جيمس تاون: على السويد الاستجابة لمطالب تركيا بنزع نفوذ حزب العمال الكردستاني

السبت 4 فبراير 2023 03:02 م

رأت مؤسسة "جيمس تاون" للأبحاث أن التسامح السويدي تجاه حزب العمال الكردستاني "PKK" يعتبر في نظر تركيا تجسيدا للسلبية الأوروبية الأوسع بشأن الحزب الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، بالإضافة إلى التمكين الأمريكي للفروع السورية التابعة له.

ويعتبر السويديون وبقية الأوروبيين وواشنطن، أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمر حاسم في الأمن الجماعي ضد العدوان الروسي المستمر في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وفق تقرير للمؤسسة الذي ترجمه "الخليج الجديد".

ولذلك، فإن أنقرة ترى في تلك الرغبة الأوروبية الأمريكية، فرصة فريدة لفرض اتخاذ إجراء يخدم عنصرا حاسما للأمن القومي التركي، وهو إنهاء الدعم الدولي لحزب العمال الكردستاني.

وفي حين أن موقف أنقرة يعتبر غير مبرر إلى حد ما بالنسبة للسويد، فإن الأمر بالنسبة لأنقرة يتعلق بإجبار الغرب على الاختيار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا العضو في الحلف التي ترفض انضمام السويد وفنلندا إليه إلا بعد اتخاذهما إجراءات ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيهما.

ووفق المؤسسة، لا يزال بعض المعلقين الغربيين في حيرة من أمرهم، بسبب المزاعم حول وجود فرق جوهري بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، ومع ذلك، فإن من لديهم معرفة مباشرة بشمال سوريا يدركون بوضوح العلاقات العضوية بين تلك الكيانات.

وأظهر الباحثون أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب ليسا مجرد منظمتين موازيتين أو منحدرتين من حزب العمال الكردستاني، ولكنهما أدوات خاضعة لسيطرة حزب الحزب المعادي لأنقرة.

في الحقيقة، لا يكاد يوجد انفصال يذكر بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وبين سياسات حزب العمال الكردستاني، إلى درجة أن التحليل الجاد لمستقبل شمال سوريا يتطلب مناقشة إنهاء حملة الحزب ضد تركيا، وليس فقط الضغط التركي ضد وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي، وفق تحليل "جيمس تاون".

هذه الحقيقة تترك السويد، مثل العديد من الأوروبيين (وربما بعض الأمريكيين)، في حاجة إلى تسوية هذا الوضع.

ومنذ عام 2018، توقفت الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا، ولا يوجد تفويض سياسي من أي جهة لاستمرار سيطرة حزب العمال الكردستاني على المناطق التي كانت تحت التنظيم في البلاد.

لذلك، لا تتردد تركيا في استخدام القوة لمنع استمرار سيطرة الحزب، كاشفة "استقلالا استراتيجيا" في سياستها، ناهيك عن لعبها دورا فعلا في موازنة نفوذ روسيا.

وفي حين تعيد أوروبا استكشاف الجغرافيا السياسية، عليها أن تدرك أن قيمة تركيا بالنسبة لكل من أوروبا والولايات المتحدة كشريك في مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي سوف تستلزم نزع نفوذ المكون السوري لحزب العمال الكردستاني وشبكات الإرهاب المناهضة لأنقرة.

وهذه الحقيقة تنطبق على أوروبا، وربما الولايات المتحدة على المدى الطويل، ولكنهل تنطبق على السويد على الفور في سياق الانضمام إلى "الناتو".

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا السويد فلندا الناتو حزب العمال الكردستاني الولايات المتحدة

اعتراف سويدي بتلقي حزب العمال الكردستاني تمويلا كبيرا