كيف تفاعل مصريون مع تصريحات السيسي خلال المؤتمر الاقتصادي؟

الاثنين 24 أكتوبر 2022 12:18 م

أثارت كلمة الرئيس "عبدالفتاح السيسي" حول الوضع الاقتصادي في البلاد، ونيته في وقت سابق إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، جدلا في أواسط الناشطين المصريين، الذين رأى بعضهم فيها اعترافا بالفشل وطالبوه بالرحيل، فيما جدد آخرون ثقتهم في قدرته على العبور بالبلاد إلى بر الأمان.

جاء ذلك في سجال على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ردا على تصريحات "السيسي" الأحد، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي "مصر 2022".

وقال "السيسي"، خلال تلك الجلسة، إن "الأشقاء والأصدقاء" (في إشارة لدول الخليج) أصبح لديهم قناعة بأن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة أخرى، وأن الدعم والمساندة التي قدموها للبلاد عبر سنوات شكلت ثقافة للاعتماد عليها".

جاءت كلمة "السيسي" في سياق إشادته بسياسته الاقتصادية بعد ثورة 2011، ثم انقلابه على السلطة المنتخبة عام 2013، وسط تقارير تؤكد رفض الدول الخليجية المسانِدة له، حاليا، منح مزيد من المساعدات المالية والمنح والقروض لمصر، واللجوء لسياسة شراء حصص بأصول مصرية وشركات رابحة مقابل الديون.

وألمّح "السيسي" إلى أن الحلول للأزمة المالية والاقتصادية العنيفة التي تعاني منها مصر ستشمل خلال الفترة المقبلة اتخاذ المزيد من القرارات، التي وصفها بـ"الصعبة"، وهو وصف يعبر عن طبيعة قرارات سابقة اتخذها بإنهاء الدعم على بعض السلع الأساسية ورفع أسعار كافة الخدمات وزيادة الضرائب وغيرها من الإجراءات التي زادت من الغلاء ونسبة الفقر في البلاد.

وكشف "السيسي" أنه كان بصدد الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة في عام 2016 حال "رفض الشعب للإصلاحات الاقتصادية في 2016"، في إشارة إلى تعويم الجنيه وتحرير سعر صرفه.

فشل ذريع

وانقسم المصريون حول كلمة "السيسي"؛ فمنهم من رأي فيها فشلا ذريعا لسياسات اقتصادية مستمرة، زادت من إفقار الشعب وتراكم الديون عليه.

وقال الناشطون إن "السيسي" اعترف بفشله في إدارة الدولة، بل ويتحداهم أنه سيواصل الفشل في المستقبل، لافتين إلى أن ارتباكه يؤكد أنه فقد السيطرة على البلاد ويخاف من المستقبل.

وتحت وسم "ارحل يا فاشل"، غرد ناشطون مصريون، مطالبين الشعب بالخروج في مظاهرات عارمة لإسقاط النظام، والمطالبة برحيله.

تجديد للثقة

في المقابل، اعتبر فريق آخر  أن "السيسي" نجح في تجاوز الأزمات عبر مشروعات عدة نفذها في البلاد، معلنين تجديد ثقتهم فيه.

وقالوا إنه رغم قناعات الحلفاء بعدم قدرة مصر على تجاوز الأزمات، إلا أن "السيسي" استطاع النهوض بالبلاد مرة أخرى.

وتواجه مصر مشكلات عدة ناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع الأسعار عالميا، واضطراب سلاسل الإمداد.

كما ارتفعت معدلات التضخم لتصل على أساس سنوي إلى نحو 15.3%، في أغسطس/آب الماضي.

وبدأت مصر مفاوضات مع صندوق النقد، في الأشهر الأخيرة؛ بهدف التوصل لاتفاق تحصل بموجبه على حزمة تمويلية لمواجهة الآثار العالمية الناجمة عن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.

وأدت أزمات جائحة "كورونا"، والموجة التضخمية العالمية، والحرب الروسية على أوكرانيا، إلى زيادة وتيرة الاقتراض الخارجي؛ وهو ما دفع الحكومة إلى طرح فكرة بيع أصول الدولة على الدائنين، لا سيما مع ارتفاع الدين الخارجي للبلاد إلى 157.8 مليار دولار، بحلول نهاية مارس/آذار الماضي.

ويأتي كل هذا بالتزامن مع صدور تقارير دولية عديدة حذرت من ضخامة الديون الخارجية لمصر، وتزايد احتمالات عدم القدرة على سدادها، والتقارير التي تتوقع اضطرابات اجتماعية؛ بسبب الغلاء في العديد من البلدان النامية، بل والأوروبية في الفترة المقبلة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي اقتصاد مصر دول الخليج دعم اقتصادي الثورة انتخابات مبكرة

ذي إنترسبت: السيسي يستغل قمة المناخ لتنظيف سمعة نظامه السيئة

أنور السادات: أتوقع إعلان السيسي عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة

أطول كلمة للسيسي منذ سنوات.. اعتراف بالتدهور و"أنا الدولة والبطل" وانتقاد للأزهر