لبحث التهدئة.. لقاء أمني خماسي في شرم الشيخ يجمع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين

الأحد 19 مارس 2023 07:04 ص

انطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية، الأحد، اجتماع خماسي لبحث تطورات القضية الفلسطينية وآليات التهدئة، بعد نحو أقل من شهر على لقاء مماثل استضافته مدينة العقبة الأردنية.

ويشارك في الاجتماع مسؤولون من فلسطين، وإسرائيل، ومصر، والأردن، والولايات المتحدة.

يأتي اجتماع شرم الشيخ الأمني، استكمالاً لمباحثات جرت في 26 فبراير/شباط الماضي، في مدينة العقبة الأردنية، وكانت الأولى من نوعها منذ سنوات، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة إقليمية ودولية.

أكد ذلك المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، حين قال إن الاجتماع يهدف إلى دعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة، بما يُمهد لخلق مناخ ملائم يُسهم في استئناف عملية السلام.

يشارك في اللقاء من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة.

بينما سيضم الجانب الإسرائيلي، رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنجبي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي.

وسيشارك من الجانب الأمريكي باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، حسب تقارير إسرائيلية.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، فإن مصر تعمل من أجل رعاية الاتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولذلك فمن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في هذه القمة.

وكان الاجتماع الأمني الأول بهذه الصيغة، انتهى إلى تأكيد الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم، كما جددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع مزيد من العنف.

وذكر البيان الختامي للاجتماع أن المشاركين في الاجتماع أكدوا على "أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً دون تغيير".

ولفتت مصادر مصرية، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أن اجتماع شرم الشيخ الأمني يستهدف إلى جانب تحقيق التهدئة في رمضان، العمل على "دفع إسرائيل للالتزام بما خلص إليه اجتماع العقبة"، مشيرة إلى "ضغوط أميركية دفعت نحو إلزام الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بحضور الاجتماع".

فيما قالت مصادر مطلعة على المفاوضات، لصحيفة "العربي الجديد"، إنه من المقرر أن تعقد لقاءات ثنائية بين الأطراف المشاركة في اجتماع شرم الشيخ، بناء على رغبة أمريكية تهدف إلى "إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتعزيز التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، على الرغم من فشل قمة العقبة وعدم تنفيذ مخرجاتها من قبل إسرائيل، وفشل مساعي التهدئة".

وأضافت المصادر أن "اجتماعات جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين مسؤولين فلسطينيين وأمريكيين في رام الله، حاول فيها المسؤولون الأمريكيون إقناع نظرائهم الفلسطينيين بالمشاركة في قمة شرم الشيخ".

من جانبها، طالبت قوى سياسية وفصائل فلسطينية عدة، السلطة الفلسطينية بعدم المشاركة في اللقاء بعد سلسلة الاجتياحات الإسرائيلية الأخيرة التي تخللتها عمليات اغتيال لناشطين ومواطنين، وبسبب عدم التزام إسرائيل بالتفاهمات التي جرى التوصل لها في "لقاء العقبة".

وأعلنت فصائل سياسية رفضها وإدانتها لمشاركة السلطة الفلسطينية في اللقاء، لافتين إلى أن إسرائيل تستغل هذه اللقاءات والاجتماعات الأمنية لشن المزيد من العدوان والمجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مجزرة جنين في شمال الضفة الغربية، الأسبوع الماضي.

فيما دعت فصائل سياسية في قطاع غزة إلى وقفة احتجاجية الأحد، في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة رفضاً للقاء، فيما تنظم الجبهة الديمقراطية في جباليا وقفة احتجاجية مماثلة، مساء الأحد، للسبب ذاته.

وقال مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" موسى أبومرزوق، إن "لقاء شرم الشيخ مرفوض، لأنه يهدف لإخماد المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، وندعو السلطة إلى الالتفات لشعبنا، وعدم التعويل على الأمريكيين والإسرائيليين".

بيد أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، أكد السبت، أن الوفد الفلسطيني سيشارك في اجتماع شرم الشيخ "للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني".

وقال في تغريدة على حسابه في "تويتر" إن "الوفد سيشارك بحضور إقليمي ودولي للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا، ووقف الإجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته".

يشار إلى أن قرار المشاركة جاء بعد اجتماع عُقد مساء الجمعة، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والشيخ ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

في وقت قال مسؤولون فلسطينيون، إنهم سيشاركون في اللقاء بهدف "تقديم تقرير مفصل إلى الأطراف الراعية لهذه اللقاءات، بالخروقات الإسرائيلية لـ(تفاهمات العقبة)".

ولفتوا إلى أن الوفد المشارك في اللقاء يحمل معه قائمة تضم أكثر من 10 خروقات إسرائيلية لاتفاق العقبة منها الاجتياحات، والاغتيالات، والاستيطان، وعدم تحويل المستحقات المالية المتفق عليها، ومواصلة الإجراءات القمعية ضد الأسرى في السجون، وغيرها.

وسيركز الجانب الفلسطيني حسب المصادر، على "إلزام إسرائيل باتفاق العقبة، قبل الدفع باتفاقات أخرى إلى الأمام".

وتشهد الأراضي الفسلطينية منذ أوائل العام الجاري 2023، توترات متصاعدة ومواجهات أسفرت عن مصرع 89 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس، بينهم نحو 16 طفلاً، بينما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى مصرع 14 في هجمات نفذها فلسطينيون.

وتجمدت عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/نيسان 2014، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، وتنكرها لحدود 1967 (المتمثلة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية) أساسا للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل تهدئة رمضان الضفة شرم الشيخ اجتماع أمني العقبة

بالتزامن مع اجتماع شرم الشيخ.. إصابة إسرائيليين بإطلاق نار في حوارة (فيديو)

نتائج قمة شرم الشيخ.. اتفاق على التهدئة في فلسطين واجتماع جديد بأبريل

اجتماع شرم الشيخ.. لا مخرجات جديدة ولا ثقة عند الفلسطينيين بتعهدات الاحتلال

إذاعة عبرية تكشف عن مساع لعقد اجتماع فلسطيني إسرائيلي بشرم الشيخ.. والسلطة تنفي