استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

من وراء تفجير خط أنابيب «نورد ستروم»؟

الجمعة 17 فبراير 2023 01:10 م

من وراء تفجير خط أنابيب «نورد ستروم»؟

كان تفجير نورد ستريم عملية استخباراتية بامتياز وإن ضمت وزير الخارجية ووكيلة الوزارة لشؤون السياسات ومستشار الأمن القومى الأمريكي.

يتهم هيرش الولايات المتحدة (بمساعدة النرويج) بأنهما وراء تفجير خطوط أنابيب «نورد ستروم» لتصدير الغاز الطبيعى الروسى لأوروبا العام الماضى.

الهدف من تفجير نورد ستريم حرمان روسيا من مصدر دخل فى خضم حرب أوكرانيا ووضع نهاية لاعتماد أوروبا على روسيا فى مصادر الطاقة وتمت العملية دون إخطار الكونغرس.

*   *   *

بحكم التخصص بالدراسات الأمريكية، تابعت دومًا كتابات الصحفى الأمريكى اللامع سيمور هيرش. فهى تلقى ضوءًا على أخبار العالم يختلف عما تقدمه أغلب الصحافة العالمية.

وهيرش، الذى يبلغ 85 عامًا، صحفى استقصائى حاصل على عدة جوائز عالمية، وفجّر عشرات القضايا المتعلقة بسياسة أمريكا الخارجية. فهو الذى فجّر فضيحة «مذبحة ماى لى» التى ارتكبتها القوات الأمريكية فى فيتنام عام 1968، وراح ضحيتها مئات المدنيين.

وهو الذى فجّر، وقتها أيضًا، فضيحة تجسس وكالة المخابرات المركزية على الأمريكيين المعارضين لفيتنام. وهما الفضيحتان اللتان ترتب عليهما تحقيقات بالكونغرس وإعادة هيكلة مؤسسات السياسة الخارجية.

وهيرش، اليهودى الأمريكى، هو مؤلف "خيار شمشون" الكتاب الشهير الذى أثار ضجة حين نشره فى أول التسعينيات عن خفايا البرنامج النووى الإسرائيلى، حيث احتوى على أسرار نُشرت لأول مرة، ثم كان هيرش هو الذى فضح قصف الرئيس كلينتون للسودان بذريعة الإرهاب، فتبين أن ما تم قصفه كان أكبر مصنع للأدوية هناك.

وهو أيضًا الصحفى الذى فجّر فضيحة سجن أبوغريب العراقى والتعذيب الوحشى الذى مارسته القوات الأمريكية هناك. وتلك ليست وحدها الموضوعات التى فجّرها سيمور هيرش، وإنما كتب أيضًا عن الإعداد لضرب إيران فى عهد بوش الابن، ثم عملية قتل بن لادن، والضربة الجوية لأوباما على سوريا.

وفى كل مرة كتب فيها سيمور هيرش كانت الاتهامات تُوجه له بالجملة مصحوبة بالنفى القاطع لكل ما ورد فى مقالاته، ناهيك عن التشكيك فى مصادره. وسواء اقتنعت، عزيزى القارئ، بما يأتى فى تحقيقات هيرش أم لم تقتنع فإنك تجد نفسك مضطرًا لاحترامه وأخذ ما يقول على محمل الجد، فقد ثبتت المرة بعد الأخرى دقة تحقيقاته.

لذلك فإن ما كتبه هيرش مؤخرًا، ولم يسلم بسببه من الاتهامات المعتادة، فضلا عن النفى ورفض التعليق أو التجاهل، يستحق التأمل. فآخر تحقيقات هيرش الصحفية يتعلق بالفاعل وراء تفجير خطوط أنابيب «نورد ستروم» لتصدير الغاز الطبيعى الروسى لأوروبا العام الماضى. وهو يتهم الولايات المتحدة بمساعدة النرويج بالتفجير.

والهدف من التفجير هو حرمان روسيا من مصدر دخل فى خضم حرب أوكرانيا، ووضع نهاية لاعتماد أوروبا على روسيا فى مصادر الطاقة. وقد تمت العملية، وفقًا لهيرش، دون إخطار الكونغرس.

وهو ذكر بالاسم رموز إدارة بايدن الذين اشتركوا فى الإعداد للتفجير، فكان لافتًا فى تقديرى ألا يكون بينهم وزير الدفاع! إذ الواضح أنها كانت عملية استخباراتية بامتياز، وإن ضمت وزير الخارجية، ووكيلة الوزارة لشؤون السياسات، ومستشار الأمن القومى.

أكثر ما يثير انتباهك فى مقال هيرش هو مقارنته بالكسل المهنى الذى صارت عليه الصحافة الأمريكية التى رددت الخط الرسمى لإدارة بايدن عشية تفجير الأنابيب، أى الزعم بأن روسيا وراءه، وهو ما كان يصعب تصديقه.

فهى نشرته على عواهنه دون السؤال الذى يسأله المحقق المبتدئ، أى ما هو الدافع. فما الذى يجعل روسيا تطلق النار على نفسها فتحرم ميزانيتها من مورد دخل بالغ الأهمية وسط حرب من مصلحتها أن تجعل فيها دول أوروبا فى حاجة لها وليس العكس؟!

وحين تسربت أنباء عن أن روسيا تسعى سرًا لإعادة بناء خطوط الأنابيب، قيل إنها فجرتها، كان رد فعل الصحافة الأمريكية هو ذاته! فـ«نيويورك تايمز»، حسب هيرش، قالت ببساطة إن الخبر «يشكك فى النظريات المتعلقة بالفاعل»، وانتهى الأمر! فلا هي ولا أى صحيفة أمريكية أخرى تابعت الخبر. قرأت مقال هيرش فقلت لنفسى: كم اشتقت للصحافة العالمية التى كانت تتبنى قواعد مهنية رفيعة؟!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا تفجير نورد ستريم عملية استخباراتية إدارة بايدن سيمور هيرش نيويورك تايمز

الحرب تتواصل والانتخابات تقترب.. 4 نقاط توتر أمريكية أوكرانية