6 دول تمثل كنزها الاستراتيجي.. مساع إماراتية لتحقيق الاستقلال في صناعة السلاح

الجمعة 2 ديسمبر 2022 09:33 م

سلط معهد دول الخليج العربي في واشنطن، الضوء على نهج جديد تتبعه دولة الإمارات مؤخرا فيما يتعلق بمشترياتها الدفاعية في مسعى من الدولة الخليجية لتنويع مصادر مورديها الدفاعيين لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر تحليل أورده الموقع لـ"ألبرت فيدال" الباحث في الدراسات العربية بجامعة "جورج تاون"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن هذا النهج الجديد يتمثل في تصدر عاملي الاستقلال الذاتي الاستراتيجي ونقل التكنولوجيا لسياسة المشتريات الإماراتية.

وخلال الأشهر الـ9 الماضية، أبرمت الإمارات صفقات لشراء أنظمة أسلحة كبيرة من فرنسا وكوريا الجنوبية والصين وإندونيسيا وتركيا وإسرائيل.

وفي حين كانت المظاهر البراقة هي التي كانت توجه مشتريات الأسلحة الإماراتية في الماضي، إلا أن هذا لم يعد عاملاً حاسمًا في الوقت الحالي.

ويبدو أن عمليات شراء الأسلحة الدفاعية في الدولة الخليجية أصبحت تعتمد في الوقت الحالي على مزيج أكثر تعقيدًا من العوامل، بما في ذلك إمكانية نقل التكنولوجيا، والتأثيرات على الاستقلالية الذاتية الاستراتيجية، والمنفعة كأداة سياسية.

وأوضح التحليل أن الإمارات اشترت من في شهر يناير/كانون ثان 2021 طائرتي تجسس GlobalEye من شركة Saab السويدية بمبلغ 1 مليار دولار.

في ديسمبر/ كانون أول، وافقت الإمارات على شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال و12 طائرة هليكوبتر عسكرية من فرنسا مقابل 19 مليار دولار.

وبعد شهر، وقعت كوريا الجنوبية أكبر صفقة لها لتصدير الأسلحة على الإطلاق، ووافقت على بيع نظام صاروخ أرض-جو المحمول KM-SAM إلى الإمارات مقابل 3.5 مليار دولار.

في فبراير/شباط، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية أنها سوف تشتري 12 طائرة هجومية خفيفة من الصين، مع خيار 36 طائرة إضافية، كجزء من جهود الدولة لتنويع موردي الأسلحة.

في يوليو/تموز، وقعت الإمارات عقدًا مع شركة بناء السفن المملوكة للدولة في إندونيسيا PT PAL لشراء رصيف لمنصة الإنزال، والتي، إذا تم بناؤها كما هو مخطط لها، ستصبح أكبر منصة بحرية في القوات المسلحة الإماراتية.

في سبتمبر/ أيلول، ذكرت وكالة رويترز أن تركيا سلمت الإمارات 20 طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2، ويقال إن الإمارات تجري محادثات لشراء المزيد، وربما 120 طائرة بدون طيار كجزء من صفقة تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار.

وبحسب وكالة رويترز، فإن اسرائيل وافقت على بيع الإمارات نظام الدفاع الجوي "سبايدر".

وفي الوقت نفسه، انخرطت الإمارات مع صناعة الدفاع الإسرائيلية على مدار العام الماضي على مستويات مختلفة: فهي تعمل بشكل مشترك على تطوير سفن غير مأهولة ونظام لمواجهة الطائرات بدون طيار.

ويبدو أن الاستقلالية الاستراتيجية هي أحد الدوافع الرئيسية من قبل الإمارات لتنويع موردي أسلحتها، حيث يمنحها ذلك مساحة للتنفس خاصة بعد أن أوقفت الولايات المتحدة بشكل متكرر مبيعات الأسلحة والذخيرة للدولة الخليجية.

علاوة على ذلك، في حين أن بعض الأسلحة الأمريكية تتطلب ضوءًا أخضر من واشنطن قبل استخدامها، فإن معظم الدول الأخرى لا تمارس مراقبة الاستخدام النهائي للأسلحة المباعة إلى الإمارات.

ووفق التحليل، تتمثل إحدى الطرق لتأكيد الإمارات استقلاليتها الاستراتيجية عن الولايات المتحدة دون إغضاب شريكتها بشدة، في قيام الدولة الخليجية بشراء أسلحة من حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا وكوريا الجنوبية وإسرائيل وتركيا، والشركاء المقربين، مثل إندونيسيا.

ويبدو أن لبعض الصفقات مكوّنًا سياسيًا، لأنها مصحوبة بشراكات استراتيجية واقتصادية أوسع أو مبادرات تقارب.

وعلى سبيل المثال وقعت إندونيسيا اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الإمارات في يوليو/تموز. كما وقعت إسرائيل والإمارات اتفاقيات إبراهيم في عام 2020 وكذلك اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة في مايو/ أيار.

بعد سنوات من التوترات، أصبحت العلاقات الإماراتية التركية أكثر دفئًا منذ أن وقعت دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقية العلا لإنهاء الخلاف مع قطر.

تجري كل من تركيا وكوريا الجنوبية محادثات مع الإمارات لمتابعة اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة.

وإلي جانب ذلك، تعتبر عمليات نقل التكنولوجيا أساسية بشكل خاص لفهم معظم عمليات الشراء الأخيرة.

نقل التكنولوجيا

إلى جانب الاستحواذ على نظام الدفاع الصاروخي، وقعت الإمارات مذكرة تفاهم مع كوريا الجنوبية للتعاون في تقنيات الدفاع، بما في ذلك تطوير أنظمة الأسلحة.

في أبريل/ نيسان، افتتحت وكالة تطوير الدفاع في كوريا الجنوبية مكتبًا في أبو ظبي، وكانت هناك تقارير تفيد بتشكيل فريق استراتيجي بين وزارتي الدفاع في كلا البلدين لإنشاء العديد من المشاريع الصناعية العسكرية المشتركة.

في حالة تركيا، أوضحت المصادر أن "بعض مكونات TB2 قد يتم إنتاجها في مصنع Baykar في الإمارات، إذا تم المضي قدمًا في الصفقة".

وبالمثل، أعلنت شركة Saab السويدية أنها بوضع التقنيات الرئيسية وخلق وظائف عالية التقنية في الإمارات.

كما تستفيد مجموعة إيدج الدفاعية التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها من عمليات نقل التكنولوجيا من خلال شراكتها مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية لتطوير تقنيات مضادة للطائرات بدون طيار والسفن السطحية غير المأهولة.

وقد أنشأت شركات الدفاع الفرنسية العملاقة Thales وSafran وMBDA منذ ذلك الحين مراكز "امتياز" في الإمارات، تركز على الرادار والإلكترونيات الضوئية وهندسة الصواريخ على التوالي.

من المرجح أن يؤدي نجاح مثل هذه الصفقات إلى تعزيز الاستقلال الذاتي لدولة الإمارات، لكنه في الوقت نفسه قد يعقد جهود التشغيل البيني للولايات المتحدة مع القوات المسلحة الإماراتية، خاصة إذا استمر عدد الموردين في الازدياد.

من ناحية أخرى، يمكن أن تعزز هذه التحركات أيضًا اتجاهًا حيث تبدأ القوى الأصغر والمتوسطة في الاعتماد على بعضها البعض، والابتعاد عن الاعتماد على مشتريات الأسلحة من قوة عظمى واحدة.

المصدر | معهد دول الخليج العربي في واشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات المشتريات الدفاعية الإماراتية تنويع مصادر الموردين الدفاعيين