استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحوار مع دمشق بين بن فرحان ونتنياهو

الأربعاء 22 فبراير 2023 03:11 م

الحوار مع دمشق بين بن فرحان ونتنياهو

العدوان على دمشق محاولة جادة ومفضوحة لنتنياهو لتوجيه البوصلة إقليميا نحو إيران، بعيدا عن معاناة السوريين المزمنة وجهود إغاثتهم من كارثة الزلزال.

توجهات فاشية ومريضة لنتنياهو وحكومته تتزامن مع توقيت حساس إنسانيا في سوريا يمس الانشغالات الانسانية للمعارضة والنظام، ويعيق تحققها في الآن ذاته.

لم يكن العدوان الاسرائيلي على الأحياء المدنية في دمشق مصادفة، فهي محاولة لإقحام العدو نفسه في الملف الكارثة الانسانية من بوابة الإعاقة لحركة الطيران والاغاثة.

إحراج دول الاقليم العربية والولايات المتحدة، أملا في إحباط جهود الوساطة والحوار لتمديد فتح المعابر لضحايا الزلزال المنكوبين شمال سوريا، وتخفيف معاناتهم المزمنة..

*   *   *

جاء العدوان الإسرائيلي على العاصمة دمشق بغارة جوية فجر الاحد، بعد ساعات قليلة من تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونخ السبت، قال فيها إن:

"إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا، وأن الحوار مع دمشق مطلوب، في وقت ما؛ حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين".

تصريحات بن فرحان جاء تعليقا على الانباء التي تتحدث عن شائعات لزيارة محتملة للوزير الفرحان إلى دمشق بعد زيارة كل من وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد لدمشق قبل أيام، للإعلان عن تضامن البلدين مع ضحايا الزلزال والتنسيق مع دمشق لتوفير الدعم للمتضررين من الكارثة.

لم يكن العدوان الاسرائيلي على الأحياء المدنية في دمشق مصادفة، فهي محاولة لإقحام العدو نفسه في الملف الكارثة الانسانية من بوابة الإعاقة لحركة الطيران والاغاثة التي نشطت باتجاه دمشق وحلب وبالقرب من المعابر شمال سوريا، والتي تزامنت مع تسريبات عن وساطة إماراتية لتمديد فتح المعابر شمال سوريا، مقابل تعليق جزء من العقوبات المفروضة أمريكيا على دمشق.

أنباء قابلتها انتكاسة باتت متوقعة لمنتدى النقب2 التطبيعي في المملكة المغربية بسبب الاجراءات التصعيدية للحكومة الفاشية في الضفة الغربية والقدس، بحسب ما أوردت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية صباح اليوم الاحد.

بنيامين نتنياهو من ناحيته وأمام هذه الحقائق والأسباب الحاسمة؛ سارع لتبرير عدوانه الفاشي على دمشق بالقول إنه جاء ردا على استهداف إيران ناقلة النفط المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر في بحر العرب قبالة السواحل العمانية والهندية قبل عشرة أيام، واستهداف قاعدة أمريكية في سوريا، فضلا عن كونها رسالة لحزب الله في لبنان بعد خطاب أمينه العام حسن نصر الله الذي تحدث فيه عن إرهاصات انشقاق وصراع داخل الكيان الاسرائيلي.

تقديرات لم تبتعد كثيرا عن تحذيرات مفوض الشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي التي نقلتها صحيفة "معاريف" صباح الاحد، ذكر فيها إمكانية اندلاع حرب أهلية واغتيالات متبادلة تستهدف أقطاب النخبة السياسية في الكيان الاسرائيلي، وهو سيناريو تعد له الاجهزة الامنية الاسرائيلية في ظل خلافات متصاعدة بين شبتاي وبين وزير الامن القومي إيتمار بن غفير الذي يسعى لإقالته مفوض الشرطة.

العدوان دليل واضح على أن الكيان الاسرائيلي يحاول مجددا أن يفرض رؤيته على الساحة السورية والاقليم والمجتمع الدولي من خلال سلوك عدواني وصفته الخارجية الروسية بالعمل الدنيء وغير المقبول، كما أدانته الخارجية الصينية، وصمتت عنه أوروبا وأمريكا، وهو محاولة مؤكدة للهروب من واقع داخلي متدهور؛ تؤكد تصريحات المسؤولين من رأس الدولة يتسحاق هرتسوغ إلى مفوض شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي.

ختاما.. العدوان على دمشق محاولة جادة ومفضوحة لنتنياهو لإعادة توجيه البوصلة إقليميا نحو إيران، بعيدا عن معاناة السوريين المزمنة وجهود إغاثتهم من كارثة الزلزال، وإحراج دول الاقليم العربية والولايات المتحدة، أملا في إحباط جهود الوساطة والحوار لتمديد فتح المعابر لضحايا الزلزال المنكوبين شمال سوريا، وتخفيف معاناتهم المزمنة.. توجهات فاشية ومريضة لنتنياهو وحكومته لتزامنها مع توقيت حساس إنسانيا في سوريا يمس الانشغالات الانسانية للمعارضة والنظام، ويعيق تحققها في الآن ذاته.

*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

سوريا فيصل بن فرحان نتنياهو إيران الحوار مع دمشق إغاثة الزلزال