استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

محنة اليسار بأمريكا اللاتينية

الخميس 26 يناير 2023 08:26 ص

محنة اليسار بأمريكا اللاتينية

رئيس بوليفيا اليسارى إيفو موراليس، الذى كان أول رئيس من السكان الأصليين، أطاح به اليمين في 2020.

الدول الأربع غنية بالثروات الطبيعية: فنزويلا بالنفط، والبرازيل بغابات الأمازون والحديد والفوسفات وبوليفيا بالليثيوم أما بيرو فغنية بالنحاس!

وضعت أمريكا أصول فنزويلا بالخارج تحت تصرف غوايدو لكنه أساء استغلال الأصول وثبتت فى حقه اتهامات بالفساد مما رفع شعبية مادورو.

أنصار بولسونارو، الذي وصف نفسه بأنه "ترامب الأمازون" اقتحموا كونغرس البرازيل وقصري الرئاسة والمحكمة العليا للإطاحة بالرئيس لولا دا سيلفا.

فى بيرو قام الكونغرس الذى يهيمن عليه اليمين بالإطاحة بالرئيس اليساري بيدرو كاستيللو وتعيين نائبته بدلا منه. فاندلعت احتجاجات لا تزال تعم البلاد.

في فنزويلا فشلت محاولة اتقلاب أمريكية على الرئيس مادورو. فعقب انتخابات 2019 زعمت المعارضة أن الانتخابات زُوِرت لصالح الرئيس اليسارى مادورو.

*   *   *

أخبار دول ثلاث تتصدر الإعلام، وكلها ذات علاقة بصعود اليمين الشعبوى فى معركته ضد اليسار. فالبرازيل شهدت إعادة إنتاج حرفية لواقعة اقتحام أنصار ترامب للكونغرس الأمريكى العام قبل الماضى.

فأنصار بولسونارو، الذى طالما وصف نفسه بأنه «ترامب الأمازون»، اقتحموا الكونجرس البرازيلى وقصرى الرئاسة والمحكمة العليا للإطاحة بالرئيس لولا دا سيلفا، الذى كان لتوه قد حلف اليمين، مقتنعين هم أيضا، مثل أنصار ترامب، بأن الانتخابات زورت لصالح دا سيلفا. وبولسونارو، الذى لاحقته اتهامات بالفساد ومناهضة حقوق السكان الأصليين، كان يكرر بالضبط ما فعله ترامب.

فحين بدأت الاستطلاعات تشير لتقدم دا سيلفا، راح يقول لأنصاره مسبقا إن الانتخابات ستزور ضده، بل إن الجيش لن يقبل بعودة دا سيلفا للحكم. لكن الجيش البرازيلى كان هو الذى ألقى القبض على أنصاره حين اقتحموا المؤسسات السياسية بعدما امتنعت الشرطة التى اتهمها دا سيلفا بالتواطؤ ضده.

ودا سيلفا الذى حكم البرازيل من 2002 ولمدتين متتاليتين وأخرج بلاده من خط المجاعة والفقر، كان قد انتخب رئيسا مجددا بعدما تمت محاكمته وسجنه قبل أن تصدر المحكمة العليا قرارها بأن سجنه كان غير قانونى.

وقصة دا سيلفا تكررت، بالمناسبة، بتنويعة أخرى مع رئيس بوليفيا اليسارى إيفو موراليس، الذى كان أول رئيس من السكان الأصليين، الذى أطاح به اليمين، عام 2020.

وفى فنزويلا، فشلت المحاولة الأمريكية للانقلاب على الرئيس مادورو. فعقب انتخابات 2019، زعمت المعارضة أن الانتخابات قد زورت لصالح الرئيس اليسارى نيكولاس مادورو.

ونصب رئيس مجلس النواب وقتها، خوان غوايدو، نفسه رئيسا بدعم أمريكى واعترفت به 60 دولة حول العالم، أملا فى أن يؤدى ذلك للإطاحة بمادورو. ووضعت أمريكا أصول فنزويلا بالخارج تحت تصرف غوايدو. لكن غوايدو أساء استغلال الأصول وثبتت فى حقه اتهامات بالفساد مما رفع شعبية مادورو.

وقد تمت إزاحة غوايدو مؤخرا، وتشكيل لجنة ثلاثية تدير تلك الأصول بدلا منه. أما الدول التى كانت قد اعترفت بغوايدو رئيسا، فقد فشلت فى رعاية مصالح رعاياها داخل فنزويلا طوال الفترة الماضية، فراحت، الواحدة منها تلو الأخرى، تعترف بمادورو رئيسا شرعيا لفنزويلا. ومادورو خليفة شافيز الذى أطاحت به أمريكا فى انقلاب لم يستمر سوى 48 ساعة.

وفى بيرو، قام الكونغرس، الذى يهيمن عليه اليمين بالإطاحة بالرئيس اليسارى بيدرو كاستيللو وتعيين نائبته بدلا منه. فاندلعت المظاهرات التى لا تزال تعم البلاد.

فحين انتخب كاستيللو فى يوليو الماضى، كان أول رئيس ينتمى للفلاحين، وهى فئة طالما تجاهلها نظام فوجيمورى الديكتاتورى الذى حكم البلاد سنوات طويلة. ومنذ توليه، كان كاستيللو محط سخرية الإعلام كونه «فلاحا»، فاتهموه بالجهل بل وبالإرهاب.

لكن كاستيللو، نفسه، وقع فى أخطاء أدت لانتقادات حادة من أنصاره سهلت مهمة اليمين فحاول عزله عبر البرلمان، فحل كاستيللو البرلمان، لكنهم عزلوه فعلا بزعم أنه صار «عاجزا أخلاقيا» عن الحكم وتم إيداعه السجن.

وقد نظمت اتحادات العمال والفلاحين والطلاب والسكان الأصليين مظاهرات واسعة خرج فيها أنصار كاستيللو بالآلاف مطالبين بعودته للحكم، فقابلتهم الحكومة الجديدة بالقمع واتهمتهم بأنهم عملاء للخارج تمولهم تجارة المخدرات ورجال الأعمال.

لكن عددا من دول أمريكا اللاتينية، بدءا بالمكسيك ومرورا ببوليفيا وفنزويلا ووصولا لكولومبيا، رفضت الاعتراف بالحكومة الجديدة واعتبرت كاستيللو الرئيس الشرعى المنتخب لبيرو.

بالمناسبة، الدول الأربع غنية بالثروات الطبيعية. فنزويلا ثرية بالنفط، والبرازيل بغابات الأمازون، فضلا عن الحديد والفوسفات. وبوليفيا ثرية بالليثيوم أما بيرو فغنية بالنحاس!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

اليسار فنزويلا مادورو غوايدو لولا دا سيلفا البرازيل بيرو كاستيللو بوليفيا إيفو موراليس أمريكا اللاتينية الولايات المتحدة