خبير روسي: هكذا انعكست معركة الانتخابات على موقف أردوغان من سوريا وأمريكا

الاثنين 7 نوفمبر 2022 01:28 م

سلط الخبير السياسي الروسي "فيكتور ميخين" الضوء على انعكاسات الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا على مواقف الرئيس "رجب طيب أردوغان"، مشيرا إلى أن تغير خطاب أنقرة تجاه دمشق وواشنطن نتاج لهذه الانعكاسات.

وذكر "ميخين"، في تحليل نشرته مجلة "نيو إيسترن أوتلوك"، أن الانتخابات التركية، التي ستجرى في 18 يونيو/حزيران 2023، ذات تأثير كبير على مختلف الأحزاب المشاركة فيها، لاسيما حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي يتزعمه "أردوغان"، ما دفع الأخير إلى إبداء مرونة في تطبيع العلاقات مع النظام السوري وإظهار انحياز واضح للسعودية ضد الهجوم الأمريكي، على خلفية دعم المملكة خفضا كبيرا لإنتاج النفط.

واعتبر الخبير الروسي أن "أردوغان يقامر بكل شيء للبقاء في الرئاسة 5 سنوات أخرى"، في إشارة إلى إعلان الرئيس التركي أنه يمكن أن يجتمع مع رئيس النظام السوري "بشار الأسد" وذلك "عندما يحين الوقت"، موضحا أن الانتخابات دفعت الرئيس التركي إلى التفكير بطريقة عملية ، والابتعاد عن السياسة التي التزم بها لأكثر من عقد تجاه دمشق.

ويحتاج "أردوغان" إلى زيادة شعبيته، فيما يمثل ملف اللاجئين السوريين ببلاده عائقا أمام ذلك؛ إذ تستخدمه المعارضة للخصم من رصيده، بزعم أن هؤلاء اللاجئين تسببوا في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، كما تسببوا في بعض المخاوف بشأن الأمن الداخلي، بحسب الخبير الروسي.

وأضاف: "يُعتقد أن العلاقات الجديدة بين أنقرة ودمشق ستفتح الباب أمام عودة اللاجئين إلى شمال سوريا؛ حيث يسيطر الجيش التركي على منطقة كبيرة"، لافتا إلى أن تركيا تريد إنشاء مستوطنات هناك بهدف تقليل عدد اللاجئين على أراضيها وفرض تغييرات ديموجرافية جديدة من شأنها أن تقلل من سيطرة الأكراد السوريين على شمالي سوريا في الوقت ذاته.

ويتطلب إنشاء مناطق سكنية فيما يسمى بـ "المنطقة الآمنة" في شمالي سوريا الحماية من أي تصعيد عسكري قد يجبر اللاجئين على العودة إلى تركيا مجددا؛ لذا "تعتقد أنقرة أن تحسن الوضع الدولي للنظام السوري سيعني إنهاء المواجهة العسكرية بين أنقرة ودمشق".

ومن شأن مواصلة تسجيل "أردوغان" للنقاط السياسية فيما يتعلق بشن عمليات عسكرية خاصة في شمال شرقي سوريا ضد نفوذ المسلحين الأكراد هناك، وإضعاف قدرتهم على بناء نظام دولة فيدرالية داخل سوريا، تشجيع مزيد من القوميين الأتراك على التصويت لصالحه في الانتخابات المقبلة.

كما أن أجواء الهدنة بين "أردوغان" و"الأسد" من شأنها تشجيع جزء من الأتراك، الذين يعارضون الحرب في سوريا، على التصويت لصالح الرئيس الحالي.

وهنا يشير "ميخين" إلى أن روسيا أيضا قد تدعم هكذا توجه، في ظل قلقها من التوسع الإيراني في سوريا، دون أن يعني ذلك تطبيعا كاملا للعلاقات بين أنقرة ودمشق بالضرورة.

وأضاف: "إذا تمكنت موسكو من الضغط على دمشق وإقناع القيادة السورية بالامتثال لقرار الأمم المتحدة 2254 (قرار وقف إطلاق النار والحل السياسي)، فقد يصبح التقارب بين أنقرة ودمشق مقدمة لتسوية سياسية شاملة في سوريا".

ومع ذلك، لا يرجح "ميخين" هذا الخيار إلى حد كبير بسبب إصرار الغرب على عرقلته لمنع الوصول إلى صياغة حل سياسي يناسب روسيا، ويرجح بقاء تقارب تركيا مع سوريا على مستوى الاتصالات الاستخباراتية والأمنية فقط.

وفي سياق متصل، يشير الخبير الروسي إلى أن الانتخابات المقبلة في تركيا أثرت على علاقات أنقرة وواشنطن أيضا، خاصة مع تحسن العلاقات التركية السعودية مؤخرًا، حيث انتقدت أنقرة واشنطن بشدة بسبب "هجومها السياسي" بحق المملكة على خلفية دعم الأخيرة خفضا كبيرا لإنتاج النفط عالميا.

ولفت "ميخين"، في هذا الصدد، إلى أن وسائل الإعلام التركية الرسمية نقلت عن وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو" تعليقه على الهجوم الأمريكي: "يمكنك أن تنتقد.. يمكنك القول إنك غير راضٍ. ونحن لا نوافق على زيادة أسعار النفط والغاز، لكننا لم نحول ذلك إلى لغة تهديدات".

كما انتقد "جاويش أوغلو" عقوبات الولايات المتحدة بحق فنزويلا وإيران، ونصح واشنطن برفع الحظر عن تصدير الدولتين للنفط، قائلا: "العالم كله بحاجة إلى النفط والغاز الطبيعي الفنزويلي.. هناك أيضًا حظر على النفط الإيراني.. إذا كنت تريد أن تنخفض أسعار النفط ، ارفع العقوبات".

وإزاء ذلك، يخلص الخبير السياسي الرسوي إلى أن "تحليل النطاق الكامل لسياسات أردوغان الحالية يكشف أنه لم يتحدث بهذه القسوة مع واشنطن من قبل"، مشيرا إلى أن الرئيس التركي "متوتر بشأن الانتخابات المقبلة، وبالتالي يستخدم كل ورقة رابحة، يعتقد أنها ستضمن فوزه وتبقيه في منصبه للسنوات الخمس المقبلة".

المصدر | نيو إيسترن أوتلوك - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا رجب طيب أردوغان فيكتور ميخين الانتخابات التركية سوريا

أجواء الانتخابات تسيطر على المشهد السياسي في تركيا

بلومبرج: أردوغان يتجه بقوة إلى فترة رئاسية ثالثة في ظل معارضة منقسمة

بعد انتقاد لاذع له.. السفير الأمريكي يغيب عن دعوة إفطار مع أردوغان