بيانات من ورق لا توقف جرائم الاحتلال

العنصري البغيض لم يحترم كلمته بعدم التصعيد فبعد يوم من زيارته للأردن أعطى تعليماته بارتكاب مجزرة جنين ومخيمها البشعة بالضفة الغربية.

تصدر الدول العربية بيانات إدانة لا تغني ولا تسمن من جوع، إصدارها وعدم إصدارها واحد بالنسبة لهذا الكيان الغاصب وقيادته العنصرية الإرهابية.

اقتحام جنين أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة عشرات، بداية جديدة لدائرة دموية لن تتوقف فالدم الفلسطيني ليس رخيصا والجريمة لم تمر دون عقاب.

كان على الدول التي تقيم علاقات تطبيع مع هذا العدو أخذ خطوات عملية بأن تعلن عن وقف العمل باتفاقات التطبيع أو استدعاء سفير العدو وتأنيبه وتوبيخه.

جرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق شعب فلسطين ستتواصل طالما يكتفي العرب ببيانات تتعامل معها سلطات الاحتلال كما لو كانت ورق قمامة مكانها سلة الزبالة.

*   *   *

لم يكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستحق أن يستقبل في عمان ونحن نعرف أن الرجل كاذب، وهذا ليس سرا فقد كتبت عنها الصحافة الإسرائيلية مرارا وأكد ذلك وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو في كتابه الذي صدر حديثا.

الرجل العنصري البغيض لم يحترم كلمته بعدم التصعيد فبعد نحو 24 ساعة من عودته إلى فلسطين المحتلة أعطى تعليماته بارتكاب مجزرة جنين ومخيمها البشعة في الضفة الغربية يوم الخميس.

اقتحام جنين الذي أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين حتى الآن ووقوع إصابات عديدة هو بداية جديدة لدائرة الدم التي لن تتوقف فالدم الفلسطيني ليس رخيصا وهذه الجريمة لن تمر دون عقاب.

وبدلا من أن تقوم الدول العربية بإصدار بيانات إدانة لا تغني ولا تسمن من جوع، إصدارها وعدم إصدارها واحد بالنسبة لهذا الكيان الغاصب وقيادته العنصرية الإرهابية، كان عليها أن تأخذ خطوات عملية، خاصة الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية أو علاقات تطبيعية مع هذا العدو، بأن تعلن عن وقف العمل باتفاقات التطبيع أو استدعاء سفير العدو وتأنيبه وتوبيخه.

هذه الجريمة التي وقعت في جنين لو وقعت في أوكرانيا لقامت الدنيا عن مؤخرتها ولم تجلس عليها، وهي تندد وتصعد وتشتم وترسل الأسلحة والأموال لحكومة كييف، الصمت الدولي حيال ما يجري يكشف ويعمق ازدواجية فاضحة في المعايير وتواطؤا عنصريا ومفضوحا ومستهجنا.

حماية الشعب الفلسطيني تكون بموقف عربي واحد حازم وحاسم لا يترك أية فرصة للتأويل، وبدعم المقاومة في جميع الأراضي الفلسطينية دون استثناء، فالضعف واللامبالاة أمام المعاناة الفلسطينية تشجع الاحتلال للمضي قدما على ارتكاب المزيد من الجرائم تحت قيادة حكومة يعلم الجميع توجهاتها ومخططاتها شديدة التطرف والتي خرجت من مزبلة التاريخ وعادت إلى الحياة من جديد.

ويؤكد جيش الاحتلال في كل يوم أنه جيش جبان وبلا أخلاقيات وبلا قيم فهو يستهدف دائما اقتحام المناطق السكنية والأطفال والنساء والمستشفيات والمرافق المدنية الحيوية وقتل الفلسطينيين على هذا النحو المشين الذي نشهده في جنين.

مسلسل جرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق شعب فلسطين الأعزل ستتواصل طالما أننا نحن العرب نكتفي ببيانات تتعامل معها سلطات الاحتلال كما لو كانت ورق تواليت، أو ورق قمامة مكانها سلة المهملات.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن