ن.تايمز: السعودية عرضت على بايدن صفقة من 3 مطالب مقابل التطبيع مع إسرائيل

الجمعة 10 مارس 2023 01:29 م

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قولها إن السعودية قدمت عرضا بالحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، والمساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، وتقليل القيود على مبيعات الأسلحة الأمريكية مقابل تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال شخصان مطلعان على الأمر، إن مفاوضات بهذا الخصوص تجري بين مسؤولين سعوديين وأمريكيين، بطلب من الرياض، لعب فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دورا رئيسيا، لكن المحاور الأكثر نشاطا في المباحثات كانت السفيرة السعودية بواشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، بحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمه "الخليج الجديد".

أما الجانب الأمريكي، فقد مثله بريت ماكجورك، منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعاموس هوشستين، كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن لقضايا الطاقة العالمية.

وتقول الصحيفة إنه بعد إبداء رغباتهم للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول الأمر، بدأ مسؤولون سعوديون في التواصل مجددا أواخر العام الماضي مع خبراء السياسة في الولايات المتحدة حول الصفقة، بما في ذلك أعضاء "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، وهو مركز أبحاث مؤيد لإسرائيل، حيث زار مسؤولون به يترأسهم روبرت ساتلوف المدير التنفيذي للمعهد الرياض في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إعادة تنظيم سياسي للمنطقة

وتعلق الصحيفة على تلك الأنباء بالقول إنه إذا تم إبرام صفقة على هذه الأسس، فمن شأنها أن تؤدي إلى إعادة تنظيم سياسي كبير للشرق الأوسط، نظرا إلى مكانة السعودية كمحور رئيسي في العالم العربي والإسلامي.

وتضيف أن طلب الرياض الطموح يقدم للرئيس الأمريكي جو بايدن الفرصة للتوسط في اتفاق دراماتيكي من شأنه أن يعيد تشكيل علاقة إسرائيل بأقوى دولة عربية، ويمكنه أيضًا أن يفي بتعهده بالبناء على اتفاقات إبراهيم في عهد سلفه دونالد ترامب الذي توسط في صفقات دبلوماسية مماثلة بين إسرائيل ودول عربية أخرى، بما في ذلك الإمارات والبحرين والمغرب.

كما أن صفقة التطبيع ستحقق أيضًا أحد أهم أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متوجًا ما يعتبره إرثًا لزيادة أمن إسرائيل ضد عدوها اللدود، إيران.

ويقول محللون إن الصفقة ستعزز التحالفات الإقليمية، بينما ستقلل من الأهمية النسبية للقضية الفلسطينية.

ورغم تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما منذ قدوم حكومة نتنياهو اليمينية، وإدانة السعودية المتكررة خلال الأيام الماضية للممارسات الإسرائيلية، فإن الرياض قد تكون مستعدة لتجاوز قلقها مما يحدث في فلسطين إذا تمت الاستجابة لمطالبها الأمنية والنووية من قبل واشنطن، تقول الصحيفة.

ويعلق مارتن إنديك السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في إدارة كلينتون على الأمر بالقول، إن الصفقة السعودية تخلق وضعا يتمتع فيه بايدن بنفوذ على نتنياهو، حيث يعلم الأخير أن ثمن تطبيع السعودية معه يكمن في جيب بايدن، وفقا لمطالب الرياض، ومن هنا يمكن للرئيس الأمريكي أن يمارس ضغوطا فعالة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بتخفيف وتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية والقدس والاستيطان لعدم التشويش على المفاوضات مع السعودية حول التطبيع.

عقبات أمام الصفقة

لكن مسؤولين وخبراء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط انقسموا حول مدى جدية التعامل مع الاقتراح في واشنطن، بالنظر إلى العلاقات الفاترة بين بايدن ومحمد بن سلمان، وفقا للصحيفة.

أيضا هناك عقبات أخرى تقف في طريق مطالب الرياض، ولطالما كان المسؤولون الأمريكيون حذرين من الجهود السعودية لإنشاء برنامج نووي مدني، حيث يخشون أن تكون الخطوة الأولى نحو سلاح نووي، والتي قد تسعى الرياض إلى تأمينه ضد إيران التي يحتمل أن تكون مسلحة نوويًا قريبا.

وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إنه ليس من الواضح ما هي شروط الاتفاقية الأمنية، لكن من المحتمل ألا ترقى إلى مستوى ضمان الدفاع المتبادل مثل ذلك الذي يربط دول الناتو، بحسب التقرير.

وحتى لو كان بايدن على استعداد للوفاء بشروط الأمير محمد، تتوقع "نيويورك تايمز" أن يواجه مقاومة شديدة في الكونجرس، حيث ضغط العديد من الديمقراطيين مؤخرًا لتقليل العلاقات مع السعودية.

وقال السيناتور كريستوفر مورفي، الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت عضو لجنة العلاقات الخارجية: "يجب أن تكون علاقتنا مع المملكة العربية السعودية علاقة ثنائية مباشرة.. لا ينبغي أن يمر الأمر عبر إسرائيل".

وأضاف: "السعوديون يتصرفون بشكل سيئ باستمرار، مرارًا وتكرارًا".

وقد ضغط مورفي من أجل فرض قيود على بيع الأسلحة الأمريكية التي قد تستخدمها المملكة في اليمن، حيث تسبب تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في وقوع إصابات مروعة بين المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وتابع مورفي: "إذا أردنا الدخول في علاقة مع السعوديين حيث نقوم بمبيعات أسلحة أكثر أهمية، فيجب أن يكون ذلك في مقابل سلوك أفضل تجاه الولايات المتحدة، وليس مجرد سلوك أفضل تجاه إسرائيل".

وجهة نظر أخرى

وتنقل "نيويورك تايمز" عن عبدالعزيز الغشيان، الباحث السعودي المهتم بسياسة بلاده تجاه إسرائيل، قوله إنه بالنظر إلى العلاقة الصعبة بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن، يمكن تفسير العرض السعودي على أنه "خطوة لها أهداف أخرى، قد يكون أبرزها هو وضع بايدن في موقف حرج يتمثل في رفض تقديم اتفاق تريده إسرائيل بشدة، وهي نتيجة يمكن أن تخيب آمال الجماعات اليهودية الأمريكية ذات النفوذ السياسي، والتي تلعب دورا بالانتخابات الأمريكية".

وأضاف الغشيان أنه من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون في الواقع بتسهيل تحقيق فوز كبير في السياسة الخارجية لبايدن بينما لا يزال رئيسًا، نظرًا لشكاواهم من إدارته.

ومضى بالقول: "النخبة السعودية الحاكمة لا تريد أن يكون بايدن هو الرئيس الأمريكي الذي ينسب له الفضل في التطبيع السعودي الإسرائيلي، لكنهم لا يمانعون في تحميل بايدن اللوم على غيابه عن الأمر".

وتختتم الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن الصفقة تدل على كم البراجماتية التي تفوق الأيدولوجية التي يتحلى بها ولي العهد السعودي، رغم أن بلاده تعد موطنًا لأقدس موقعين في الإسلام.

المصدر | مايكل كرولي وفيفيان نيريم وباتريك كينجسلي وأحمد العمران | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية العلاقات السعودية الإسرائيلية تطبيع السعودية ضمانات أمنية نووي السعودية جو بايدن نتنياهو محمد بن سلمان

قلق إسرائيلي من عودة العلاقات السعودية الإيرانية.. ماذا عن التطبيع بين تل أبيب والرياض؟

حبل مشدود وحساس.. كيف توازن السعودية بين إعادة علاقاتها مع إيران وعقد صفقة مع أمريكا وإسرائيل؟

موقع: أمريكا تريد جيشا سعوديا قويا لهذه الأسباب.. والكوادر البشرية بالمملكة التحدي الأكبر

فوربس: بلدان الشرق الأوسط تصنع السلام بعيدا عن نفوذ أمريكا

تحليل أمريكي: لا مصلحة من تقديم إدارة بايدن ضمانات أمنية للسعودية