موسكو أرسلت إلى مالي مدربين عسكريين تقول فرنسا إنهم "عملاء" تابعون لشركة "فاغنر" الأمنية ​​الروسية الخاصة، وهو ما تنفيه موسكو.

يشار أن الرئيس الانتقالي في مالي الكولونيل "أسيمي غويتا"، قام في 22 أغسطس/آب الماضي، بتعيين "مايغا" في منصب رئيس الحكومة بالنيابة.

وبعد الانقلاب الأول في 18 أغسطس/آب 2020، ضد الرئيس "إبراهيم أبوبكر كيتا"، التزم المجلس العسكري تحت ضغط دولي بفترة انتقالية تمتد 18 شهرا يقودها مدنيون.

لكن "غويتا" الذي ظل الرجل القوي في الفترة الانتقالية، تراجع عن الالتزام في 24 مايو/أيار، وقام باعتقال الرئيس ورئيس الوزراء المدنيين، وأعلنت المحكمة الدستورية إثر ذلك تعيينه رئيسا انتقاليا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مالي فرنسا روسيا الأمم المتحدة

بعد انسحاب فرنسي.. مرتزقة روس يصلون إلى قاعدة في مالي

أكسيوس: فرنسا أنشأت وحدة حرب لمكافحة روسيا وفاجنر في أفريقيا

مع اتهامها بجرائم حرب.. روسيا تؤكد مواصلة دعم مالي عسكريا

"سحب غير مسبوق".. الأمم المتحدة تبدأ خطة لإجلاء 13 ألف جندي من مالي