أكد القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين صلاح عبد الحق أن خيار الجماعة هو السلمية، مشددا على أن استخدام القوة "كليا أو جزئيا" هو خيار "كارثي النتائج"، بحسب فيديوهات حصرية حصل عليها "الخليج الجديد".

حديث عبد الحق جاء في أول لقاء يجمعه مع أعضاء من الإخوان في 19 مارس/ آذار الجاري، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت فيه الجماعة انتخابه قبل أسابيع قائما بأعمال مرشدها العام خلفا لإبراهيم منير (85 عاما)، الذي توفي في لندن بعد صراع مع المرض في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال عبد الحق (78 عاما)، خلال اللقاء، إن "عملنا الإسلامي المعاصر الآن بحاجة إلى عَشرة طيبة حتى يستأنف مسيرته ليتبوأ مكانه، أولها حسم ثنائية الخيار بين سلمي مقاوم أو جهادي مقاتل".

وأضاف أن الإمام حسن البنّا (1906-1949) مؤسس الجماعة عام 1928 "كثيرا ما كان يقول إن استخدام القوة كليا أو جزئيا في عصر لا يرحم وفي وطن تتجه إليه المطامح والآمال كارثي النتائج".

البنا.. شخصية فذة

وتطرق عبد الحق إلى البنّا بقوله إنه كان "شخصية فذة فاجأت العالم أجمع" في "ظروف صعبة ومجهدة مر بها العالم الإسلامي من ضعف بلا حدود وفوضى بلا حدود أمام غرب ظافر يتمتع بقوة بلا حدود ونظام بلا حدود".

وقال عبد الحق إن "البنا أدرك ما يحتاجه عالمه الإسلامي في تلك الفترة الصعبة والمجهدة، فكانت لديه القدرة على تشخيص الداء وووصف الدواء، وهي صفة كل قائد تغييري من هذا النصف من الناس الذي يضعون على حوادث التاريخ طابعا لا يُمحى".

وأضاف أنه "طرح صيغة من الحق تجتمع عليها الأمة، التي هي في أصوله العشرين،  وأخذ بيعة على عمل تحتاجه الأمة كذلك.. وهو سير كما كان يقول بدايته ما نحن فيه ونهايته العالم أجمع".

و"الأصول العشرين" هي واحدة من أدبيات الإخوان المسلمين الشهيرة، وهي أصول وضعها البنّا لفهم المسلمين للإسلام ضمن القرآن الكريم والسنة وذكرها ضمن ما أطلق عليه "أركان البيعة"

100 عام.. تجارب ثرية 

ومشيدا بتجارب جماعة الإخوان منذ 1928، قال عبد الحق: "في الحقيقة لدينا تجارب ثرية مئة عام.. مئة عام لم تكن بها العزلة وإنما من مخالطة الناس وغشيان مجامعهم كما كان يقول الإمام البنا".

صلاح عبد الحق

وعبد الحق هو المسؤول السابق للمنتدى الإسلامي العالمي للتربية، وولد في القاهرة عام 1945، والتحق بجماعة الإخوان عام 1962، متأثرًا بفكر الإمام البنا، بحسب الموقع الرسمي للجماعة.

ولمدة تسع سنوات، اعتُقل في السجن الحربي بمصر بين 1965 و1974، ثم خرج ليمارس نشاطه الدعوي من خلال العمل الإسلامي الطلابي بالجامعات المصرية في سبعينيات القرن العشرين.

وتخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس بالقاهرة عام 1976، وعمل طبيبا للأمراض الجلدية، ثم سافر عام 1985 للعمل في السعودية.

وجرى اختيار عبد الحق عضوا في مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، وممثلا عن رابطة الإخوان المسلمين المصريين في الخارج خلال قيام إبراهيم منير بأعمال المرشد العام للجماعة، قبل أن ينتخبه أعضاء مجلس الشورى العام قائما بأعمال المرشد خلفا لمنير عقب وفاته.