معهد هندي: شرق المتوسط مصدر موات للطاقة البديلة بعد حرب أوكرانيا

الاثنين 7 نوفمبر 2022 11:31 ص

"الهند وجهة مواتية لغاز منطقة شرق المتوسط".. هكذا سلط الزميل المشارك بمعهد "مانوهار باريكار" للدراسات والتحليلات الدفاعية في نيودلهي "مدثر قمر" الضوء على التصور الهندي لبديل الطاقة الممكن في ظل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على السوق الدولية.

وذكر "قمر"، في تحليل نشره بموقع المعهد الإلكتروني، أن سوق الطاقة الدولي شهد اضطرابات خطيرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، خاصة السوق الأوروبية، التي اعتمدت بشكل كبير على روسيا في تأمين الطاقة، وتكافح حاليا للعثور على مصادر بديلة.

لكن العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على صناعة النفط والغاز الروسية تسببت في اضطراب خطير بإمدادات الطاقة العالمية، المضطربة أصلا على خلفية نقص المعروض بسبب العقوبات المفروضة على إيران وفنزويلا، والحرب الأهلية في ليبيا، والتأثير المنهك لجائحة كورونا على الطلب.

وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية؛ ما جعل التعافي الاقتصادي بعد الجائحة أكثر صعوبة، بما في ذلك في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

ولذا أثار قرار تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" بتخفيض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا رد فعل حاد من الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الذي ألقى باللوم على السعودية، محذرًا إياها من "عواقب" انحيازها لروسيا.

وتبدو فرص انخفاض التوترات الجيوسياسية حول إنتاج وإمدادات الطاقة العالمية غير مرجحة في أي وقت قريب؛ ما يجعل الحاجة لمصادر بديلة للطاقة أكثر إلحاحا، بحسب "قمر"، الذي أشار إلى تسارع وتيرة البحث عن تلك المصادر بسبب القلق الدولي المتزايد بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري وتدهور البيئة.

ولما كان الغاز الطبيعي أقل إصدارا للانبعاثات الكربونية من البترول؛ فقد حظيت اكتشافات الغاز الإقليمية المحتملة في شرق البحر المتوسط ​​باهتمام دولي.

وعلى مدى العقد الماضي، شهد شرق المتوسط ​​اكتشاف عدد من حقول الغاز في المناطق الاقتصادية الخالصة لبلدان المنطقة، بينما تجري المزيد من أنشطة الحفر لاستكشاف المزيد من الحقول.  

وحققت مصر وإسرائيل السبق في اكتشافات الغاز بالمنطقة، وتمكنتا من نقل الإمدادات عبر خط أنابيب؛ ما شجع دولا أخرى، مثل اليونان وقبرص الرومية وتركيا ولبنان وليبيا وسوريا، على القيام بأنشطة استكشاف جادة في المنطقة.

ويهدف صندوق غاز شرق المتوسط​​، ومقره القاهرة، إلى تطوير آلية تعاونية بين الدول الأعضاء للتنقيب وتطوير البنية التحتية وتوريد الغاز للأسواق الأوروبية والآسيوية.

ولما كانت احتياجات الهند من الطاقة في ازدياد مستمر بسبب حجمها السكاني ونمو اقتصادها الكبير، فإن احتياجاتها من الطاقة تنمو بشكل أسرع من أي اقتصاد آخر بمجموعة العشرين.

ومع زيادة التفاوت الكبير بين إنتاج واستهلاك الطاقة في الهند، يتعين على نيودلهي الاعتماد على الواردات لتلبية احتياجاتها المتعلقة بأمن الطاقة.

وكانت منطقة الخليج، تقليديا، الدعامة الأساسية لمتطلبات أمن الطاقة في الهند؛ حيث زودتها بـ55-60% من احتياجاتها من النفط والغاز على مدى السنوات القليلة الماضية.

لكن حكومة الهند تحاول تنويع سلة الطاقة في البلاد، عبر  زيادة مصادر الطاقة المتجددة والأقل تلويثا للبيئة، مثل الغاز الطبيعي وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين، فضلا عن إبرام عقود استيراد مع منتجين بديلين، مثل أستراليا والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى.

 وهنا يشير "قمر" إلى أن نيودلهي لم تبذل حتى الآن سوى جهود محدودة لاستكشاف إمكانات منطقة شرق المتوسط، التي يراها وجهة مواتية لواردات االغاز الهندية.

وهناك عدد من الأسباب وراء ظهور الهند كوجهة مواتية لإمدادات الغاز من شرق المتوسط، بحسب "قمر"، منها أن الهند ترتبط بعلاقات ودية مع دول المنطقة الرئيسية، خاصة مصر وإسرائيل.

ويشير الباحث بمعهد "مانوهار باريكار" إلى أن الشركات الهندية يمكنها البحث عن المشاركة بأنشطة استكشاف الغاز في شرق المتوسط، مؤكدا أن التحديات المتعلقة بالتوترات الإقليمية حول الولاية البحرية على مناطق الاستكشاف "يمكن التغلب عليها من خلال تجنب الاستثمار في المناطق المتنازع عليها".

وخلص "قمر" إلى أن الهند بحاجة إلى إمدادات شرق المتوسط في وقت تتزايد فيه احتياجات أمن الطاقة باستمرار، كما أن بلدان المنطقة بحاجة إلى "وجهة تصدير مربحة"؛ ما يعني أن الفرصة مواتية لتعاون هندي مع دول حوض المنطقة، التي تتمتع نيودلهي معها بعلاقات ثنائية قوية.

المصدر | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الهند شرق المتوسط مصر إسرائيل الغاز الطبيعي

وزير مصري: مخزونات شرق المتوسط يمكنها تخفيف أزمة الطاقة بأوروبا