جددت إيران، اتهاماتها للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا والسعودية ووسائل الإعلام التابعة لهم، بالعمل على إثارة الفتن ونشر الأكاذيب في الجمهورية الإسلامية، وتشويه "السمعة الطيبة" للمجتمع الايراني.

ووجه قائد قوات الحرس الثوري الإيراني اللواء "حسين سلامي"، السبت، تحذيرًا للقيادة السعودية من "زرع الفتنة" مهددًا بـ"الانتقام من الأعداء"، قبل أن يهاجم "العدو" محملًا إياها مسؤولية الاحتجاجات التي تشهدها إيران، جراء وفاة الشابة "مهسا أميني"، وهي رهن اعتقال شرطة الأخلاق.

وقال "سلامي"، خلال تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقدًا دينيا في مدينة شيراز: "أقول لآل سعود ووسائل إعلامهم بأن يكونوا حذرين من زرع بذور الفتنة، ومن هنا نعاهد الشعب بأننا سنعمل على تحقيق أهداف قائد الثورة، ونبقى في الساحة وننتقم من الأعداء".

وتابع: "إن المؤامرات التي نشهدها في أرضنا هي نتيجة وحصيلة تعاقد السياسات الأمريكية، والبريطانية، والسعودية، ومعهم الكيان الصهيوني"، حسب قوله.

واتهم "سلامي" أمريكا بمحاولة "إضعاف" بلاد، وقال: "أمريكا تريد تعطيل التقدم والمدارس والمصانع في إيران.. أمريكا تريد أن تكون إيران البلد المتخلف الذي يلتمس المساعدة منها، ومن هنا فإن على الشباب أن لا يصبحوا ألعوبة بيد العدو"، حسب زعمه.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها إيران، السعودية وأمريكا وإسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات.

وتتهم إيران السعودية بتمويل قناة "إيران إنترنشنال" الناطقة بالفارسية، وتقوم بتغطية واسعة للشأن الإيراني والاحتجاجات، فيما تصفها طهران بـ"مصدر فتنة" و"تأليب الشارع" ضد النظام.

وسبق أن ألمحت إيران بمقاطاة السعودية بسبب هذا الدعم.

في الوقت نفسه، دعا قائد الحرس الثوري الإيراني، المحتجين في إيران إلى تجنّب الخروج إلى الشوارع، وقال إن اليوم هو آخر أيام الشغب.

ومنذ إعلان وفاة "أميني"، خرجت احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ 3 سنوات، وهي مستمرة في مختلف أنحاء البلاد، تتقدمها في معظم الأحيان شابات وطالبات، كثير منهن يقمن بإحراق أغطية رؤوسهن.

وبعد 6 أسابيع، يتراجع تطبيق القواعد الإسلامية في إيران، حيث تمشي النساء بالشوارع دون حجاب، فيما تعانق بعض النساء الذكور الغرباء في العلن.

وعمل المتظاهرون على إلقاء الزجاجات الحارقة على قوات الأمن وأحرقوا اللوحات الإعلانية التي تحمل صور المرشد الأعلى، ومزقوا لافتات مراكز شرطة الأخلاق وهتفوا بـ"الموت للديكتاتور".

في المقابل، واجهت قوات الأمن المظاهرات بعنف مفرط، أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصا واعتقال نحو 12 ألفا آخرين.