فوضى الاحتجاجات في إسرائيل.. مراقبة إيرانية بانتظار "فجوة"

الثلاثاء 28 مارس 2023 01:00 م

سلط محلل شؤون الشرق الأوسط، سيث فرانتزمان، الضوء على موقف إيران من الفوضى السياسية الأخيرة في إسرائيل، الناتجة عن الاحتجاجات المستمرة ضد مشروع قانون الإصلاح القضائي المقترح، وقرار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بإقالة يوآف غالانت من منصب وزير الدفاع، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الموالية لطهران تراقب الوضع عن كثب.

وذكر فرانتزمان، في تحليل نشره بموقع جيروزاليم بوست وترجمه "الخليج الجديد"، أن النظام الإيراني يرى فرصة فريدة للاستفادة من المشاكل الداخلية التي يواجهها منافسه الإقليمي، لكنه متشكك بشأن النتائج المحتملة لهذا الوضع، نظرا للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المدن الإيرانية، والمستمرة منذ 7 أشهر.

 وأضاف أن إيران غير متأكدة من تحركات إسرائيل المستقبلية، وهو ما عبرت عنه وكالة تسنيم، ذات الارتباط الوثيق بالحرس الثوري، عندما أوردت تحليلاً لسياسات نتنياهو الحالية، الإثنين، ذكرت فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيقمع المعارضة، خاصة بين جنود الاحتياط.

ويرى فرانتزمان أن ما يجري في إسرائيل حاليا "أزمة" تخلق "فجوة" يود النظام الإيراني أن يملأها بالفوضى، عبر تصدير التهديدات إلى الضفة الغربية والاستفادة من مشاكل إسرائيل الداخلية لمواصلة ترسيخ النفوذ الإيراني في سوريا ودعم حزب الله.

وأشار إلى أن إيران وحلفاؤها في المنطقة، مثل حزب الله، لطالما روجوا إلى أن إسرائيل على وشك الانهيار، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر فرصة للاستفادة من الوضع.

وبما أن إيران لا تستطيع مواجهة إسرائيل عسكريًا بشكل مباشر، فهي تأمل في خلق أزمة داخلية أو أي فرصة أخرى تؤدي إلى "تفكك إسرائيل"، حسب توصيف فرانتزمان، مشيرا إلى تعليقات تكررت في وسائل الإعلام الإيرانية، مثل: "إسرائيل تتآكل".

وأثارت الاحتجاجات والفوضى السياسية اللاحقة في إسرائيل اهتمام المنطقة بشكل عام، حيث قدمت وسائل الإعلام الخليجية تغطية واسعة النطاق، حتى أن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ربطوا بين الاحتجاجات في إسرائيل وبين احتجاجات الربيع العربي التي بدأت في تونس وامتدت إلى مصر عام 2011، والتي كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تسبب الفوضى وأدت بعد ذلك إلى حقبة من الحكم الاستبدادي.

وهنا يشير فرانتزمان إلى أن التصور السائد في المنطقة هو أن إسرائيل تغلبت بنجاح على الاضطرابات السياسية التي عصفت بالمنطقة في العقد الماضي، ما جعلها دولة قوية ومتماسكة، وهو ما ذكره نتنياهو كثيرا عند وصف سياساته.

ومع ذلك، فإن التحول من إظهار القوة إلى الفوضى السياسية يثير مخاوف في المنطقة، لا سيما بين البلدان المرتبطة مع إسرائيل باتفاقات إبراهيم التطبيعية، إذ ستريد هذه الدول تأكيدًا على أن إسرائيل ستستمر في التقدم الاقتصادي والمساهمة في الابتكارات الديناميكية، التي كانت أساسية لنجاحها في الماضي.

 ويلفت فرانتزمان، في هذا الصدد، على أن الوضع الحالي في إسرائيل كان بمثابة مفاجأة لمعظم دول المنطقة، حيث لم تتوقع مثل هذه الاضطرابات الداخلية في الدولة العبرية.

وأشار إلى أن موقف إيران من "المراقبة والانتظار" ليس مقاربة جديدة، ففي مايو/أيار 2021، استغلت طهران التوترات خلال شهر رمضان بسبب الاشتباكات في حي الشيخ جراح بالقدس لإشعال حرب في غزة.

 وإزاء ذلك، يخلص المحلل الإسرائيلي إلى أنه من الضروري لإسرائيل أن تتنقل في التضاريس السياسية المعقدة بعناية، وأن تتعامل بحذر مع المصالح الإقليمية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سيث فرانتزمان إسرائيل بنيامين نتنياهو حزب الله إيران طهران