بسبب خطتها الاقتصادية.. مساعٍ في البرلمان البريطاني للإطاحة بـ"تراس"

الاثنين 17 أكتوبر 2022 05:59 م

كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن أعضاء بالبرلمان ينوون الإطاحة برئيسة الوزراء "ليز تراس" بسبب خطتها الاقتصادية المثيرة للجدل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف النقاب عنها، أن أكثر من 100 عضو في البرلمان ينتمون إلى حزب المحافظين الحاكم، مستعدون لتقديم رسائل بسحب الثقة من "تراس" إلى "جراهام برادي"، رئيس لجنة حزب المحافظين التي تنظم انتخابات القيادة.

وفقدت بريطانيا، الغارقة في أزمة سياسية، ثلاثة رؤساء وزراء منذ أن صوتت على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

وذكر التقرير أن "جراهام" يقاوم هذه الخطوة قائلا إن "تراس ووزير المالية المعين حديثًا جيريمي هانت يستحقان فرصة لوضع استراتيجية اقتصادية في ميزانية يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول)"، وفقا لـ"رويترز".

من ناحية أخرى قالت صحيفة "تايمز"، إن بعض أعضاء البرلمان عقدوا مباحثات سرية بشأن استبدال "تراس" بزعيم جديد.

وكتبت الصحيفة، الأحد، أن "هانت يمسك بزمام الأمور في وقت يطوق المتآمرون رئيسة وزراء ضعيفة"، مذكرة بأن المحافظين لا يزالون يسعون إلى وسيلة لإزاحة "تراس" من الحكم.

وأضافت الصحيفة أن الثقة "لن تستعاد ما دامت" في منصبها، مدافعة عن "ريشي سوناك"، منافس "تراس" الذي هزمته في انتخابات رئاسة الحزب.

وذكرت الصحافة البريطانية أن "سوناك" يتحرك في الكواليس لدى نواب محافظين لأخذ المبادرة، مشيرة أيضا إلى وزير الدفاع "بن والاس" كمرشح محتمل لخلافة "تراس".

"اللعبة انتهت"

وقال النائب المحافظ ذو الباع الطويل "كريسبن بلانت" للقناة البريطانية الرابعة: "اعتقد أن اللعبة انتهت، وأنه ينبغي الآن السؤال عن كيفية إدارة مرحلة خلافتها"، وفقا لما نقلته "فرانس برس".

من جهتها، اعتبرت "اليشا كيرنز"، الرئيسة الجديدة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، أن مسألة بقاء "تراس" في داونينغ ستريت أو عدم بقائها "بالغة الصعوبة".

وقالت عبر "تايمز راديو": "تم التشكيك في صدقيتنا الأخلاقية (في عهد بوريس جونسون)، والآن يطرحون تساؤلات عن صدقيتنا المالية".

تراس تدافع عن "الاقتصاد السليم"

تراجعت "تراس" جزئيا عن الخطة الاقتصادية لحكومتها، وقالت في تصريحات، الجمعة، إن ضريبة الشركات البريطانية سترتفع إلى 25% اعتبارا من أبريل/ نيسان من العام المقبل، بدلا من إبقائها عند 19% كجزء من "الميزانية المصغرة" الأولية لحكومتها.

وفي محاولة لتهدئة الأسواق المالية، أقالت "تراس" وزير المالية "كواسي كوارتنج"، وألغت بنودا من برنامجهما الاقتصادي المثير للجدل، وفقا لـ"رويترز".

وقامت "تراس" بطرد "كوارتينج" من منصبه، الجمعة، مع أنهما أعدا الخطة معا، حسب "فرانس برس".

وفي مقال نشرته صحيفة "ذي صن"، الأحد، شددت "تراس" على التزامها بما وصفته "الاقتصاد السليم"، معتبرة أن إقالة صديقها "كواسي كوارتينج" من منصب وزير المال كان "مؤلما".

وقالت في مقالة: "لا يمكننا تمهيد الطريق لاقتصاد منخفض الضرائب وعالي النمو بدون الحفاظ على ثقة الأسواق في التزامنا بتحقيق المال السليم".

في 23 سبتمبر/ أيلول، تعرضت هذه الثقة للخطر، عندما كشف "كوارتينج" و"تراس" عن برنامج يميني مستوحى من خطة الرئيس الأمريكي في ثمانينات القرن الماضي "رونالد ريغن"، بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني (50 مليار دولار) من تخفيضات ضريبية ممولة حصرا من الديون المرتفعة، وفقا لـ"فرانس برس".

وتراجعت الأسواق إثر ذلك؛ ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض لملايين البريطانيين، وتراجعت شعبية المحافظين في استطلاعات الرأي؛ ما تسبب بحرب مفتوحة في الحزب الحاكم بعد أسابيع فقط من خلافة "تراس" لـ"جونسون".

خطة مالية جديدة

يعمل وزير المالية الجديد، "جيريمي هانت"، الآن على تفكيك التخفيضات الضريبية، ويضغط من أجل ضبط الإنفاق الصعب من قبل زملائه في مجلس الوزراء فيما يعاني البريطانيون من أزمة تكاليف المعيشة.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية، الأحد، قال "هانت": "سيكون الأمر صعبا جدا، وأعتقد أنه يجب أن نكون صريحين مع الشعب بشأن ذلك".

وقال وزير المالية البريطاني المعين، إن  "تراس" هي من تتولى مسؤولية الحكومة، ونفى فكرة أنه ينبغي للحزب استبدالها بعد بداية مضطربة لها في المنصب، وفقا لـ"رويترز".

وفي 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن حزب المحافظين في المملكة المتحدة، اختيار "تراس" رئيسة لوزراء البلاد وزعيمة جديدة للحزب، خلفا لـ"جونسون"، الذي ترك منصبه عقب خسارته ثقة الحزب الحاكم جراء سلسلة من الفضائح.

وعقب إعلان فوزها، شددت "تراس"، في كلمة، على انتمائها لسياسة وأفكار حزب المحافظين، وقالت: "سأقود الحزب كمحافظة".

وتعهدت "تراس" بوضع خطة "جريئة" من شأنها معالجة أزمة الطاقة وخفض الضرائب وتعزيز الاقتصاد، وقالت إنها ستضع من الأسبوع الأول خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ليز تراس بريطانيا البرلمان البريطاني خطة اقتصادية

المرشحة الأبرز لرئاسة وزراء بريطانيا تستبعد حدوث ركود اقتصادي

بعد 44 يوما من تسلمها المنصب.. استقالة ليز تراس من رئاسة الحكومة البريطانية

من هم المرشحون المحتملون لخلافة رئيسة وزراء بريطانيا؟

جونسون يعود لبريطانيا لاستعادة منصبه السابق.. هل ينجح؟