الرئيس الروسي يوافق على إجلاء مدنيين من إقليم خيرسون الأوكراني

الجمعة 4 نوفمبر 2022 07:50 م

وافق الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" علنا يوم الجمعة على إجلاء المدنيين من أجزاء من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا في أحدث مؤشر على تراجع روسيا في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها في أوكرانيا.

وقال "بوتين" للنشطاء المؤيدين للكرملين أثناء الاحتفال بيوم الوحدة الوطنية في روسيا "الآن، بالطبع، يجب نقل أولئك الذين يعيشون في خيرسون من المنطقة التي تشهد أكثر الأعمال خطورة لأن المدنيين لا يجب أن يعانوا".

وتنقل موسكو بالفعل الأشخاص من منطقة تسيطر عليها في خيرسون على الضفة الغربية لنهر دينبرو. 

وأعلنت هذا الأسبوع أن منطقة الإجلاء ستضم أيضا منطقة عازلة على الضفة الشرقية للنهر بطول 15 كيلومترا. لكن يبدو أن التصريحات تعتبر المرة الأولى التي يوافق فيها "بوتين" شخصيا على الإجلاء.

وتقول روسيا إنها تنقل السكان من طريق التقدم الأوكراني إلى بر الأمان. وتقول كييف إن الإجراءات تضمنت الترحيل القسري للمدنيين من الأراضي التي تحتلها روسيا، وهي جريمة حرب تنفي روسيا ارتكابها.

وتأتي تصريحات "بوتين" في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات على أن روسيا قد تستعد للتخلي عن منطقتها العسكرية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، التي تضم عاصمة إقليم خيرسون، فيما يحتمل أن تكون واحدة من أكبر الانتكاسات الروسية في الحرب.

وقال "كيريل ستريموسوف"، نائب رئيس الإدارة في خيرسون الذي عينته روسيا، يوم الخميس إن من المرجح أن تسحب روسيا قواتها من الضفة الغربية. وكان أكثر غموضا في تصريحات لاحقة حين عبر عن أمله في ألا يكون هناك انسحاب لكن "علينا اتخاذ بعض القرارات الصعبة جدا".

وأظهرت صور متداولة على الإنترنت مبنى الإدارة الرئيسي في مدينة خيرسون ولم يعد العلم الروسي يرفرف فوقه. وتتوخى كييف الحذر وتقول إن مثل هذه الإشارات قد تكون خداعا روسيا لاستدراج القوات الأوكرانية إلى فخ.

ويثق الجنود الأوكرانيون في سرية مشاة ميكانيكية متحصنة خلف خط من الأشجار عند الجبهة غربي مدينة خيرسون في أن الروس سيتراجعون في النهاية لكنهم سيقاتلون في أثناء التقهقر مما ينذر باحتمال أن تشهد المدينة معركة دامية.

وقال "فيتالي" (48 عاما)، نائب قائد السرية، إن التحركات الأخيرة للروس لتعزيز دفاعاتهم تهدف فيما يبدو إلى حماية الانسحاب وليس التمسك بخيرسون.

وتابع "لقد تحصنوا في كل ميدان" في الوقت الذي استغل فيه رجاله الطقس المعتدل على غير المعتاد لتحسين حالة المخابئ وتنظيف أسلحتهم وسط ضربات متقطعة لنيران المدفعية. وأضاف "لديهم كميات كبيرة من الدبابات والأفراد، لكنني لا أعتقد أن لديهم خطة واقعية للبقاء أكثر من أسبوع أو أسبوعين".

وقال أحد جنوده ويدعى "فلاديسلاف" (27 عاما) إنه يتوقع أن الروس "سيحاربون… ونحن سنقاتل أيضا. ليس لدينا مكان آخر لنذهب إليه. هذا وطننا وتلك أرضنا".

ضربة قوية

عاصمة الإقليم التي تقع على الضفة الغربية لمصب نهر دنيبرو هي المدينة الكبرى الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا بحالتها منذ بدء الغزو في فبراير/شباط. وخسارتها بالنسبة للقوات الروسية ستكون من أقوى ضربات الحرب.

والإقليم المحيط يسيطر على المدخل البري لشبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وتأمينه كان من بين النجاحات القليلة للحملة العسكرية الروسية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" إنه يعتقد "بالتأكيد" أن القوات الأوكرانية بوسعها أن تستعيد السيطرة على المنطقة التي تسيطر عليها روسيا على الضفة الغربية للنهر فيما ربما يعد أكثر تصريحاته تفاؤلا عن الهجوم المضاد حتى اليوم.

وأضاف "الأهم، يعتقد الأوكرانيون أن لديهم القدرة لفعل ذلك. شاهدناهم يشتبكون بجهد منظم للغاية لكنه فعال لاستعادة أراضيهم".

وقال مسؤول غربي طلب عدم ذكر اسمه إن بعض قادة الجيش الروسي عبروا بالفعل النهر صوب الشرق بما يعني عمليا أنهم تخلوا عن القوات التي يقودونها على الضفة الغربية.

وقال المسؤول "تقييمنا للوضع في خيرسون هو أن أغلب صفوف القيادة انسحبت على الأرجح حاليا عبر النهر صوب الشرق، تاركين الجنود بمعنويات متردية وعادة في بعض الحالات دون قيادة لمواجهة الأوكرانيين على الجانب الآخر".

وقال "فلاديمير سالدو" رئيس الإقليم المحتل الذي عينته روسيا إنهم يجلون المدنيين لتسهيل "دفاع مرحلي" من أجل صد الهجمات الأوكرانية.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا فلاديمير بوتين منطقة خيرسون الكرملين

لأول مرة.. بريطانيا تعرض الوساطة بين روسيا وأوكرانيا

روسيا تصدر تعليمات لجنودها بالانسحاب من خيرسون

تعرف على الأسباب التي أضفت على منطقة خيرسون أهميتها الاستراتيجية

تايم تختار زيلينسكي و"روح أوكرانيا" شخصية عام 2022