استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

على شفا حروب مجنونة!

الأربعاء 28 سبتمبر 2022 03:30 م

على شفا حروب مجنونة!

الصين تعلن درجة الاستعداد القصوى، داعية قواتها المسلحة للاستعداد، «وكأنها تخوض حربًا فعلية»!

يبدو أن الولايات المتحدة لا تزال أكثر من أى وقت مضى ملتزمة بتلك الاستراتيجية «الغموض الاستراتيجي».

الهدف من الغموض الاستراتيجي ردع الصين عبر عدم تأكدها من رد فعل أمريكا إذا ضمت تايوان بالقوة المسلحة.

أكد بايدن فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بسياسة الصين الواحدة، بخصوص تايوان، مناقضا ما قد كرره مرتين سابقا.

الحقيقة أن تناقض الخطاب الأمريكي، أي تصريحات بايدن المتناقضة بل ونفي البيت الأبيض، هي فى ذاتها تخلق مجتمعة ذلك الغموض الاستراتيجي نفسه.

الصين اليوم ليست الصين التى كان الغموض الاستراتيجي يردعها سابقا فالصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وقوتها العسكرية أقوى من أى وقت مضى.

الصين تهدد تايوان علنًا بخنقها اقتصاديا فالتجارة بينهما تشكل 33% من تجارة تايوان الدولية وغدت الأزمة الحالية حول تايوان هى الأعنف منذ تسعينيات القرن العشرين.

*   *   *

فى عالم مخيف، كان الأسبوع الماضى أسبوع التصعيد ليس فقط فى أوكرانيا وإنما فى التوتر الصيني الأمريكي. فبينما كانت روسيا تعلن التعبئة الجزئية، التى استدعت خلالها أكثر من 300 ألف جندي احتياطى، مما أثار ردود أفعال واسعة، كانت الصين تعلن درجة الاستعداد القصوى، داعية قواتها المسلحة للاستعداد، «وكأنها تخوض حربًا فعلية»!

فالولايات المتحدة قامت، ومعها كندا، بإرسال سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان، تزامنًا مع خطاب الرئيس الأمريكى بالأمم المتحدة، فحمل الاثنان إشارات متضاربة.

فـ«بايدن» أكد فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بسياسة الصين الواحدة، بخصوص قضية تايوان، وهو ما يمثل تناقضًا مباشرًا مع ما كان الرئيس الأمريكى قد كرره مرتين على الأقل فى تصريحات صحفية.

فـ«بايدن» كان قد أجاب على أسئلة الصحفيين بالإيجاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستستخدم «القوة العسكرية للدفاع عن تايوان» حال قيام الصين «بهجوم غير مسبوق» على الجزيرة. وفي المرتين خرج البيت الأبيض لينفى التصريح ويصر على أن الموقف الأمريكي من تايوان لم يتغير..

ورغم أن بعض المراقبين انتقدوا تصريحات «بايدن» باعتبارها تقضى على ما يُعرف باستراتيجية «الغموض الاستراتيجي» بخصوص سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان، إلا أن ما فاتهم هو أن الولايات المتحدة في تقديري لاتزال أكثر من أى وقت مضى ملتزمة بتلك الاستراتيجية «الغموض الاستراتيجي».

فالهدف من وراء ذلك الغموض كان دومًا ردع الصين عبر عدم تأكدها من رد فعل الولايات المتحدة إذا ما ضمت تايوان بالقوة المسلحة. والحقيقة أن تناقض الخطاب الأمريكى، أى تصريحات «بايدن» المتناقضة بل ونفى البيت الأبيض، هى فى ذاتها تخلق مجتمعة ذلك الغموض الاستراتيجى نفسه.

أما الجديد فى الأمر فهو أن الصين اليوم ليست هى ذاتها الصين التى كانت مثل تلك السياسة تردعها فيما سبق. فالصين صارت اليوم أكبر ثانى اقتصاد فى العالم وقواتها العسكرية أكثر تقدمًا وقوة من أى وقت مضى.

هذا فضلا عن أن نفوذها لم يعد مقتصرًا على محيطها الإقليمي المباشر وإنما امتد ليصل لكل أنحاء العالم ليس فقط عبر النفوذ الاقتصادي وإنما العسكرى أيضًا.

والتحركات من جانب حلفاء أمريكا تستفز الصين هى الأخرى. ففى الأسبوع ذاته، لم يقتصر الأمر على كندا التى أرسلت سفينة حربية لتصاحب السفينة الأمريكية.

ففى أول قمة تعقدها مع نظيرها اليابانى، أدانت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس «الاستفزازات الصينية» بشأن تايوان، وهو ما نتج عنه تحذير شديد اللهجة من الصين لليابان بألا تلومن إلا نفسها إذا ما ورطت نفسها وسمحت لأمريكا باستخدام أراضيها فى حالة نشوب صراع بخصوص تايوان.

والصين صارت تهدد حكومة تايوان علنًا بخنق اقتصادها. فالتجارة بين الصين وتايوان تشكل 33% من تجارة تايوان الدولية. ويرى الكثير من المراقبين أن الأزمة الحالية بخصوص تايوان هى الأعنف منذ تسعينيات القرن العشرين.

وبينما تخوض الحكومة الأمريكية مواجهة مفتوحة مع الصين وروسيا فإن المواطن الأمريكى لا يعتبر أيًا منهما تشكل تهديدًا حقيقيًا. فبينما أنفقت الولايات المتحدة حتى الآن 40 مليار دولار فى دعم أوكرانيا عسكريًا، تبين، فى آخر استطلاع للرأى، أن 2% فقط من الأمريكيين يعتبرون السياسة الخارجية ذات «أهمية كبيرة» بالنسبة لهم.

وحين كان على الأمريكيين الاختيار بين قضايا السياسة لم تكن روسيا أو الصين ولا حتى أوكرانيا هى أولى القضايا ولا ثانيتها. فالقضية الأولى كانت القضية أزمة المناخ وتلتها مسألة الهجرة!

*د. منار الشوربجي استاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي.

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

حرب أوكرانيا روسيا أمريكا الصين تايوان التصعيد الغموض الاستراتيجي سياسة الصين الواحدة