الهجوم الأوكراني المضاد في كوبيانسك يتحدّى خطط موسكو التوسعيّة

الجمعة 30 سبتمبر 2022 09:54 م

بينما كان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يوقع الجمعة معاهدات ضمّ أربع مناطق أوكرانية تحتلها القوات الروسية، كانت قوات كييف تسعى لإنهاء مهمة إخراج قوات موسكو من منطقة خامسة هي خاركيف وتهدّد خطوط الإمداد الخاصة بها.

على عكس لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، صمدت منطقة خاركيف، التي استُهدفت في أولى مراحل الغزو، أمام الطموحات التوسعية للكرملين، وأجبرت قوات موسكو على التراجع خلال هجوم مضاد مطلع أيلول/سبتمبر.

تتواصل هذه الجهود مع استعادة كامل مدينة كوبيانسك الواقعة على نهر أوسكيل، حسبما لاحظ الخميس مراسلو وكالة "فرانس برس".

كانت الدبابات والعربات المدرعة الأوكرانية تناور بحريّة في هذه المدينة الصناعية التي كانت لفترة معيّنة مركزًا لوجستيًا روسيًا أساسيًا.

وفي كوبيانسك جسر فوق نهر أوسكيل، تضرّر الآن بشدّة، بالإضافة إلى خط سكة حديد يُستخدم لإمداد قوات موسكو.

ويؤكّد الرئيس الجديد للإدارة العسكرية في كوبيانسك أندري كاناشيفيتش "إنه تقاطع مهم للسكك الحديد يربط المدينة بمنطقة لوغانسك ومن ثمّ بشبكة السكك الحديد الروسية"، مضيفًا "كان مهمًا بالنسبة لهم (الروس) أن يسيطروا عليه".

وحاولت القوات الروسية السيطرة على كوبيانسك، رغم انهيار جبهتها قرب خاركيف وتراجعها الكارثي في شمال شرق أوكرانيا، تاركة دبابات متضررة خلفها.

آمنة للمرة الاولى

في 19 سبتمبر/أيلول، كانت الضفة الغربية للنهر بين أيدي الأوكرانيين، لكن كانت معركة المدفعية مستمرة وكانت الضفة الشرقية محل نزاع حاد.

وأصبحت كوبيانسك الخميس، للمرة الأولى منذ بداية القتال، آمنة لدرجة تمكنت فرق الإطفاء مع متطوّعين من توزيع طرود مواد غذائية بين أنقاض الجسر.

وكانت جثة بملابس رسمية روسية ملقاة في مكان قريب فيما كان مسعفون ينقلون مرضى أو جرحى على نقالات باتجاه الغرب.

ولا يمكن عبور الجسور إلّا سيرًا، وهناك حاجة لنحو 20 شخصًا لتمرير 2000 طرد إعاشات بريطانية يدويًا. تُحمّل بعدها في شاحنة لتوزيعها على المناطق التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرًا.

ومع ذلك، يجب أن يكون هناك منصة عائمة واحدة على الأقل في مكان آخر على نهر أوسكيل مخفية عن الصحافيين والمسيّرات الروسية، لأن القوات الأوكرانية من الضفة الشرقية محصّنة بمركبات ثقيلة.

ونُشرت دبابات هناك مع المشاة، ورغم سقوط قذائف أحيانًا، تبقى المنطقة الحضرية آمنة.

وتسببت المعارك بانقطاع المياه والتيار الكهربائي وفرار كثير من المدنيين، ما ترك كوبيانسك مع 10 إلى 15% من نسبة السكان الذين كانوا يقطنون فيها قبل الحرب (27 ألف نسمة)، بحسب تقديرات أندري كاناشيفيتش.

الثلاثاء، كانت لا تزال القوات الروسية موجودة في منطقة كوبيانسك-فوزلوفي الصناعية على بعد خمسة كيلومترات جنوبًا، حين بدأ مدنيون يظهرون فيها.

وتقول "ليودميلا ناغايتسيفا" (52 عامًا) "كان الأمر صعبًا بالفعل. كنّا (...) بدون مياه وكهرباء وغاز وغير قادرين على التواصل مع احد".

"أشبه  بالسجن" 

أثارت السرعة التي سقطت فيها كوبيانسك في الأيام الأولى للغزو في شباط/فبراير شكوكًا في أن بعض سكان المنطقة الناطقين بالروسية كانوا مؤيّدين لموسكو.

وأعرب معظم السكا ن الذين التقتهم وكالة فرانس برس عن ارتياحهم لاستعادة القوات الأوكرانية للمدينة.

ويؤكّد "ماكسيم كوروليفسكي" (20 عامًا) أن المدينة تعرّضت للخيانة في أول أيام الغزو، إذ يقول إن "200 شاب" تقدّموا إلى مركز تجنيد في 24 فبراير/شباط وطُلب منهم أن يعودوا في اليوم التالي.

لكن "في 25 فبراير/شباط، وصلت مدرّعات روسية مع أعلام وكان هناك جنود. ماذا كان بوسعنا أن نفعل؟ لا شيء"، بحسب قوله. ويلوم رئيس البلدية السابق والموالي لروسيا غينادي ماتسيغورا على ما حصل في المدينة.

ويتابع "كانت روسيا تعاقب كلّ رأي مؤيّد لأوكرانيا"، في إشارة إلى عمليات التفتيش والتهديدات، مضيفًا "سبعة أشهر من الاحتلال كانت أشبه بالسجن".

غادر الجنود الروس وأعلامهم كوبيانسك، لكن آثارهم لا تزال في كلّ مكان، إضافة إلى جثث بأحذية عسكرية.

 

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا فلاديمير بوتين

بوتين يؤكد لملك البحرين استعداده لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا

زيلينسكي يقر ببدء عمليات الهجوم المضاد: معنويات القادة العسكريين مرتفعة