مجلة إسبانية: قطر تختبر استراتيجيتها الجديدة لشمال أفريقيا في تونس

الجمعة 24 فبراير 2023 08:00 م

سلطت مجلة أتالايار الإسبانية، الضوء على ما وصفته بالاستراتيجية القطرية الجديدة للتعامل مع دول شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن الدوحة تختبرها في تونس.

وأوضحت المجلة في تقرير ترجمه الخليج الجديد أن هذه الاستراتيجية تحافظ من خلالها الدوحة على أهدافها في المنطقة لكن وفق نهج براجماتي؛ وذلك بعد تسوية الخلافات مع جيرانها الخليجيين.

وذكرت أن استراتيجية الدوحة السابقة التي كانت تدعم الأحزاب والحركات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين فى تونس ومصر بعد الربيع أثارت غضب جيرانها الخليجين التي سارعت لوقف تقدم حركات الاسلام السياسي بالمنطقة.

وفي عام 2017، فرضت السعودية والإمارات ومصر والبحرين حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على قطر وسط اتهامات بالترويج للإرهاب، حتى أنهى توقيع إعلان العلا في يناير/ كانون ثان 2021 الأزمة بين الدوحة ورباعية الحصار.

وبعد عقد من اندلاع الربيع العربي، بدأت التوترات في الخليج في التراجع، الأمر الذي أعاد تشكيل السياسة الخارجية لدول الخليج لاسيما بالنسبة لقطر التي تبنت استراتيجية واقعية فيما يتعلق بدول شمال أفريقيا.

وفي شمال أفريقيا، تحاول الدوحة تجنب إشعال التوترات الأيديولوجية السابقة مع الرياض وأبوظبي بشأن الإسلام السياسي، حسبما ذكرت المجلة الإسبانية.

وأضافت أن سقوط الحركات الإسلامية في مصر وتونس، أثر لبعض الوقت على خارطة الطريق الجديدة للدوحة، لكن الدولة الخليجية الغنية بالغاز بات تركيزها ينصب حاليا على خطط تتحول من خلالها إلى منصة إقليمية للحوار وحل النزاعات.

وسبق أن استضافت الدوحة مفاوضات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وممثلي طالبان الأفغانية، ومفاوضات أخرى مع بين قادة النظام في تشاد والمعارضة.

ولفتت المجلة إلى أن محاولات جعل الدوحة منصة إقليمية للحوار وحل النزاعات في المنطقة لا يتعارض مع الاستراتيجية الخارجية الجديدة للدوحة، والتي تسعى من خلالها قطر للحفاظ على نفوذها وتوسعته في شمال أفريقيا، ولكن هذه المرة بدون دعم الجهات الفاعلة القريبة منها أيدلوجيا.

وبدلاً من الاعتماد على التنظيمات الإسلامية المعتادة، تسعى الدوحة لتكييف أفعالها مع الواقع السياسي لكل دولة في المنطقة، من المغرب إلى مصر، عبر الجزائر وتونس. وبعبارة أخرى، فهي ملتزمة بالسياسة الواقعية.

وفي تونس على سبيل المثال، أجري أمير قطر اتصالا بالرئيس قيس سعيد وسط احتجاجات ضد حكومته من قبل الاتحاد العام للشغل بسبب فشل رئيس البلاد في كبح جماح الأزمة الاقتصادية والتراجع الواضح في الحقوق المدنية.

وتزامنت التظاهرة مع حملة اعتقالات طالت شخصيات معارضة، لا سيما نشطاء وسياسيون سابقون من حزب حركة النهضة الإسلامي.

وفي بيان مقتضب، قال الديوان الأميري في قطر، إن الزعيمين "بحثا العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقبل ساعات من المكالمة الهاتفية، استقبل سعيد نائب وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية، محمد الخليفي، في قصر الرئاسة.

ووفق المجلة، فإن الدوحة لم تتخذ موقفًا علنيًا من الأزمة السياسية في تونس بعد انقلاب الرئيس التونسي في يوليو/تموز 2021، واكتفت الدوحة بالدعوة إلى الحوار بين الأطراف، بل إن أمير قطر تعهد شخصيًا لسعيد بضخ الأموال في خزائن الدولة التونسية الفقيرة.

ولم تقم الدوحة بإدانة السلطات التونسية لقيامها باعتقالات طالت كوادر من الصف الأول حركة النهضة التونسية، ورجحت المجلة أن قطر تكرر في تونس نفس نهجها في مصر، حيث لم تظهر أي نية لحل الوضع الحساس للإخوان المسلمين بعد المصالحة الدبلوماسية مع القاهرة.

وبينما وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى أضعف نقطة لها منذ عقود، شهد الاستثمار القطري زيادة مطردة في الأشهر الأخيرة.

وفيما يتعلق بالمغرب والجزائر، فإن ملف الصحراء الغربية يشرح علاقات الدوحة مع البلدين المغاربيين.

وفي أكتوبر/تشرين أول الماضي، أعلن سفير الدوحة لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن بن عبد العزيز، دعم بلاده لاقتراح الرباط لحكم ذاتي لإقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين الجزائر والمغرب، ووصف المقترح بأنه "أساس موضوعي لأي حل واقعي ومستدام لهذه المشكلة".

وعلى الرغم من تراجع الإسلام السياسي في المغرب بعد انتخابات سبتمبر/ أيلول 2021، والتي خسر فيها حزب العدالة والتنمية أكثر من مائة مقعد وقيادة الحكومة، حافظت قطر على حجم الاستثمارات في المغرب .

ورغم أن ذروة النفوذ القطري تزامنت مع هيمنة حزب العدالة والتنمية السياسية، وقد انعكس هذا الأمر بشكل أكثر وضوحًا عندما اتخذ المغرب في عام 2017 موقفًا محايدًا تجاه الحصار الإماراتي والسعودي ضد قطر وحتى نقل شحنات المواد الغذائية جواً إلى الدوحة.

لكن الدبلوماسية المغربية غير راضية عن موقف الدوحة من ملف الصحراء، لأن الرباط لا تعتبره صريحًا كما يحلو لها، حسبما أفاد المحللين كريم مزران وسابينا هينبيرج في معهد نيولاينز.

على عكس المغرب، لم يكن للجزائر علاقات وثيقة مع دول الخليج. واتجهت السياسة الخارجية الجزائرية تاريخياً نحو عدم الانحياز، لكن التقارب الواضح بين الدوحة والجزائر يولد عدم الثقة في الرباط.

وهناك اتصالات منتظمة بين أمير قطر والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقد أعلنت الدولة الخليجية مؤخرًا عن عدة مشاريع استثمارية في الجزائر، مع التركيز على قطاع السياحة.

في الوقت ذاته، تحافظ قطر على علاقات وثيقة مع رئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة، الرجل القوي في البلاد والرجل المسؤول عن توتر العلاقات مع المغرب. 

والأسبوع الماضي، التقي شنقريحة بنظيره القطري سالم بن حمد بن عقيل في الجزائر.

وفي ليبيا، لم تشهد سياسية قطر أي تغييرات وهو دعم حكومة طرابلس والجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين

وقال المحللان كريم مزران وسابينا هينبيرج إنه  "على الرغم من عدم تغير أهداف قطر ولا الإمارات في المنطقة المغاربية، إلا أنه منذ عام 2011 حوَّل كلاهما مشاركتهما إلى دبلوماسية أكثر براغماتية".

وأضافا "إنهم يهدفون إلى تعزيز نفوذهم الإقليمي مع حماية أنظمتهم. تختلف أشكال ومستويات التدخل الخليجي في المنطقة المغاربية بمرور الوقت، لكنه دائمًا في مصلحة دول الخليج وليس المغرب الكبير".

المصدر | أتالايار- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس استراتيجية قطر للسياسة الخارجية شمال أفريقيا جماعة الإخوان

بعد زيارة السيسي.. مباحثات مصرية قطرية لتعزيز التعاون الاقتصادي

تفاصيل زيارة وزير الداخلية القطري إلى تونس