تواصل نعي القرضاوي عربيا وإسلاميا.. وانتقادات لغياب الأزهر

الاثنين 26 سبتمبر 2022 06:46 م

تواصل نعي شخصيات ومؤسسات عربية وإسلامية، العلامة الراحل "يوسف القرضاوي"، والذي وافته المنية، الإثنين، عن عمر ناهز 96 عاما، بعد صراع مع المرض، فيما غاب الأزهر وشيخه "أحمد الطيب" في مصر عن النعي، رغم كون "القرضاوي" أحد أعلامه، وتربطه علاقة وثيقة بعلمائه، ومنهم "الطيب".

وكان الحساب الرسمي للراحل على "تويتر" والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي كان يترأسه، أعلن أن صلاة الجنازة على الفقيد ستكون بعد صلاة عصر الثلاثاء بمسجد الإمام "محمد بن عبدالوهاب" بالعاصمة القطرية الدوحة، بينما ستتم مواراة جثمانه الثرى بمقبر "أبو هامور".

ونعى وزير الخارجية القطري، الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، الشيخ "القرضاوي"، مغردا: "رحم الله فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أفنى عمره في خدمة دينه وأمته وأسكنه فسيح جناته، خالص التعازي لأسرته ومحبيه وللأمة الإسلامية جمعاء".

 

ووصفت "لولوة الخاطر" مساعدة وزير الخارجية القطري، "القرضاوي" بأنه "نذر عمره لخدمة دين الله وما خشي في الله لومة لائم".

وقالت، خلال نعيه عبر حسابها بـ"تويتر": "ننعي إلى الأمة الإسلامية العالم العلامة المجدد الدكتور يوسف القرضاوي".

وتابعت: "ذاك الذي نذر عمره لخدمة دين الله وما خشي في الله لومة لائم فاللهم أجزه عنا وعن الإسلام خيرا. اللهم اغفر له وارحمه واجعل أعلى الجنان مستقره ومثواه. خسرت الأمة أحد حصونها الحصينة ولا حول ولا قوة إلا بالله".

 

بدوره، كتب وزير الدولة، نائب رئيس الوزراء "حمد الكواري": "رحم الله والدنا العزيز وأستاذنا الكبير، وشيخنا الجليل يوسف القرضاوي وأسكنه فسيح جناته".

من ناحيته، نعى السفير التركي بالدوحة "مصطفى كوكصو"، العلامة الراحل، قائلا: "أتقدم بخالص العزاء في وفاة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أسال الله للفقيد الرحمة ولأسرته خالص العزاء المواساة".

 

ونعت جماعة الإخوان المسلمين "القرضاوي"، في بيان لنائب المرشد العام والقائم بالأعمال "إبراهيم منير"، والذي قال في بيان: "أنعي للأمة الإسلامية أخي الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي، أبرز رجالات الدعوة، وأحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، و الذي أثر بعلمه في العالم الإسلامي مشرقه ومغربه".

وتابع: "نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

بدوره، نعى رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) "إسماعيل هنية"، مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وقال: "أنعى وقيادة الحركة وجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، علمًا من أعلام الأمة وقامة من قاماتها العليا، الإمام العلّامة يوسف القرضاوي".

وأضاف: "فقدت الأمة اليوم واحدا من أئمتها المجددين الذين شكلوا ركناً مكيناً بعلمه وعطائه وجهاده"، مستذكرا "مواقفه تجاه فلسطين والقدس والأقصى، ودعمه لحقوق شعبنا ونصرته".

وأصدرت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في فلسطين بيانين منفصلين لنعي "القرضاوي"، مستذكرين مواقفه إزاء القضية الفلسطينية.

وقالت "حماس" في بيان لها، إن "القرضاوي فقيد العالم العربي والإسلامي، وفقيد العلم والعلماء".

وتابعت أن مسيرة حياة "القرضاوي" كانت "حافلة بالعطاء والتضحية والجهاد، في كل ميادين الشريعة والفكر والدعوة والتربية والتعليم والإرشاد ومناصرة قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك".

فيما قالت حركة "الجهاد"، في بيانها، إن "القرضاوي كرّس حياته مدافعاً عن القضية الفلسطينية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وظل يتحدث عن فلسطين والقدس والأقصى في دروسه وخطبه ويجعلها في طليعة اهتماماته، حتى لقي الله".

وفي تونس، نعى زعيم حركة "النهضة"، "راشد الغنوشي"، العلامة الراحل، وقدم تعازيه لأهل الفقيد والأمة العربية والإسلامية، وقال: "لقد وهب فقيد الأمة حياته مبّينًا لأحكام الإسلام، ومدافعًا عن أمته، مؤكدًا مبدأ الوسطية والاعتدال لهذا الدين العظيم".

من جهته، نعى المفكر الإسلامي والكاتب والمحامي "محمد سليم العوا"، الشيخ "القرضاي".

وقال "العوا": "لقد عرفت العلّامة الشيخ يوسف القرضاوي منذ عام 1956، ولم تنقطع صلتنا إلى أن اشتد به مرضه الأخير (رحمه الله)، وأشهد أنه كان صادقًا في ما يقول، مخلصًا في ما يعمل، متوجهًا إلى الله سبحانه وتعالى في صغير الأمور وكبيرها، ولذلك كانت مكانته في العالم الإسلامي مكانة الفقيه المربي المفتي المعلم".

وتقدم رئيس مركز "تكوين العلماء" في موريتانيا الشيخ "محمد الحسن ولد الددو" بالتعزية في "القرضاوي"، ووصفه  بـ"العلّامة المجدد"، مضيفًا أنه "عاش قرنًا في خدمة هذا العلم وهذا الدين، وبذل فيه كل جهوده".

وأعلن حزب "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن فتح باب العزاء بوفاة العلامة "القرضاوي"، وذلك في مقر الأمانة العامة للحزب، الثلاثاء.

وقال الحزب إن "القرضاوي"، "وهب حياته لخدمة الإسلام والتربية والدعوة الإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونصرة المظلوم والتصدي للظلم والاستبداد عبر منابر الحق والوعظ والإرشاد، والسعي لتوحيد كلمة الأمة الإسلامية".

ونعى المجمع الفقهي العراقي الدكتور "القرضاوي"، وقال إن الفقيد "يُعد علمًا راسخًا من أعلام الأمة الإسلامية، ومن أشهر الفقهاء والأصوليين والمفكرين المصلحين، وأبرز المصنفين في الفقه وأصوله وعلوم القرآن والحديث والعقيدة والفكر والدعوة والأدب".

وشارك أمير الجماعة الإسلامية في باكستان "سراج الحق" في نعي الشيخ "القرضاوي" في تغريدة عبر "تويتر".

وكتب "سراج الحق": "ننعى للأمة الإسلامية جمعاء الشيخ القرضاوي الذي وهب حياته لخدمة الإسلام والتربية والدعوة الإسلامية، والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية".

وتابع: "لقد دافع عن القضية الفلسطينية ودعا لنصرة المظلوم والتصدي للظلم والاستبداد بصوته القوي، كما سعى لتوحيد كلمة الأمة الإسلامية. تغمده الله بواسع رحمته".

وعلى الجانب الآخر، تصاعدت الانتقادات لغياب أي بيان لنعي الفقيد من الأزهر في مصر، رغم أنه كان من كبار علمائه وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء، والتي تعد الهيئة الرسمية الحاكمة للأزهر والناطقة باسمه، وكان يرتبط بعلاقات جيدة مع شيخه الحالي "أحمد الطيب".

وانتقد متابعون عدم تعزية "الطيب" في "القرضاوي"، وقارنوا بين ذلك الموقف وموقفه منذ عدة أيام، حينما بادر بكتابة نعي وعزاء لملكة بريطانيا الراحلة"إليزابيث الثانية".

وتزاحمت التعليقات الناعية لـ"القرضاوي"، والمستنكرة لصمت الأزهر، خلال بث حي للصفحة الرسمية للأزهر على "فيسبوك" والتي خصصت للإفتاء والإجابة على أسئلة المشاركين الفقهية والدينية.

و"القرضاوي" عالم وداعية مصري، واسع العلم غزير الإنتاج، يضرب بسهم وافر في الخطابة والأدب والشعر، ومن أكثر الدعاة المعاصرين قربا من الجماهير وتأثيرا في الشعوب.

هو صاحب مدرسة التيسير والوسطية القائمة على الجمع بين مُحْكَمات الشرع ومقتضيات العصر.

ولد في 9 سبتمبر/أيلول 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (دلتا النيل/مصر).

مات والده وعمره عامان، فتولى عمه تربيته، فحفظ القرآن وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة.

التحق بالأزهر وأتم دراسته الابتدائية والثانوية، ثم دخل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها نال الشهادة العالية عام 1953، وبعدها بعام حصل على إجازة التدريس من كلية اللغة العربية.

وفي عام 1958، حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، قبل أن يحصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين عام 1960.

ثم نال شهادة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من الكلية نفسها عام 1973، وكان موضوع الرسالة "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".

وهو من الشخصيات العلمية والفكرية البارزة في تاريخ حركة الإخوان المسلمين، ويعتبر من أبرز دعاة الوسطية الإسلامية التي تجمع بين السلفية والتجديد، وتمزج بين الفكر والحركة، وتركز على فقه السنن وفقه المقاصد وفقه الأولويات، وتوازن بين ثوابت الإسلام ومتغيرات العصر، وتتمسك بكل قديم نافع، وترحب بكل جديد صالح.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

يوسف القرضاوي وفاة القرضاوي نعي القرضاوي جنازة القرضاوي

الرئيس التركي ورئيس البرلمان يعزيان بوفاة القرضاوي

حمد بن جاسم ناعيا القرضاوي: أحد أعلام الوسطية والاعتدال