شركات التكنولوجيا الناشئة.. سوق واعدة بالشرق الأوسط

الخميس 16 فبراير 2023 08:17 ص

سلطت مجلة "فوربس" الضوء على سوق شركات التكنولوجيا الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة إلى أنها "تشهد نشاطا كبيرا مدعومًا بالنمو السريع في الإمارات والسعودية".

وذكرت المجلة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "هناك طاقة ريادية جديدة من الرباط إلى الرياض، تسارعت مع صعود صناديق الثروة السيادية كجهات استثمار رئيسية وتزايد انتشار الهواتف الذكية".

واجتذبت الشركات الناشئة مبلغًا قياسيًا قدره 3.94 مليار دولار في تمويلات عام 2022، مع تركيز أكبر لصفقاتها في الإمارات والسعودية ومصر.

وفي حين تبدو هذه الأرقام متواضعة مقارنة بأسواق الشركات الناشئة الأكثر تقدمًا أو حتى الأسواق الناشئة في أقاليم أخرى من العالم، إذ جمعت الشركات الناشئة في جنوب شرق آسيا ما يقرب من 18 مليار دولار، فإن صعود استثمارات صناديق الثروة السيادية والتفويضات الحكومية لتنمية النظم البيئية التكنولوجية إلى جانب المنافسة الشديدة على جذب رواد الأعمال ينذر بنمو قوي خلال السنوات القادمة.

وفي السياق، قال فادي غندور، مؤسس شركة أرامكس، في محادثة عبر تطبيق زووم: "غيرت صناديق الثروة السيادية قواعد اللعبة في المنطقة (..) إذ لديها تفويض لتمكين النظم البيئية محليًا. لكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط. بل بتحريك المنظمين للعمل وبناء أفضل البيئات لرواد الأعمال أيضا".

ولعب غندور، الأردني المقيم في دبي، دورًا رئيسيًا في نمو الشركات التكنولوجية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان أحد المستثمرين الأوائل في شركة "مكتوب" للخدمات الإقليمية عبر الإنترنت التي استحوذت عليها "ياهو" في عام 2009 مقابل 164 مليون دولار.

وكانت هذه الصفقة أول منفذ لرجال الأعمال والمؤسسين الذين يبحثون عن استثمار ممول أو إرشاد في السنوات العجاف التي سبقت ضخ أموال الصناديق السيادية.

وفي كتابه "صعود الشركات الناشئة.. ثورة ريادة الأعمال التي تعيد تشكيل الشرق الأوسط"، وصف كريستوفر شرودر عملية بيع مكتوب بأنها "لحظة فاصلة" للمنطقة.

لكن نظام التمويل الخاص بالشركات الناشئة ظل، مع ذلك، يمثل تحديًا، وأصبح غندور عضوًا في مجموعة صغيرة من المستثمرين الذين يدعمون الشركات الناشئة، وهو ما عبر عنه بقوله: "أنا معجب برواد الأعمال الأوائل (..) كان التمويل صعبًا للغاية. والمنظومة متواضعا (..) كان كل شيء يمثل تحديًا".

لم تكن المنطقة تعاني من نقص في رواد الأعمال الموهوبين، لكن المنظومة أصبحت الآن أكثر حيوية، بعد عمليات شراء شركات التكنولوجيا العالمية البارزة للشركات الإقليمية.

ومن أبرز تلك الصفقات، بيع موقع "سوق دوت كوم"، لتجارة التجزئة الإلكترونية، في دبي، إلى أمازون عام 2017 مقابل 580 مليون دولار.

وفي إطار الزخم ذاته، استحوذت شركة "أوبر" على منافستها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا "كريم" مقابل 3.1 مليار دولار، في عام 2019.

واعتُبرت كلا الصفقتين على نطاق واسع علامتين في المشهد التكنولوجي بالمنطقة، وأعط كل منهما دفعة لرواد الأعمال الآخرين.

وبينما بدأ تدفق التمويل الاستثماري إلى المنطقة عام 2014، ظلت الصناديق المدعومة من الحكومات على الهامش عمومًا، حتى تغير ذلك الآن، بحسب غندور، الذي أبدى تفاؤله بشأن شركات التكنولوجيا الناشئة في المنطقة، إذ لا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتع باتجاه إيجابي هائل.

ومن المرجح أن يتقارب تمويل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالمنطقة ما جمعته نظيرتها بأمريكا اللاتينية (8.28 مليار دولا) في غضون بضع سنوات، بحسب غندور.

ومع احتدام المنافسة بين دبي وأبوظبي والرياض لجذب رواد الأعمال الواعدين، وتزايد انتشار الهواتف الذكية في جميع أنحاء المنطقة، واستمرار صناديق الاستثمار المدعومة من الدول في تمويل شركات التكنولوجيا الإقليمية، قد يكون الشرق الأوسط على موعد مع المراحل الأولى من دورة قوية لنمو الشركات الناشئة.

المصدر | فوربس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط شمال أفريقيا شركات التكنولوجيا الناشئة

ريادة لبيئة الشركات الناشئة.. قفزة سعودية كبيرة نحو مستقبل عالي التقنية

توقعات بنمو سوق التوظيف بالشرق الأوسط إلى 86.1 مليار دولار بحلول 2028