بعد ضم أجزاء من أوكرانيا.. هذه مكاسب روسيا جغرافيا واقتصاديا وعسكريا

السبت 1 أكتوبر 2022 11:54 ص

بعد قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، والذي اتخذه الجمعة، بضم كل من دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى بلاده رسميا، حصلت موسكو على حزام جغرافي واسع النطاق يعزز مجالها الأمني ويقوض خطط الغرب وحلف شمال الأطلسي إلى التمركز في الخاصرة الروسية، كما يقول محللون.

ولا يمكن الحديث عن ضمان أمن الحدود الغربية لروسيا من دون توسع جغرافي يضمن بشكل كامل السيطرة على الممرات البحرية الجنوبية في حوض آزوف والبحر الاسود، وبما يؤمن أيضا إقامة رابط بري مستقر للأراضي الروسية مع شبه جزيرة القرم، التي وإن كانت في السابق عنوانا لاستعادة الأمجاد الغابرة، فهي سرعان ما تحولت مع اندلاع الحرب الأوكرانية إلى خاصرة ضعيفة ورخوة يسهل الهجوم عليها واستهداف روسيا من خلالها، بحسب تحليل نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

وتمثل المناطق التي جرى فيها الاستفتاء وضمتها روسيا، أهمية استراتيجية من حيث الموقع وعدد السكان ومواردها الطبيعة، حيث تقع زابوريجيا وخيرسون داخل سهل أوروبا الشرقية، وتربطهما حدود مشتركة، ويحد زابوريجيا من الشرق دونيتسك، ومن الجنوب بحر آزوف، وتقع على حدود دنيبروبتروفسك الأوكرانية.

ويحد خيرسون منطقتا نيكولاييف ودنيبروبيتروفسك الأوكرانيتان، وتربطها حدود مع شبه جزيرة القرم من الجنوب، وبحر آزوف من الجنوب الشرقي، والبحر الأسود من الجنوب الغربي.

لذلك كان التركيز منذ بداية الحرب الحالية على أهمية السيطرة المطلقة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وفرض سيطرة مماثلة على مدينة خيرسون التي تعد الرئة الأساسية التي تربط شبه الجزيرة ببقية مناطق البلاد عبر البر.

الأهمية الاقتصادية

تبرز أهمية دونيتسك ولوهانسك على الصعيد الاقتصادي بشكل خاص، اذ تضم المنطقة أكبر مناجم الفحم الحجري والحديد والصلب في أوكرانيا، كما أن مدينة ماريوبول الاستراتيجية التي تعد بين أهم موانئ التصدير في البلاد تقع ضمن الحدود الإدارية لدونيتسك.

وعموما تشير إحصاءات ما قبل الحرب إلى أن نحو 70% من ثروات أوكرانيا تتركز في هذا الجزء من البلاد، فضلا عن أنها تعد عقدة مهمة لشبكة المواصلات البرية والبحرية التي تعبرها صادرات البلاد باتجاه البحر الأسود ومناطق الشرق الأوسط وغيرها.

الأهمية الخاصة الأخرى هنا، أن سيطرة روسيا المطلقة على دونيتسك والمناطق الأخرى التي يجري الحديث عنها، وتحويلها إلى أراض روسية عبر قرار الضم، يعني عمليا تحويل بحر آزوف إلى بحيرة روسية مغلقة، مع كل ما يمنح ذلك الروس من حرية الحركة على الصعيد العسكري البحري، وفي مواجهة تزايد الحضور العسكري الغربي في البحر الأسود.

ما سبق تحديدا تفاخر به نائب مجلس الدوما الروسي عن شبه جزيرة القرم، "ميخائيل شيريميت"، والذي قال إن بحر آزوف بات، بعد قرارات "بوتين"، بحرا داخليا حصريا لروسيا.

ووفقا له، فإن هذا سيضع حدا نهائيا لخطط سلطات كييف لترتيب استفزازات في منطقة آزوف، وحلف شمال الأطلسي لوضع قاعدته البحرية هناك.

وشدد النائب على أن "روسيا تستعيد ما كان ينتمى إليها تاريخيا عن طريق الحق".

زابوريجيا 

أما زابوريجيا، فتكمن أهميتها الاستراتيجية في كونها تشكل عقدة الربط والمواصلات البرية والنهرية ونقل البضائع. ولهذا شكلت على مدى التاريخ موقعا استراتيجيا جعل كل الحالمين بالسيطرة على أوكرانيا يركزون جهودهم في تطويع قلاع زابوريجيا الحصينة.

فضلا عن ذلك تضم المقاطعة محطة زابوريجيا الكهروذرية الأكبر في أوروبا والرابعة على مستوى العالم.

واللافت أن القيادة الانفصالية التي عينتها موسكو سارعت بعد الاستفتاء إلى تأكيد أن المحطة النووية يجب أن تنتقل ملكيتها إلى روسيا وألا يتم السماح بإقامة "وضع خاص" فيها يخضع لإشراف أوكراني أو دولي.

وعلى مستوى التاريخ، يمثل ضم "بوتين" لهذه المناطق التي كانت تتبع الاتحاد السوفييتي السابق، نقطة مهمة في مساعيه لتسويق نفسه كوريث للقياصرة الذين صنعوا مجد الدولة الروسية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا ضم مناطق أوكرانية القرم دونيتسك لوهانسك زابوريجيا خيرسون الحرب الروسية الأوكرانية بوتين

الدوما الروسي يصادق على ضم 4 مناطق أوكرانية

روسيا تجند 200 ألف شخص.. وأوكرانيا تحظر التفاوض مع بوتين

بوتين يضم رسميا أكثر من 15% من مساحة أوكرانيا

موسكو تعلن تقدمها شرق أوكرانيا وكييف تدعو الروس للاستسلام