قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إنه وسط مصاعب التضخم المتزايد دوليا، ومونديال قطر الذي أخذ انتباه العالم، وروسيا التي تبدو مصرة على أن يكون الشتاء الحالي صعبا في أوروبا، لا يبدو الاهتمام كافيا بالاجتماع المقبل لتكتل "أوبك+"، رغم أهميته.

وأوضح تقرير الصحيفة، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن الاجتماع الذي سيعقد افتراضيا عبر الإنترنت، الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يأتي بعد الاجتماع السابق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أفرز قرارا صادما بخفض كبير لإنتاج النفط.

ويوضح التقرير أن هناك حالة من التفاؤل الحذر بعد إعلان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بتقليص محتمل لأسعار الفائدة، ما يمكن أن ينعكس على استقرار أسعار النفط، لاسيما مع التقارير الواردة حول قرار محتمل من "أوبك+" بتثبيت الإنتاج.

ويضيف: "لكن واقعيا، لا يزال العالم يغرق في الفوضى، بدءا من حرب أوكرانيا التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومقاومة هذا البلد العنيدة لموسكو، ما أطال من أمد الحرب، وهناك أيضا إغلاقات كورونا التي تمزق الصين مجددا، والشتاء المخيف الذي ستواجهه أوروبا خلال الأيام المقبلة الناجم عن نقص الطاقة".

ويمضى التقرير بالقول إن الغرب قرر وضع سقف لأسعار صادرات النفط الخام الروسي بداية من الأسبوع المقبل، وهو ما سيدفع موسكو للانتقام عبر قطع المزيد من خطوط الطاقة مع أوروبا، وعن ذلك تقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن "الروس لديهم كل النية لجعل هذا الشتاء بائسًا قدر الإمكان للغرب ليجعلنا نعيد النظر في دعمنا لأوكرانيا".

ويلفت التقرير إلى الأصوات المطالبة بمنح إعفاءات للنفط الإيراني والفنزويلي من العقوبات لمحاولة تعويض نقص الخام الروسي لأوروبا.

ووسط كل هذا، يقول التقرير، إن العالم الآن تشتت انتباهه عن هذه المخاطر تماما بسبب بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر، وهو تشتت طال حتى الولايات المتحدة، رغم أن كرة القدم ليست رياضة شعبية هناك، لكن المنتخب الأمريكي عبر إلى دور الـ16، وبات الأمريكيون أكثر انتباها للمونديال الآن.

وحتى الفريق السعودي، الذي لا يصنف كفريق قوي، دفع ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" للانسحاب سريعا من رحلة عمل في اليابان، وطار إلى الدوحة لحضور حفل افتتاح المونديال.

لكن روسيا، صاحبة الفوضى العالمية الحالية، ليست في هذه البطولة، و"بوتين" لا يبدو أنه يحب كرة القدم، لذلك فإن البطولة لن توقف روسيا عن مساعيها لصب المزيد من الزيت على النار، بحسب التقرير.