مركز دراسات الخليج: استقطاب خليجي لمواهب رياضية.. ومغالطات غربية حول التجنيس

الاثنين 13 فبراير 2023 08:29 ص

"كتابة فصل تاريخي جديد".. بهذه الكلمات على "تويتر" أعلن نادي النصر السعودي ضم أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.

قرار النادي بالتوقيع مع البرتغالي كريستيانو رونالدو مقابل 214.5 مليون دولار شكّل صدمة، لكنه أظهر أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي ترغب في الاستثمار بشكل ملحوظ في استقطاب أفضل المواهب الرياضية، وفق تقرير لـ"مركز دراسات الخليج" في جامعة قطر.

ويروج خبراء اقتصاديون لهذه الخطوة كمحاولة لتحفيز المكاسب المالية لكل من النادي والسعودية، وبجانب تعقيدات المكاسب المالية، يدل هذا التحرك على فجر جديد من هجرة الرياضيين إلى منطقة الخليج، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

لطالما كانت دول الخليج جذابةً للرياضيين الأجانب لتطوير الألعاب الرياضية إلى مستويات دولية.

وفي أولمبياد طوكيو 2020، انتقل ما لا يقل عن 55 رياضيا من دول أخرى للتنافس تحت أعلام دول الخليج، وهو ما يسمى "نقل الولاء".

دعاية سلبية

ومع ذلك، فإن هجرة الرياضيين الأجانب إلى الخليج لم تخل من انتقادات ودعاية سلبية غربية، حتى إن شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية قالت إن دول مجلس الخليج العربي تشتري ميدليات الألعاب الأولمبية.

فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قطر شاركت  "بفريق مستورد" في بطولة كأس العالم لألعاب القوى عام 2022.

وزعم دبلوماسي سابق، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن دول الخليج تستعين برياضيين أجانب للمشاركة في الأحداث الرياضية الدولية المرموقة ولا تمنحهم الحقوق الكاملة للجنسية، وتزودهم بجوازات سفر مؤقتة لا يترتب عليها حقوق.

خصوصية خليجية

ووجهات النظر الغربية تلك بشأن الهجرة تعاني، وفق المركز، من مغالطة منهجية ناتجة عن توظيف النظرية الغربية في تحليل أنماط الهجرة خارج الغرب، وهو ما يتضح عند استخدامهم عبارة "اللاعبون المهاجرون".

لكن ثمة فروق دقيقة، بحسب المركز، خاصة بالخليج، فلا يشار إلى الأجانب في المنطقة على أنهم "مهاجرون" بل "وافدون"، فـ"المهاجر" هو الفرد الذي يترك بلده للاستقرار بشكل دائم في بلد آخر. وعلى عكس ما يحدث في شمال الكرة الأرضية، فإن التجنيس في دول الخليج العربية محدود وانتقائي.

وفي السعودية وسلطنة عمان وبقية دول الخليج، يفوق عدد "الوافدين" عدد المواطنين، ومن شأن فتح الطريق للهجرة والاستقرار بشكل دائم أن يغير التركيبة الديموغرافية لتلك الدول ويصبح السكان الأصليون أقلية.

أما الدول في شمال العالم فتسمح بالتجنيس لأنه يلبي احتياجاتها على المدى الطويل، إذ تواجه تلك الدول شيخوخة سكانية، وهذا ليس الحال بالنسبة لدول الخليج، حيث يشكل الأفراد تحت سن الثلاثين أكثر من ثلث سكان المنطقة.

الهوية والانتماء

كما أنه لا مجال للحديث عن الهوية والانتماء والروابط الثقافية والتاريخية، فالعديد من لاعبي المنتخبات الأوروبية لكرة القدم هم من أصول أفريقية مثل "كيليان مبابي" في فرنسا، و"روميلو لوكاكو" في بلجيكا، وبعض هؤلاء مثّلوا أكثر من دولة في مراحل عمرية مختلفة.

وبالرغم من سعي دول الخليج العربية إلى اجتذاب أفضل المواهب في الألعاب الرياضية، لكن نطاق تجنيس اللاعبين لا يزال محدودا، والتمسك بمنحهم مواطنة غير دائمة يعكس رغبة في الحفاظ على تجانس مجتمعي.

المصدر | مركز دراسات الخليج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دول الخليج الرياضة مواهب رياضية تجنيس رونالدو استثمار