أثارت مشاهد رقص لفتيات تونسيات في حفل ديني بمناسبة ذكرى المولد النبوي، موجة استنكار في البلاد، قبل أن تعتذر الجهة المنظمة للعرض للتونسيين.
وتداولت صفحات اجتماعية مقطع فيديو، لفتيات يرقصن بملابس "فاضحة" في حفل لفرقة دينية، نظمته جمعية المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف في مدينة القيروان (وسط تونس)، المعروفة بـ"تاريخها الإسلامي الحافل".
ورغم أن الجمعية المُنظّمة للمهرجان كانت قد نشرت عبر حسابها على "فيسبوك"، اعتذارا رسميا بشأن ماحدث ليلة عرض السطمبالي في القيروان، لكن الناشطين اعتبروا ما حدث "سوء تصرف وعدم قدرة واضحة على إدراة المهرجانات والمحافل ذات الصبغة الدينية".
وكتب المدون والناشط السياسي "المعز الحاج منصور" تحت عنوان "ثنائية العري/ الستر في عيد ميلاد النبي": "هل يتناسب عراء الأفخاذ وهز الحزام مع ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ما نعلمه أن ذكرى المولد النبوي هو حفل ديني، ويفترض اختيار أناشيد ذات طابع ديني مثل الحضرة مثلا وراقصين وراقصات يرتدون لباسا تقليديا محافظا يتلاءم مع الحفل الديني".
وأضاف: "ما نراه من عراء للراقصات لا يتناسب مع قداسة الحفل في القيروان.. تلك المدينة التي اكتسبت منزلتها من طابعها الإسلامي المحافظ. وزيرة الثقافة ووالي القيروان يفتقدان إلى الذوق الثقافي وهما مسؤولان لوحدهما على هذه الرداءة في الذوق".
ودون الوزير السابق "رفيق عبدالسلام"، بالقول: "في العهد السعيد، عبث بالدين ومنظومة القيم والأعراف الحميدة على مرأى ومسمع من العالم. المولد النبوي الشريف هو محطة لتذكر شمائل سيد الخلق والتجمل بخصاله النبيلة وليس مجالا لفقد الحياء والمروءة والخلق الكريم. من أراد الرقص الماجن والتعري فذاك شأنه ولكن ليذهب للمراقص والحانات ولا يتصدر المنصات في القيروان مدينة الصحابة وعاصمة الإسلام في مولد رسول الله. اللهم إن هذا منكر".
وتحت عنوان "مشاهد غير لائقة"، كتب الباحث والناشط السياسي "جمال الدين الهاني": "حركة (فيمن) وهي منظمة أوكرانية تعتمد الاحتجاج بالتعري انتهت، ولكن ثقافتها باقية وتتمثل في استعمال الإباحية ضد الإسلام والمسيحية فقط، لأنه عكس نقاش الأفكار والأطروحات حول الدين، الإباحية ليس فيها جهد ذهني أو نفسي والنتيجة سريعة وزاوية الدفاع معروفة: الحق في العراء والحق في التعبير للمرأة".
وأضاف: "هذا يحرك ثلاثة جماهير في نفس الوقت: جمهور حقوقي وعدمي ونسوي: ثلاثة جماهير أدبهم الفكري ضحل وبديلهم الأساسي يقوم على إفراغ منظومة الحقوق من أي معنى اجتماعي أو فلسفي أو أخلاقي، وتحويلها الى هستيريا منع المنع العدمية التي تذهب بالتناقض المنطقي إلى أقصى درجات اللا معنى. ما معنى أن تخرج فتاة عارية في جامع سوى الإساءة للمكان والدين والإنسان المؤمن؟ هذا اللا معنى الهدام يجب أن يتوقف اليوم".
يشار إلى أن إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية، قالت إن مشهد الفتيات "أثار حالة من الاستياء والغضب في صفوف الحاضرين، إذ غادر العديد منهم وقرّر مقاطعة العرض، بسبب ما اعتبروه مشاهد غير لائقة لا تحترم خصوصية المكان والمناسبة".
الجهة المشرفة على المهرجان اعتذرت وطالبت بإيقاف فقرة الرقص التي اعتبرتها غير لائقة.. استياء كبير في #تونس من عرض "اسطمبالي" بمناسبة ذكرى المولد النبوي لاحتوائه رقصا بلباس فاضح في مدينة القيروان. pic.twitter.com/6gUjEPhnW6
— OMAR MED (@omarmed6) October 5, 2022
#مساء_الخير
— Jalel Ouerghi جلال الورغي (@jalelouerghi) October 5, 2022
ما حصل في مدينة #القيروان خلال ما سمي إحياء بالاحتفال بذكرى #المولد_النبوي_الشريف، لا يعكس فقط ابتذالا وسوء ذوق وإنما إساءة صارخة للقيم والبلاد.
إشاعة الرداءة والابتذال في كل مناسبة يعكس توجها ثقافيا خطيرا، قد يكون مخططا له لمزيد تعميق الاختراق والتمييع #تونس pic.twitter.com/iKF2OdsAqc
ظاهرة من ظواهر تمييع الدين التي يسعى إليها بعض المنتسبين إلى الاسلام ويقودون فيها حرباً على التمسك بالدين
— Abidi Wael وائل العبيدي (@WAELTVV) October 5, 2022
الصورة مأخوذة من القيروان البارحة بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف#تونس #مولد_نبوي #محمد_رسول_الله pic.twitter.com/s9hSkXylku
حين كانت مؤسسة القيروان هي المسؤولة على مهرجان الاحتفال بالمولد النبوي هكذا كان المشهد
— 🇹🇳 نبيل التونسي (@Nabilettounsi) October 5, 2022
لكن بعد انقلاب النظيف العفيف المصلي الزاهد التقي قامو بابعاد المشرفين بحجة قربهم للنهضة الاسلامية
و ها انتم تشهدون الابتذال والعري و الرجعية و الحنين لايام الرايات الحمر زمن الجاهلية
حكم ربانية pic.twitter.com/IFEuVgHm3X
يشار إلى أنه بحسب وسائل إعلام تونسية، فإن الاحتفالات بذكرى المولد بدأت منذ السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتستمر حتى التاسع من الشهر نفسه.