جونسون يعود لبريطانيا لاستعادة منصبه السابق.. هل ينجح؟

السبت 22 أكتوبر 2022 06:45 م

برز اسم "بوريس جونسون"، الرجل الذي أُطيح به من منصب رئيس وزراء بريطانيا من قبل حكومته قبل 3 أشهر فقط، كأحد المرشحين لتولي منصب رئيس وزراء بريطانيا مجدداً.

وانتهت مسيرة خليفته "ليز تراس" بعد 45 يوما في المنصب، حيث أعلنت استقالتها بعد إجبارها على التخلي عن معظم برنامجها السياسي الذي أثار الهلع في الأسواق المالية.

ولم يعلن "جونسون" رسميا بعد أنه سيترشح، إلا أنه عاد إلى بريطانيا من عطلة بمنطقة البحر الكاريبي، في محاولة جريئة للفوز بولاية ثانية، وسط تحذيرات من بعض زملائه من أن عودته قد تتسبّب في مزيد من الفوضى السياسية.

وفي حال نجاحه في العودة للمنصب، ستكون رئاسة "جونسون" الثانية للحكومة بمثابة تحول غير عادي حتى بالنسبة لسياسي نجح في تجاوز كبواته ووقف على قدميه فيما يشبه المعجزة.

وكانت آخر مرة عاد فيها أي شخص إلى منصب رئيس الوزراء بعد خسارة قيادة حزبه قبل 140 عاما عندما عاد "ويليام غلادستون" لقيادة الليبراليين.

وكان بعض قادة الأحزاب قد قضوا فترتين كرئيس للوزراء، بما في ذلك السير "ونستون تشرشل" و"هارولد ويلسون".

وكانت الأشهر الأخيرة من فترة رئاسة "جونسون" في المنصب مشوبة بسلسلة من الفضائح والاتهامات بأنه انتهك القواعد الوزارية، من خلال عدم اعترافه بالحقيقة حول الحفلات التي أُقيمت في داونينغ ستريت خلال إغلاق "كوفيد".

وفي نهاية المطاف تمت إقالته من منصبه بعد تمرد جماعي من قبل وزراء الحكومة، وهو لا يزال قيد التحقيق من قبل لجنة المعايير البرلمانية، الأمر الذي قد يؤدي، إلى تعليق عضويته في البرلمان أو حتى طرده من منصبه كعضو في البرلمان.

وكانت الوزيرة "بيني موردونت"، التي جاءت في المركز الثالث في انتخابات القيادة الأخيرة، هي أول من أعلن الرغبة في الترشح للمنصب.

وقال السير "جيمس دودريج" الحليف المقرب لرئيس الوزراء السابق، لوسائل الإعلام، إن "جونسون جاهز للتنافس على القيادة".

وأضاف "جيمس"، الذي أيد "جونسون" علنا، قائلا إن رئيس الوزراء السابق أخبره "سنفعل ذلك".

وفي ظهوره الأخير في أسئلة رئيس الوزراء بالبرلمان في يوليو/تموز الماضي، قال "جونسون" إنه لا يعتقد أنه تلقى معاملة عادلة، وأنه يفكر بالفعل في العودة.

وأنهى كلمته بعبارة "هاستا لافيستا بيبي"، وكان بإمكانه إلقاء تلميح أقوى بأنه لم ينته بعد إذا استخدم عبارة أخرى من أفلام المُدمر Terminator "سأعود".

وكان "جونسون" قد فاز في الانتخابات العامة لعام 2019 وحقق فوزاً كاسحاً، وبموجب الدستور البريطاني، يمكن للحزب الحاكم تغيير زعيمه دون انتخابات أخرى.

وتم انتخاب "تراس" من قبل أعضاء حزب المحافظين، الذين قد تكون لهم الكلمة الأخيرة في هذه المنافسة أيضا، إذا بقي 2 من المتنافسين بعد تصويت النواب.

وقد أطلق وزير الأعمال "جاكوب ريس موغ"، أحد أكثر مؤيدي "جونسون" حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لإعادته إلى داونينغ ستريت، ودعمه العشرات من أعضاء البرلمان المحافظين علنا.

وقال وزير الدفاع "بن والاس"، الذي يُنظر إليه على أن له نفوذ مؤثر في حزب المحافظين، إنه "يميل" لدعم "جونسون".

وتستوجب قواعد الحزب الخاصة بمنافسات القيادة حصول المرشحين على دعم ما لا يقل عن 100 من أعضاء حزب المحافظين في مجلس العموم بحلول ظهر يوم الاثنين للبقاء في السباق.

ظاهريا، هذه ليست مهمة سهلة لرجل صوت 148 من زملائه ضده في تصويت على الثقة بيونيو/حزيران الماضي، تلاه ما يقرب من 60 استقالة وزارية بعد شهر واحد.

وجاء طوفان الاستقالات في أعقاب الكشف عن أن "جونسون" تجاهل الاتهامات بسوء السلوك الجنسي ضد "كريس بينشر" قبل تعيينه نائبا لرئيس لجنة فرض الانضباط بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين.

وفي 5 يوليو/تموز الماضي، استقال 2 من كبار وزراء الحكومة في غضون دقائق بما في ذلك وزير المالية آنذاك "ريشي سوناك"، الذي ترك المنصب مدعيا أن "جونسون" لم يكن مؤهلا أو جادا.

وصمد "جونسون" لمدة يومين آخرين قبل الإعلان عن موافقته على التنحي.

لكن قبل الاستقالات كان الضغط يتزايد على "جونسون" بسبب طريقة تعامله مع الحفلات التي جرت في داونينغ ستريت خلال عمليات إغلاق "كوفيد".

وكان "جونسون" واحدا من 83 شخصا غرمتهم الشرطة لسلسلة من الحفلات غير القانونية، بما في ذلك حفل عيد ميلاد "جونسون".

وقال السير "روجر جيل"، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، إنه سيستقيل من لجنة الانضباط الحزبي إذا تم التصويت لصالح "جونسون" مرة أخرى كرئيس للوزراء.

وأشار "روجر"، وهو خصم دائم لـ"جونسون"، في تصريح لـ"راديو تايمز" أن زملاء آخرين يهددون بفعل الشيء نفسه.

وقال "جيسي نورمان"، وزير الدولة بوزارة الخارجية وهو صديق سابق لـ"جونسون": "إن اختيار بوريس الآن سيكون، وأنا أقول ذلك بحذر، قرارا كارثيا للغاية".

وسارعت أحزاب المعارضة أيضا إلى إدانة التلميحات بأن "جونسون" قد يعود.

وقال زعيم حزب العمال السير "كير ستارمر"، إن رئيس الوزراء السابق "غير لائق للمنصب". ووصفت رئيسة وزراء اسكتلندا "نيكولا ستيرجن"، عودة "جونسون" بأنه " أمر مثير للسخرية".

وقد وصفه الليبراليون الأحرار بأنه "برلسكوني بريطانيا"، وهم يحاولون منع "جونسون" من أن يصبح رئيسا للوزراء من خلال اقتراح في البرلمان.

وقد حافظ "جونسون" على صورته في الظل بشكل مدهش منذ تركه لمنصبه حيث تحدث باعتدال في مجلس العموم وقضى الأسابيع القليلة الماضية في القيام بجولة محاضرات في الولايات المتحدة قبل التوجه لقضاء عطلة.

وإذا برز مرشح واحد فقط، فستنتهي المنافسة الاثنين، وإذا لم يحدث ذلك سيتم اختيار الزعيم الجديد عن طريق تصويت أعضاء الحزب، في 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في الأيام الأخيرة من رئاسة "ليز تراس"، أن "جونسون" هو الخليفة الأكثر شعبية.

وقال "باتريك إنجليش" المدير المساعد لشركة الاستطلاعات "يوغوف"، إن حزب المحافظين يحتاج إلى "شخص يمكنه تحقيق وحدة الصف والمنافسة مرة أخرى ضد كير ستارمر (زعيم حزب العمال)".

وأضاف "إنجليش" قائلا: "إذا سألت الأعضاء من يمكنه تحقيق ذلك ستكون الإجابة هي بوريس جونسون".

ومضى يقول: "إذا وصل جونسون إلى المرحلة الأخيرة من المنافسة فستكون لديه الأفضلية".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جونسون رئاسة وزراء بريطانيا بريطانيا ليز تراس

متى ستطرد تراس من "10 دواننغ ستريت" في لندن؟

بريطانيا.. جونسون ينسحب من سباق رئاسة الوزراء وسوناك الأوفر حظا

ريشي سوناك.. 20 معلومة عن أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصول آسيوية