استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لئلا تصبح تونس معتقلاً كبيراً

الثلاثاء 28 فبراير 2023 06:49 ص

حتى لا تصير تونس معتقلاً كبيراً

يبدو أنها معركة النظام الأخيرة وكذلك معركة تونس الأخيرة أيضاً، أو لعلها الأهم، قبل أن تسقط نهائياً في براثن الديكتاتورية.

من داخل غرف التحقيقات، تسربت صور رموز للمعتقلين وهم يرفعون شارات النصر ويرددون النشيد الوطني، فلا عاش في تونس من خانها.

فتحت أبواب السجون على مصراعيها أمام كل المعارضين والتهمة واحدة: التآمر على أمن الدولة ومكّملات قانونية تقود مباشرة إلى حبل المشنقة.

من غرف التحقيقات "شيماء العظيمة" كما سمتها محاميتها، دليلة مصدق، تسأل قاضي التحقيق: هل هذه هي تونس التي تعلمنا فيها أنا وأنت وحلمنا بها؟

بيانات لأحزاب معارضة لا تذكر الشخصية التي تتضامن معها بالاسم ولا بقية المعتقلين كأنه مجرد بيان لتسجيل موقف وهؤلاء ضيّعوا البلاد فعلاً سابقاً وحاليا.

لا تبدو أيام السجن الأولى أضعفت المعارضة، بل توسعت لتشمل كل العائلات السياسية. والبعض أيقن أخيراً أن الكل مستهدف، فيما كان يُتوهم أن تسقط "النهضة" وحدها.

لن يتنازل التونسيون عن حريتهم أو يقبلوا أن تغدو بلادهم معتقلاً كبيراً تُكمّم فيه الأفواه، فقد جربوا ذلك من قبل وخبروه، وقرّروا منذ قيام ثورتهم ألا يعودوا إليه أبداً، بل هو قوس ويغلق.

*   *   *

فتحت أبواب السجون على مصراعيها في تونس أمام كل المعارضين ومن كل الانتماءات الفكرية، والتهمة واحدة: التآمر على أمن الدولة وما يليق بها من مكّملات قانونية تقود مباشرة إلى حبل المشنقة.

أراد النظام أن يضرب بقوة ومرّة واحدة، ليجمع أشرس معارضيه في أيام معدودة داخل السجن، في انتظار البقية طبعاً، في ما يبدو أنها معركته الأخيرة، وفي ما يبدو كذلك أنها معركة البلاد الأخيرة أيضاً، أو لعلها الأهم، قبل أن تسقط نهائياً في براثن الديكتاتورية.

ومن داخل غرف التحقيقات، تسربت صور رموز للمعتقلين وهم يرفعون شارات النصر ويرددون النشيد الوطني، فلا عاش في تونس من خانها، بينما تسأل "شيماء العظيمة" كما سمتها محاميتها، دليلة مصدق، تسأل قاضي التحقيق: هل هذه هي تونس التي تعلمنا فيها أنا وأنت وحلمنا بها؟

لا يبدو أن أيام السجن الأولى قد أضعفت المعارضة، بل لعلها توسعت لتشمل كل العائلات السياسية تقريباً. وربما يكون البعض قد أيقن أخيراً أن الكل مستهدف، فيما كان يُتوهم أن تسقط "النهضة" وحدها فقط.

أما البعض الآخر فيبدو أن عماه استفحل أكثر، وقد رأينا بيانات لأحزاب معارضة لا تذكر الشخصية التي تتضامن معها بالاسم، أو لا تذكر بقية المعتقلين، وكأنه مجرد بيان لتسجيل موقف على مضض، وهؤلاء هم الذين ضيّعوا البلاد فعلاً سابقاً ويضيعونها اليوم.

ويوم تجمعهم السجون جميعاً، سيبكون كالنساء على ديمقراطية لم يحافظوا عليها كالرجال، وما أنقصَه من مَثَل، لأن نساء البلاد المعارضات أشجع من رجال كثر، بل إنهن يتقدمن في صفوف المعارضة الأولى وبشجاعة لا حد لها.

تذكّروا ليلة 25 يوليو/تموز 2021 عندما كانت سميرة الشواشي، نائبة رئيس البرلمان، أمام بوابة المجلس، تدافع عن الشرعية وعن الصندوق الذي جعل من تونس تجربة استثنائية في المنطقة، وغيرها كثيرات في كل المواقع.

ولكن هذه الميوعة في بعض المواقف ليست من الداخل فقط، فحتى المدافعون عن الديمقراطية من الخارج يتفرجون على المشهد، وبالكاد تصدر منهم مواقف قلق وانزعاج لا غير، وربما ينتظرون بعض المكاسب من سقوط الديمقراطية التونسية وعودة البلاد إلى ما كانت عليه قبل 2011.

ولكنها أضغاث أحلام، لأن التونسيين لن يتنازلوا عن حريتهم ولن يقبلوا أن تتحول بلادهم معتقلاً كبيراً تُكمّم فيه الأفواه، فقد جربوا ذلك من قبل وخبروه، وقرّروا منذ قيام ثورتهم ألا يعودوا إليه أبداً، إنما هو قوس ويغلق.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس اعتقالات قيس سعيد القمع المعارضة التونسية بيانات النهضة العائلات السياسية بيانات النهضة