له أهمية كبيرة في كتب التاريخ.. ناسا تحتفي بـ2022 أفضل أعوامها

الخميس 29 ديسمبر 2022 08:25 ص

"سيدرج عام 2022 في كتب التاريخ باعتباره واحدا من أكثر السنوات إنجازا في جميع مهام ناسا".. هكذا أشادت وكالة الفضاء الأمريكية، في بيان الإنجازات التي استطاعت تحقيقها خلال العام، الذي قالت إنه سيكون له "أهمية كبيرة في كتب التاريخ".

وللعام الـ22 تواصل "ناسا" جهودها على متن المختبر المداري في محطة الفضاء الدولية، لا سيما وأن الكونجرس الأمريكي مدد تفويض الوكالة لمشاركة الولايات المتحدة في المحطة الدولية حتى 2030.

وخلال هذا العام أطلقت "ناسا" مهمة فضائية للعودة إلى القمر، وبدأت حقبة جديدة من الرصد والتتبع بعدما أصبح "تلسكوب جيمس ويب" في المدار حول الأرض، ناهيك عن نجاح اختبار تغيير مسار كويكب في أول تجربة مهمة دفاعية عن الأرض، فيما تستمر مهام محطة الفضاء الدولية.

ونقل موقع "الحرة" عن عالم الفضاء والجيولوجيا "فاروق الباز"، قوله إن 2022 كانت "سنة سعيدة لناسا.. لقد كانت سنة استثنائية بامتياز".

وكان للعالم الأمريكي المصري دور بارز في انتقاء مواقع الهبوط على القمر، من بينها بعثة "أبولو 11"، التي شهدت هبوط الإنسان على القمر للمرة الأولى في 20 يوليو/تموز 1969.

ويوضح العالم الباز، وهو رئيس قسم أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة، أن أهم حدث فضائي شهده هذا العام كان "الصور المذهلة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي للفضاء، والتي رصدت فيها مناطق بعيدة في الكون".

وتمكن التلسكوب ويب، منذ إطلاقه في الصيف الماضي من استكشاف بدايات الكون والغلاف الجوي للكواكب البعيدة من خلال صور استثنائية تبعث آمالا باكتشافات كبرى في السنوات المقبلة.

ونشرت "ناسا" في نوفمبر/تشرين الثاني، أعمق صورة للكون على الإطلاق يتم التقاطها بالأشعة تحت الحمراء، والتي أظهرت آلاف المجرات التي تشكلت بعيد الانفجار العظيم قبل أكثر من 13 مليار سنة.

وأضاف "الباز" أن "ناسا" استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات الأخرى من خلال "إطلاقها للصاروخ الذي سيعيد رواد الفضاء للقمر مرة أخرى" ضمن مهمة "أرتيميس".

وأطلقت "ناسا" صاروخ "إس إل إس"، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن مهمة "أرتيميس" للعودة إلى القمر، والتي تأتي بعد نصف قرن من آخر رحلة أمريكية إلى القمر ضمن برنامج "أبولو".

ولم تهبط الكبسولة "أوريون" غير المأهولة على القمر، بل اقتربت منه عند مسافة تصل إلى 64 ألف كم، في رقم قياسي لمركبة قابلة للسكن.

واستمرت مهمة "أرتيميس 1" نحو 25 يوما في المجموع، ليمثل نجاحا لوكالة "ناسا"، خاصة بنجاح مهمة الصاروخ العملاق الذي بلغ ارتفاعه 98 مترا.

واعتبر هذا الحدث انطلاقة كبيرة لبرنامج "أرتيميس"، خاصة أنه يسعى إلى إرسال أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة إلى القمر، كما يهدف إلى إقامة وجود بشري دائم على القمر تحضيرا للتوجه إلى المريخ.

وتوضح "ناسا" أن "أرتيميس" لا تعني عودة الإنسان إلى سطح القمر فقط، حيث ستكون مقدمة لإرسال رواد فضاء إلى المريخ.

وكشف "الباز" أن الوكالة الأمريكية للفضاء استطاعت "تنفيذ أول تجربة ناجحة للدفاع عن الأرض، بتغيير مسار كويكب في الفضاء والتي نفذتها المركبة دارت (أي السهم)".

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت "ناسا" نجاح "دارت" في تغيير مدار كويكب "ديمورفوس"، بعدما اصطدمت به في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث انطلق الحطام في الفضاء، ما ترك أثرا يشبه المذنب من الغبار والأنقاض يمتد لعدة آلاف من الأميال.

وبعد أيام على الاصطدام، تمكنت "ناسا" من رصد مدى تأثير الاصطدام في تغيير مسار الكويكب الذي يبلغ ارتفاع 160 مترا، وهو يدور في الفضاء على بعد 7 ملايين ميل (11 مليون كيلومتر) ويدور بسرعة 14000 ميل في الساعة (22500 كلم في الساعة)، فيما بلغت تكلفة الاختبار 325 مليون دولار.

ورغم أن "ناسا" تصب اهتمامها على الفضاء، لكنها تواصل التزامها بفهم تأثيرات المناخ على الأرض، إذ أطلقت خلال 2020 أداة متخصصة "لعلوم الأرض" لرصد "مصدر الغبار المعدني" وأثره على درجات حرارة الكوكب.

كما تخطط "ناسا" بالشراكة مع وكالة الفضاء الفرنسية لإطلاق مهمة خاصة لمسح جميع المسطحات المائية على الأرض.

وأعلنت "ناسا" عن تأسيس مركز متخصص للمعلومات عن الأرض، والذي يسمح للناس بمعرفة كيف يتغير كوكب الأرض، ويوفر معلومات وموارد ترتبط بالتغيير المناخي والاستجابة له.

يقول "بيل نيلسون" مدير "ناسا" إن "هناك الكثير لتتطلع إليه ناسا في 2023، المزيد من اكتشافات تسلكوب جيمس ويب المذهلة، وبعثات مناخية ستخبرنا عن كيفية نشأة وتغير الأرض، واستمرار عمل محطة الفضاء الدولية".

ويضيف أن الوكالة ستستمر في اختبار وتطوير الطائرات فرط الصوتية مثل "X-59" و"X-57"، مؤكدا أن "ناسا" تثبت أن الأماكن التي تصلها البشرية "لا حدود لها".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناسا فاروق الباز محطة الفضاء الدولية تلسكوب جيمس ويب