أجرت تركيا محادثات رفيعة المستوي مع المملكة المتحدة؛ لاستكشاف إمكانية شراء حزمة ضخمة من الأسلحة البريطانية بمليارات الدولارات، تتضمن طائرات مقاتلة وطائرات نقل ومحركات دبابات وفرقاطات.
جاء ذلك، حسبما نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن 3 مصادر منفصلة مطلعة على المناقشات التركية البريطانية التي جرت على مستوى وزراء الدفاع في البلدين.
وذكرت المصادر أن وزيري الدفاع في البلدين التركي "خلوصي آكار" والبريطاني "بين والاس" بحثا خلال اجتماع لهما إمكانية شراء أنقرة للطائرات المقاتلة "يوروفايتر" وطائرات نقل من طراز "C-130J" وفرقاطات من النوع 23، بالإضافة إلى محركات دبابات القتال التركية القديمة "M60".
ووفق المصادر ذاتها فإن القيمة المقدرة لصفقة الأسلحة البريطانية المحتملة لتركيا تزيد عن 10 مليارات دولار.
ونقل الموقع تعليق متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية على المحادثات والصفقة المحتملة أكد ضمنيا وجود محادثات حول مشتريات عسكرية.
وقال متحدث وزارة الدفاع البريطانية: "التقى وزير الدفاع بنظيره التركي لمناقشة تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين. تحدثوا في مجموعة من الموضوعات بما في ذلك المشتريات، مع إحراز تقدم في عدد من المجالات".
وتأتي المحادثات التركية البريطانية في وقت تواجه فيه أنقرة صعوبات في الحصول على 40 طائرة جديدة من طراز "إف-16" و79 مجموعة تحديث لأسطولها الحالي من المقاتلة ذاتها؛ بسبب المعارضة في الكونجرس الأمريكي.
وأعلن العديد من المشرعين الأمريكيين، بمن فيهم السناتور "بوب مينينديز"، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أنهم سيعارضون مثل هذه الخطوة بسبب عدوان أنقرة المزعوم على حلفائها وجيرانها، بما في ذلك اليونان.
أخبر المسؤولون الأمريكيون نظراءهم الأتراك أن التخلي عن الشروط التي وضعتها تركيا لكي تصبح السويد عضوًا في "الناتو" سيساعد في إزالة المعارضة لصفقة الطائرات المقاتلة في الكونجرس.
وتمتلك تركيا أحد أكبر أساطيل طائرات "إف-16" في المنطقة، لكن الطائرات تقترب من نهاية عمرها الافتراضي، فيما تجد أنقرة نفسها في معضلة غير متوقعة، لأنها صممت احتياجاتها للدفاع الجوي على المدى المتوسط بناءً على اقتناء مقاتلات الجيل الخامس "إف-35" الأمريكية
وفي 2019 طردت الإدارة الأمريكية رسميا تركيا من برنامج تصنيع المقاتلة "إف-35"؛ بسبب شراء الأخيرة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع "إس-400"
وفي تصريحات سابقة كشف العديد من المسؤولين الأتراك، أنهم قد يكونون مهتمين بشراء طائرات "يوروفايتر تايفون" الحربية من المملكة المتحدة إذا لم يتم إحراز تقدم في طلب شراء تركيا "إف-16" من الولايات المتحدة.
وقال مصدر مطلع للموقع هذا الأسبوع، إن تركيا تتطلع إلى شراء سربين من طائرات "يوروفايتر تايفون" التي يتم إنتاجها من قبل اتحاد شركات من المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، أي ما يتراوح بين 24 إلى 48 طائرة.
وكشف مصدر ثان أن شراء أنقرة طائرات يوروفايتر لن يكون عملية سهلة، لأنه سيتطلب الكثير من التعديلات الفنية والتدريب داخل القوات المسلحة التركية.
وأضاف المصدر أن الجيش التركي أصبح أكثر دراية بالمقاتلة الأوروبية، حيث يُعتقد أيضًا أن قطر أرسلت بعض طائرات يوروفايتر إلى تركيا بموجب اتفاق ثنائي يسمح للدوحة بنشر قوتها الجوية في تركيا.
كما ناقش "أكار" و"والاس" إمكانية شراء طائرات نقل عسكرية من طراز "C-130J"، وفقًا للمصادر. وطرحت هيئة مبيعات المعدات الدفاعية في المملكة المتحدة (ديسا) طائرات النقل "C-130J" للبيع في أكتوبر/ تشرين أول.
أضافت "ديسا" في كتيبها أنه سيتم توفير 14 طائرة تكتيكية من طراز "C-130J" للشراء عند خروجها من الخدمة بين عامي 2023 و2025.
وذكر مصدر أن "C-130J" ستكون إضافة جيدة لمخزون تركيا، الذي يتزايد بسبب مهام أنقرة في ليبيا، باعتبارها النسخة الأكثر تطوراً من طائرة النقل البريطانية.
وقال المصدر التركي "لدينا بالفعل النسخة سي -130 في مخزوننا، إنها طائرة نعرفها جيدا بالفعل".
ووفق المصادر، فقد بحث وزيرا الدفاع أيضًا عن طرق للوصول إلي مورد بريطاني لتحديث دبابات M60 التركية.
وقالت المصادر إن مشروع دبابة ألتاي التابع لأنقرة واجه مشاكل في شراء المحركات، مضيفا أن "الجيش يرغب في الحفاظ على جاهزيته القتالية".
