4 خطوات مطلوبة للإنقاذ.. أخطاء الغرب أحبطت الانتقال الديموقراطي بالسودان

الأربعاء 5 أكتوبر 2022 01:01 م

أمريكا والدول الغربية تعاملت مع الإطاحة بـ"عمر البشير" على أنه "غاية" في السودان، بينما كان الشعب هناك يرى الأمر "مجرد وسيلة" للانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي؛ لذلك كان هذا التعامل مع الإطار الانتقالي خاطئا، ومكن الجيش من الانقلاب على المكون المدني.

ماسبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "يورو آسيا ريفيو"، وترجمته "الخليج الجديد"، بعنوان: "هل لا تزال هناك فرصة لإعادة الانتقال الديمقراطي في السودان إلى مساره الصحيح؟"

وكان السؤال المحوري للتحليل هو: بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.. هل يمكن فعل أي شئ لوقف انهيار السودان؟                         

باختصار، يرى التحليل أن المجتمع الدولي فشل في دعم الحكومة المدنية السودانية بشكل كافٍ خلال النافذة الرئيسية للفرصة التي كانت أمامها لاكتساب شرعية الشعب السوداني.

وعلى الرغم من المشاكل المالية المتزايدة جراء كورونا ومشاكل تغير المناخ، واصلت الولايات المتحدة تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب لمدة عام في الفترة الانتقالية؛ مما منع الدعم الدولي الضروري للميزانية.

ويضيف أنه عندما بدأت واشنطن في صرف الأموال لتعزيز الانتقال الديمقراطي في السودان، قوضت في النهاية القيادة المدنية التي كانت تنوي دعمها من خلال عدم تمويلها مباشرة للحكومة المدنية، وفشلها في العمل جنبًا إلى جنب مع الحركات الديمقراطية المحلية  والاستثمار باعتدال في الإصلاح المؤسسي الضروري لتحريك البلاد.

ويشير التحليل إلى أنه بعد الانقلاب العسكري الأخير، استمر تعامل واشنطن مع الأمور بطريقة خاطئة؛ حيث رفضت في البداية استخدام مصطلح "الانقلاب" لوصف ما حدث، قبل أن تطالب بعودة رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك" على الرغم من أن مثل هذه الخطوة لا يمكن أن تغير الهيكل الأساسي للسلطة الذي جعله مجرد رئيس صوري لحكومة يسيطر عليها بقوة القائد العسكري اللواء "عبدالفتاح البرهان".

ماذا يمكن أن تفعله الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الآن لوقف الانهيار؟.. يقترح التحليل أربعة نقاط على النحو التالي:

1- تنشيط الخيال والتفكير بشكل مختلف

أولا وقبل كل شيء، ينبغي للمجتمع الدولي أن يتخلى عن فكرة العودة إلى الإطار الانتقالي، وفق التحليل؛ حيث تعارض الجماهير السودانية هذا الإطار لأنه يمنح الجيش قوة شبه كاملة، والتي سيستخدمها دائمًا لتهديد المساءلة والانتقال إلى الديمقراطية.

ويرى كاتبو التحليل أن الولايات المتحدة مثلما اعتقدت أنه لا يمكن الإطاحة بـ"البشير" أبدًا، فإنها تعتقد الآن أنه من المستحيل التخلص من دور الجيش في حكم البلاد، وسيؤدي هذا الموقف دائمًا إلى عزل الجمهور السوداني، الذي أوضح في الاحتجاجات والاقتراع أنه يعارض الحكم العسكري بجميع أشكاله ويتوق إلى حكم ديمقراطي حقيقي.

لذلك، يجب على الولايات المتحدة استخدام تمويلها ورأس مالها الدبلوماسي للإصرار على انتقال لا يزيل فقط بقايا نظام "البشير"، ولكنه يمكّن المدنيين أيضًا من إزالة أنظمة الإكراه والفساد العسكري التي حددت ملامح حكمه.. باختصار "يجب على أمريكا أن تكسر فشل خيالها في السودان وتطالب بشيء مختلف".

2- اعمل مع الشارع، وليس مع الأفراد

كان الدعم الدولي للقادة الأفراد مثل "حمدوك"، حتى عندما كانوا يفتقرون إلى الشرعية المحلية القوية، في غير محله، ودفع الناس إلى فقد الثقة في نزاهة إطار انتقالي فاقد للمصداقية يؤدي فقط إلى إضعافهم، تاركًا النظام القديم دون تغيير.

بدلاً من ذلك، يقول التحليل، إن المجتمع الدولي يحتاج إلى العمل مع الأداة الحقيقية للديمقراطية السودانية، وهو الشعب السوداني.

على سبيل المثال، كانت لجان المقاومة السودانية تنظم الاحتجاجات وتضع خارطة طريق سياسية للمستقبل تحظى بدعم قوي على الأرض، ورغم ذلك تعاملت أمريكا فقط مع كتلة قوى "الحرية والتغيير".

إن لجان المقاومة هي التي يجب أن ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها مستقبل السياسة السودانية، وتمكين الحركات المحلية من أجل التغيير، ومواكبة مشاعر الشعب السوداني بدلاً من الأحزاب السياسية أو القادة الفرديين، بحسب التحليل.

3- قم بتمويل الحركات الشعبية وليس المنظمات الدولية

يطالب التحليل أمريكا وبقية المجتمع الدولي عند استخدام مواردها المالية لدعم السودان بدعم الحركات السياسية في البلاد بشكل مباشر.

واعتبر أن الموقف الأمريكي بتمويل المنظمات الدولية غير الحكومية أدى فقط إلى نزع الشرعية عن الجهات الفاعلة المحلية التي كانت تحاول تحسين مجتمعاتها، لكنها تفتقر إلى الأموال اللازمة للقيام بذلك.

4- الضغط على الحلفاء الإقليميين

يرى التحليل أن بعض الحلفاء الدوليين والإقليميين لم يساعدوا على التحول الديمقراطي بل دعموا الجيش، وفي مقدمتهم بعض الدول العربية، مثل السعودية والإمارات ومصر، خاصة الأخيرة؛ حيث يرتبط الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" بعلاقات صداقة مع "البرهان"، وباعتبارهما عسكريين فإنهما يتقاسمان نظرة الشك تجاه المدنيين.

ويقول التحليل إنه بينما بذلت الولايات المتحدة جهودًا لمعارضة الحكم العسكري في السودان، وحذا حذوها الاتحاد الأفريقي، لم تفعل هذه الدول ذلك.

حتى إسرائيل، بحسب التحليل، عملت مع "البرهان" لإقامة علاقات دبلوماسية، وإضفاء الشرعية عليه.

ويضيف: "ولاتخاذ موقف حقيقي ضد النظام العسكري السوداني غير الديمقراطي وغير الشرعي، يجب على الولايات المتحدة الضغط على حلفائها للوقوف معهم وعزله".

ويختم التحليل بالقول: "لقد خاطر الشعب السوداني بحياته احتجاجًا على هذه القيم الديمقراطية. لقد حان الوقت لأن يخاطر المجتمع الدولي ببعض المخاطر لدعم حركتهم أيضًا".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

انقلاب السودان الانتقال الديمقراطي في السودان عبدالفتاح البرهان الجيش السوداني

أمريكا و8 دول ترحب بوثيقة دستور جديد لحكومة مدنية في السودان

عام على انقلاب البرهان.. أزمة سياسية متواصلة ومجاعة تهدد ملايين السودانيين

واشنطن بوست: صراع النفوذ يتصاعد بين البرهان وحميدتي بالسودان (القصة الكاملة)