مصر.. تنديد حقوقي بالانتهاكات في سجن بدر ومطالبات بالتحقيق

الخميس 2 مارس 2023 06:00 م

نددت منظمات حقوقية عربية ودولية، بالانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات المصرية بحق المعتقلين داخل "مجمع سجون بدر" في الصحراء الغربية، مطالبين السلطات بالوقف الفوري لهذه الانتهاكات التي تصنَّف جرائم تعذيب.

وأصدرت 19 منظمة حقوقية عربية ودولية بيانًا مشتركًا، أعربوا فيه عن قلقها الشديد من هذه الانتهاكات التي قالت إنها تشكل خرقًا صارخًا للدستور المصري والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية كافة، ومخالفة واضحة للقواعد الدنيا في معاملة السجناء المعتمدة من الأمم المتحدة.

وتمثلت انتهاكات السلطات المصرية حسب البيان في حرمان المعتقلين من الزيارة لمدة وصلت إلى 7 سنوات، وحرمان المعتقلين من التريّض والتعريض لأشعة الشمس، فضلا عن سياسة تجويع المعتقلين بتقديم كميّات طعام ضئيلة للغاية، ومنع زيارات الأهالي وغلق كافيتريا السجن.

كما شملت الانتهامات، تعريض المعتقلين للإضاءة القوية على مدار الـ24 ساعة، التي تؤدي بحسب خبراء الطب النفسي إلى إتلاف الجهاز العصبي والإصابة بالاكتئاب، ومن ثم الإقدام على الانتحار، وانتهاك الخصوصية عبر كاميرات المراقبة (صوت وصورة) داخل الزنازين، والتفتيش المتكرر المصحوب بالاعتداء على المعتقلين بالضرب المبرح.

ونددت المنظمات بالإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من الحق في العلاج، والحبس الانفرادي غير المبرر لمدد طويلة، والحرمان من أدوات النظافة الشخصية، والمعاملة القاسية والمهينة والحط من الكرامة الإنسانية.

وأكدت المنظمات في بيانها أن "مجمع سجون بدر"، هو النسخة الأشد قسوة وتنكيلًا من سجن العقرب سيئ السمعة، وأن هذه الممارسات الممنهجة وغير الإنسانية دفعت بعض المعتقلين إلى التخلص من حياتهم حيث تزايدت محاولات الانتحار خلال الأسبوع الماضي، وأضرب آخرون عن الطعام.

وكانت صفحة رابطة أسر معتقلي بدر على فيسبوك، نشرت يوم 23 فبراير/شباط الماضي، رسالة مُسربة من داخل سجن بدر 3، تتحدث عن وجود حالات انتحار داخل السجن على خلفية مطالبتهم بفتح الزيارة.

وذكر البيان أنه منذ بدء إيداع المعتقلين السياسيين مجمع سجون بدر (أقل من عام) بلغ عدد حالات الوفاة داخله جراء الإهمال الطبي المتعمد 5 حالات.

وأشار البيان إلى أن هذه الانتهاكات تصنَّف على أنها "جرائم تعذيب بدني ومعنوي"، وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان، والتعذيب هو جريمة ضد الإنسانية (لن تسقط بالتقادم)، فضلًا على أنه يتم داخل السجن بطريقة ممنهجة وشاملة ومستمرة.

وطالبت المنظمات الموقعة على البيان السلطات المصرية بالوقف الفوري لهذه الانتهاكات التي تصنَّف جرائم تعذيب، والالتزام بسيادة القانون، وسرعة تشكيل لجنة تقصي حقائق من المنظمات المستقلة المصرية والدولية لزيارة السجن.

كما طالبت النائب العام المصري بلزوم تطبيق القانون الذي يخوّله المسؤولية الكاملة في مراقبة السجون، وفتح تحقيق عاجل وجدّي وشفاف حول هذه الانتهاكات، وتقديم مرتكبيها لمحاكمة عادلة.

وناشد البيان كذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان، سرعة مخاطبة السلطات المصرية لوقف هذه الانتهاكات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على مدى جسامة الانتهاكات.

وأهاب البيان باللجان الدولية، ومنها لجنة مناهضة التعذيب، ضرورة تفعيل نصوص معاهدة مناهضة التعذيب (الموقعة عليها مصر)، ولجنة الصليب الأحمر سرعة القيام بزيارة مجمع سجون بدر والوقوف على مدى التزام السلطات المصرية بالحدود الدنيا في معاملة السجناء، ولجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوربي اتخاذ ما يلزم لوقف هذه الانتهاكات.

ودعا البيان منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية إلى التنسيق وتضافر الجهود واستخدام الأدوات القانونية كافة في سبيل وقف الانتهاكات عن جميع معتقلي مجمع سجون بدر وجميع السجون المصرية.

ومنتصف فبراير/شباط الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن أقارب سجناء وجماعات حقوقية قولهم، إن سجن "بدر" الذي وصفته مصر بأنه نموذج للإصلاح وتحتجز فيه بعض أبرز السجناء، يحرم النزلاء من الرعاية الصحية ويخضعهم لمعاملة عقابية تشمل العزل.

وقبل أسابيع قليلة، قالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان والشبكة المصرية لحقوق الإنسان، إن 4 سجناء توفوا في سجن بدر العام الماضي بسبب الإهمال الطبي، من بينهم علاء السلمي (47 عاما) الذي كان مضربا عن الطعام لمدة شهرين بسبب ظروف الاحتجاز.

وكانت السلطات المصرية قد اعتبرت أن منظومة السجون الجديدة في مناطق بدر ووادي النطرون هي جزء من التحول نحو نهج "إصلاحي" يعكس "مدى التقدم والحداثة" في نظام الاحتجاز المصري. وقالت وزارة الداخلية إن النزلاء لديهم مساحة لممارسة الرياضة والعبادات والتدريب.

كما أوضحت الوزارة أن سجن بدر يركز على "إعادة التأهيل"، بما يتماشى مع استراتيجية حقوق الإنسان الخمسية التي نُشرت في عام 2021، وهي واحدة من عدة مبادرات طُرحت في الأشهر الثمانية عشر الماضية وتشمل الإنهاء التدريجي لحالة الطوارئ التي كانت سارية منذ سنوات، والعفو عن بعض السجناء وإطلاق حوار سياسي.

وفي أواخر عام 2021، افتتحت مصر منشأة جديدة أخرى في وادي النطرون، شمال غربي القاهرة، حيث يقضي الناشط المصري البريطاني المعروف علاء عبدالفتاح مدة عقوبته.

ووصف منتقدون من بينهم ناشطون وأقارب سجناء وجماعات حقوقية وشخصيات معارضة الخطوات بأنها شكلية إلى حد كبير ويقولون إن السجون ما زالت تحتجز العديد من سجناء الرأي.

وتقدر جماعات حقوقية أن عشرات الآلاف سُجنوا بسبب المعارضة السياسية في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويشكون منذ فترة طويلة من انتهاكات بما في ذلك التعذيب الممنهج وظروف الاحتجاز التي تهدد الحياة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سجن بدر بدر تعذيب انتهاكات انتهاكات حقوقية منظمات حقوقية

رسائل جديدة من سجن بدر.. وأول رد من الداخلية المصرية

سجن بدر 3.. ثقب أسود يتسع على انتهاكات ومحاولات انتحار وسط تنديد حقوقي

مصر.. رسالة مسربة: غرور وتعنت الداخلية يجوع معتقلي بدر 3 في رمضان