استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن في محيط "اللايقين"

الأحد 9 أبريل 2023 05:27 ص

الأردن  في محيط "اللايقين"

السياسة الأردنية الخارجية أمام تقاطع طرق وهناك يستدعي مراجعة معمقة للمقاربات الأردنية.

مصدر التهديد الأكبر للأمن الوطني الأردني، من بين العوامل الخارجية، يتمثل في حكومة اليمين الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو.

لا فروق جوهرية بين يائير لبيد ونتنياهو وإيتمار بن غفير ولا أمل حقيقياً بعودة اليسار الإسرائيلي أو مشروع إحياء عملية التسوية السلمية.

قواعد اللعبة الإقليمية انقلبت رأساً على عقب على صعيد الدور الأميركي بالمنطقة أو على صعيد النفوذ الإيراني، أو على صعيد تفكّك النظام الإقليمي العربي.

حالة ضبابية إقليمية الشديدة (لايقين)، وتفكّك نظام إقليمي تعامل صانع القرار الأردني معه خلال الحرب الباردة، ثم مرحلة ما قبل الربيع العربي (محورا الاعتدال والممانعة).

أزمة متحرّكة بين السعودية والإمارات، وعلاقات أردنية سعودية مسكونة بتساؤلاتٍ لا تُطرح علناً، وانتقال استراتيجي مطلوب في التعامل مع التحوّل الكبير في العلاقة بإسرائيل!

* * *

يتناول تقرير "الدبلوماسية الأردنية في محيط اللايقين 2022" ملخّصاً لجلساتٍ عقدها معهد السياسة والمجتمع مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية، خلال العام الماضي، وشارك فيها نخبة من الخبراء والسياسيين الأردنيين والعرب والأجانب.

وتطرّقت لمختلف مجالات السياسة الخارجية الأردنية، على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا وما يحدث في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والعراق وسورية ودول الخليج العربي.

أبرز ما في التقرير، بعيداً عن التفصيلات المتعلقة في كل ملفّ، أنّه يؤشّر إلى حالة الضبابية الإقليمية الشديدة (حالة اللايقين)، وتفكّك النظام الإقليمي الذي تعوّد صانع القرار الأردني على التعامل معه، خلال الحرب الباردة (مرحلة الملك الحسين)، ثم في مرحلة ما قبل الربيع العربي (محورا الاعتدال والممانعة).

ومن الواضح أنّ الأمور حول الأردن أو قواعد اللعبة الإقليمية انقلبت رأساً على عقب، سواء على صعيد تعريف الدور الأميركي في المنطقة، أو على صعيد النفوذ الإيراني، أو على صعيد تفكّك النظام الإقليمي العربي، والعلاقة مع الخليج، وتحديداً الأزمة المتحرّكة خلف الستار بين السعودية والإمارات، والعلاقات الأردنية السعودية، المسكونة بتساؤلاتٍ لا تُطرح علناً، وأخيراً الانتقال الاستراتيجي المطلوب في التعامل مع التحوّل الكبير في معادلة العلاقة مع إسرائيل!

وعلى مدار جلستين متعاقبتين (في معهد السياسة والمجتمع) ناقشت نخبٌ سياسيةٌ سؤال القراءة الأردنية للاتفاق السعودي الإيراني، ثم تطوّر الأحداث في إسرائيل على صعيد الاحتجاجات ضد الحكومة اليمينية، من جهة، ثم تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في المسجد الأقصى وردود الفعل عليها في الأغوار وتل أبيب، ما يشي بأنّنا أمام تقاطع طرق هناك يستدعي مراجعة معمقة للمقاربات الأردنية.

يذهب التقرير المذكور، في الملف نفسه، إلى التأكيد على أنّ مصدر التهديد الأكبر للأمن الوطني الأردني، من ضمن العوامل الخارجية، يتمثل في حكومة اليمين الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو.

فيما بدا واضحاً أنّ هنالك إدراكاً لدى غالبية النخب السياسية الأردنية بأنّه بقدر ما هو مطلوب إسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتخلص من نتيناهو وزمرة اليمين المتطرّف التي تعتلي منصّة القيادة، فمن الضروري أن ندرك بأنّ ما يحدث في إسرائيل يبقى في إسرائيل، بمعنى أنّه لا يمسّ الموقف الإسرائيلي المتطرّف بمجمله من ملف فلسطين.

ومن الضروري ألا نتوهم أن هنالك فروقاً جوهرية بين يائير لبيد ونتنياهو وإيتمار بن غفير، ولا أمل حقيقياً بعودة اليسار الإسرائيلي أو مشروع إحياء عملية التسوية السلمية.

ضمن هذه السياقات، كان واضحاً أنّ الاهتمام الأردني بما يحدُث في إسرائيل، ينظر أيضاً بعين القلق إلى احتمالات الانفجار الداخلي والإقليمي، ما قد يؤدّي إلى ضغوط على الفلسطينيين في الـ48 والـ67، واحتمالات انتقال التوتر إلى الساحة الداخلية الفلسطينية، والسيناريو الأسوأ اندلاع مواجهات داخلية مع حدوث فوضى نتيجة ضعف السلطة الفلسطينية.

ثمة متغيرات خطيرة عديدة فيما يحدُث غرب النهر، على أكثر من صعيد، وكانت التوصية الرئيسية للتقرير بضرورة زيادة المداخلات الأردنية المعمّقة في الأراضي المحتلة، لتعزيز الدور الإيجابي الذي يمكن أن نقوم به، بما يخدم تكتيكات المواجهة مع الاحتلال من جهة، ويدعم الفلسطينيين من جهةٍ ثانية، لكن هذا يقتضي، بالضرورة، أيضاً، عدم اقتصار المعادلة الأردنية على العلاقة مع السلطة والشخصيات الرئيسية فيها، بل التوسّع نحو تشبيك علاقات متينة مع الأطراف والقوى الفلسطينية المتنوعة والرئيسية.

نظرية التعامل مع السلطة الفلسطينية حصرياً، وترك الملعب الفلسطيني للأشقاء المصريين، تجاوزها الزمن تماماً، ولا يتمسّك بها إلا فريق من المحافظين الرسميين، غير القادرين على قراءة المتغيرات، ولا إدراك ما حدث من اتفاقيات أبراهام واتفاق إيراني سعودي، والاستدارات التي تحدُث في المنطقة!

بل المطلوب اليوم المبادرة والانفتاح على الأطراف والقوى وتقليب الخيارات والسيناريوهات بفكرٍ أرحب، بما يخدم إعادة تعريف الأمن الوطني الأردني والمصالح الحيوية هناك.

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الأردن الخليج أميركا إيران السعودية الإمارات إسرائيل النظام الإقليمي السلطة الفلسطينية اليمين الإسرائيلي الاتفاق السعودي الإيراني السياسة الخارجية الأردنية