مونديال قطر.. ساحة للمواجهات والرسائل السياسية (بالصور والفيديو)

السبت 26 نوفمبر 2022 10:12 ص

تحول مونديال قطر إلى ساحة للمواجهات والرسائل السياسية؛ حيث سبقت مباراة إيران الثانية مواجهات كلامية بين مؤيدي النظام الإيراني ومعارضيه، كما شهدت الأيام السابقة سجالات بين إسرائيليين وفلسطينيين على الأراضي القطرية، وأخرى بين قطر ودول أوروبية داعمة للمثلية الجنسية.

فيما شهد المونديال عدة رسائل سياسية أخرى، بما يشمل لقطات لأول مصافحة بين الرئيسين التركي "رجب طيب أردوغان" والمصري "عبدالفتاح السيسي".

إلى جانب التحاف ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بالعلم القطري وأمير قطر "تميم بن حمد " بالعلم السعودي، بجانب غياب الرئيس الإماراتي "محمد بن زايد" وملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة" عن حفل افتتاح المونديال.

احتجاجات إيران

تصاعدت التوترات خلال المباراة الثانية لإيران في نهائيات كأس العالم بقطر، الجمعة، على خلفية مواجهات بين مشجعين داعمين للحكومة ومعارضين مناصرين للاحتجاجات في البلاد.

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" أن عناصر تأمين ملعب أحمد بن علي؛ حيث أقيمت مباراة المنتخب الإيراني ضد ويلز "صادرت عددا من الأعلام والقمصان التي تعبر عن دعم الحركة الاحتجاجية في إيران".

وأضافت الوكالة الأمريكية أنه تم منع مشجعين من إحضار أعلام ما قبل الثورة الإيرانية، للمباراة

وفي السياق، أقدم موالون للحكومة الإيرانية على نزع الأعلام الاحتجاجية من أيادي معارضيها، واندلعت مواجهة كلامية شملت شتائم بين الطرفين، حسب المصدر ذاته.

وعلى عكس ما حدث في المباراة الأولى ضد إنجلترا، ردد اللاعبون الإيرانيون نشيدهم الوطني قبل المباراة مع ويلز.

ومنذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (مركزها النرويج)، في بيان، مقتل 416 شخصا في المظاهرات التي تشهدها البلاد.

الشعوب ترفض التطبيع

وبخلاف المواجهة بين مؤيدي ومعارضي النظام الإيراني، انتشرت، خلال الأيام القليلة الماضية، مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لقطريين وعرب آخرين يواجهون بغضب مراسلين إسرائيليين كانوا يبثون على الهواء مباشرة، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

وتقول الصحيفة إن ما جرى يسلط الضوء على عمق الصراع السياسي بين الجانبين على الرغم من عدم مشاركة منتخبيهما في البطولة.

وتضيف أن الكثيرين تداولوا لقطات مصورة تظهر امتناع مواطن قطري من أجراء مقابلة مع صحفي إسرائيلي بمجرد أن علم بجنسية القناة إلى جانب مقاطع أخرى لفلسطينيين وقطريين يواجهون بغضب مراسلين إسرائيليين على الهواء مباشرة.

وبينت أنهم اعتبروا ما جرى دليلا على عدم رغبة قطر في التقارب مع إسرائيل، على الرغم من سماحها للإسرائيليين بالسفر مباشرة إلى الدوحة وتلقي الدعم القنصلي لأول مرة في التاريخ من أجل حضور مباريات كأس العالم.

وتقدم الجماهير العربية والإسلامية بذلك رسالة قوية تؤكد من خلالها على رفضها التطبيع مع إسرائيل، بخلاف العديد من الأنظمة العربية التي سارعت إلى تقوية علاقاتها مع تل أبيب خلال الفترة الأخيرة.

مناوشات المثلية

أيضا، شهد المونديال مناوشات بين الدول الأوروبية الداعية للمثلية الجنسية، وقطر الرافضة بشدة للترويج لها خلال الحدث العالمي.

وبعد شد وجذب واتهامات متبادلة، رضخت 7 منتخبات أوروبية لشروط قطر؛ حيث أعلنت تراجعها عن ارتداء شارة المثليين لتجنب العقوبات التي أعلن عنها الفيفا.

وكانت السلطات القطرية أجبرت طائرة المنتخب الألماني على العودة إلى سلطنة عمان وإزالة كل ما يدعو إلى المثلية من على الطائرة، قبل أن تسمح لها بالدخول للبلاد.

فيما تحايلت وزيرة الداخلية الألمانية " نانسي فيزر" على قرار الفيفا والبلد المنظم للمونديال؛ حيث أخفت شعار المثلية الجنسية على ذراعها تحت سترة كانت ترتديها عند دخول مباراة منتخبها أمام اليابان، ثم خلعت السترة لالتقاط صورة لها بالشعار في المدرجات.

5 رسائل سياسية

مونديال قطر كان أيضا حافلا، منذ بدايته، بالرسائل السياسية.

الرسالة الأبرز كانت في افتتاح المونديال؛ حيث شهد المصافحة الأولى بين الرئيسين "أردوغان" و"السيسي"؛ والتي وصفها مراقبون بأنها خطوة كبيرة في طريق تطبيع العلاقات بين البلدين.

أما الرسالة الثانية فتمثلت في التحاف ولي عهد السعودية بعلم قطر خلال مباراة الأخيرة أمام الأكوادور، وهو ما رد عليه أمير قطر بالتحاف علم السعودية خلال مبارة المملكة أمام الأرجنتين، في مشهد يشي بتجاوز الأزمة بين البلدين بعد مقاطعة خليجية لقطر دامت سنوات.

لكن غياب آخرين عن حفل افتتاح المونديال يشي برسالة ثالثة معاكسة.

فرغم حضور حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" ونجله نيابة عن دولة الإمارات، إلا أن رئيس الدولة "محمد بن زايد" غاب عن حفل الافتتاح، تماما كما غاب ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة".

ويعتقد عديد المحللين أن "بن زايد" و"آل خليفة" لا يزالان متشككان للغاية في قطر، ويشير غيابهما إلى أن التقارب الكامل للدول الخليجية ما يزال بعيد المنال.

الرسالة الرابعة، تمثلت في الغياب الواضح للزعماء الأوروبيين عن حفل الافتتاح، وهي صورة لا يمكن تفسيرها إلا في سياق سياسي، فالحملات المنظمة ضد قطر ما زالت تُلقي بظلالها، ولا يمكن استبعادها، وتجاهلها.

أما الرسالة الخامسة فكانت من الشعوب؛ حيث أظهرت الكثير من الجماهير أنها غير معنية بالخلافات بين حكوماتها والدول الأخرى.

فهذه جماهير سعودية وإيرانية تحتفل معا بفوز المنتخب الإيراني على ويلز، رغم خلافات بلديهما العميقة.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر المونديال مونديال 2022 رسائل سياسية

"فائزون رغم الخسارة"... القطريون "فخورون" ببلادهم رغم مغادرة المونديال

حريق في الدوحة ودخان كثيف قرب أحد ملاعب المونديال

البلاد تغيرت في 10 سنوات.. قطر: مونديال 2022 استثنائي والأكثر شمولية