قيادي بـ«الحشد الشعبي» يهاجم السعودية ويتهمها بأنها مصدر «الفكر المتطرف»

الثلاثاء 26 يناير 2016 03:01 ص

اتهم القيادي الشيعي البارز «هادي العامري» زعيم منظمة بدر - أحد أبرز فصائل «الحشد الشعبي» الشيعي في العراق – السعودية بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» بالمال والسلاح، معتبرا أنها «مصدر الفكر المتطرف».

وقال «العامري» إن «تنظيم الدولة الإسلامية مازال قويا ويحتفظ بقدرته التعبوية في تجنيد المقاتلين من مختلف أنحاء العالم بالرغم من الضربات التي توجه له في العراق وسوريا».

وأضاف في مقابلة مع وكالة رويترز في بغداد «قتل الكثير من قياداتهم ولكن علينا أن لا نبالغ، داعش لازالت قوية إلى اليوم وبكل صراحة عملياتهم لازالت جريئة وسريعة ولديهم معنويات».

وتابع قائلا «لا توجد منظمة إرهابية لديها القدرة على تعبئة الشباب وتنظيم الشباب بهذه الطريقة مثل داعش... يجب أن نعرف عدونا معرفة دقيقة تفصيلية حتى ننتصر عليه».

وقال مجيبا على سؤال حول مصير زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» إنه يعتقد أنه «ما زال حيا ومتواجدا في العراق».

واتهم «العامري» الذي يعد من أقوى الرجال نفوذا في العراق، السعودية ودولا خليجية أخرى بدعم التنظيم بالمال والسلاح. كما اتهم تركيا بتسهيل مرور العديد من المتطوعين في صفوفه إلى العراق وسوريا وتسهيل عمليات بيع وتهريب النفط والآثار.

وتساءل «من أين يأتي سلاح التاو المضاد للدروع؟»، وأجاب «الأسلحة لدى داعش وعند النصرة هي دعم خليجي».

كما «حمل العامري» السعودية مسؤولية انتشار الفكر المتطرف ليس في الشرق الأوسط فقط بل على نطاق عالمي، مشيرا إلى هجمات باريس العام الماضي.

وقال «هذه الأصولية الإسلامية المتطرفة أين منشأها وأين تربت، في باريس؟ منشأها الأساسي في السعودية»، مضيفا «يجب تجفيف الأفكار قبل تجفيف الأموال».

وشدد على أن «داعش ليس لديها مشكلة في التطوع. لازال تدفق المقاتلين بشكل كبير يتم إلى العراق وإلى سوريا عبر تركيا».

وانتقد «العامري» التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث قال إن «ضرباته ضد تنظيم داعش لازالت غير فعالة وذلك بخلاف الضربات الروسية التي قال إنها تعيق عملية تصدير النفط إلى تركيا عبر استهدافها للشاحنات التي تقوم بالتهريب.

وجدد انتقاده لسياسة الغرب في سوريا وحمله مسؤولية ظهور جماعات متطرفة في هذا البلد.

وقال «الأمريكان والغرب أخطأوا في سوريا تحت شعار إسقاط بشار الأسد بأي ثمن. وقد أتوا لنا بداعش والنصرة وجيش الإسلام وجند الإسلام ... نعم نقول إن تغيير النظام في سوريا شأن داخلي سوري وأتمنى أن يأخذ الشعب السوري كل حريته لكن من غير الممكن أن يتجه الإنسان إلى المجهول وأن يذهب بنظام ويأتي بنظام أسوأ منه».

وأضاف «أنا عارضت صدام حسين أكثر من 20 عاما وأنا شخصيا لو أعرف بأن بديل صدام حسين سيكون القاعدة أو النصرة أو داعش لكنت أقف وأقاتل مع صدام حسين ضد هؤلاء».

وأكد القيادي الشيعي البارز معارضته لتواجد أي قاعدة أمريكية داخل العراق بحجة محاربة داعش، مؤكدا أن «تلك المهمة منوطة بالقوات العراقية والحشد الشعبي».

والحشد الشعبي العراقي قوات مسلحة غير نظامية مساندة للمؤسسة الأمنية العراقية، تكونت من شيعة العراق، ولاحقا انضمت إليها عشائر من سنة العراق وأفراد من التركمان والمسيحيين وطوائف أخرى لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية إلى جانب القوات العراقية.

وقال «العامري» إن تشكيلات الحشد الشعبي لا تريد الدخول إلى مدينة الموصل (شمال) أو باقي المدن السنية التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم مفضلا تطويقها من الخارج وترك مهمة القتال لطرد أفراد التنظيم لأهل هذه المدن.

وقال «أنا من وجهة نظري الموصل، الشرقاط والحويجة سيكون من الخطأ الدخول إليها ... الموصل فيها مليون شخص على الأقل، إلى أين نذهب بهم؟ لذا أملي أن تحصل عملية تطويق وتشجيع الشباب من أهل هذه المناطق والعشائر على المشاركة. لايوجد لدينا خيار آخر».

وأضاف أن معركة الموصل لن تبدأ قبل الانتهاء من معركة الفلوجة وهي مدينة مازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وتبعد فقط (50 كم) إلى الغرب من العاصمة بغداد.

وقال «العامري» «نريد أن نذهب إلى الموصل وقلبنا مطمئن أن بغداد في أمان وكل المحافظات شمالها وجنوبها في أمان. هذا هو السبب الرئيسي الذي أخرنا عن العمليات باتجاه الموصل».

وشدد على أن الحشد الشعبي يعمل بإمرة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، محتجا على وصف هذه التشكيلات بالميليشيات.

وبين أن الجيش العراقي حاليا «لا يستطيع بمفرده القيام بمحاربة التنظيم ويحتاج إلى الحشد الشعبي الذي أنشيء بعد صدور فتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في منتصف العام 2014 وبعد سقوط مدينة الموصل بأيدي الجماعات المسلحة».

وقال «العامري» «نكون سعداء جدا لو أن الجيش العراقي معافى ويستطيع أن يقوم بعمليات تحرير كل المدن العراقية ونحن نقوم بعمليات الإسناد. القضية الأساسية أنه كما هو معلوم للجميع بأن الجيش العراقي اليوم ليس معافى بالشكل الكامل».

وتابع «الجيش والشرطة والحشد كلهم قوات عراقية تعمل تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة، لذلك لا أعتقد أنه من الممكن الاحتجاج على تواجد الحشد في أي عملية من العمليات».

وأشار إلى أن الحشد شارك في التمهيد لمعركة الرمادي، الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد، وانتقل إلى مدينة بيجي شمالي بغداد بأمر من رئيس مجلس الوزراء لضرورات عسكرية.

وقال «لا أحد منعنا من الذهاب إلى الرمادي. 80% من عشائر الرمادي قدموا طلب لرئيس مجلس الوزراء بدخول الحشد».

وعبر «العامري» عن رضاه تجاه قيادة العبادي للحكومة في ظل أوضاع أمنية واقتصادية صعبة مع تدهور أسعار النفط الذي يشكل 95% من إيرادات الدولة العراقية.

وقال «بصراحة الأخ العبادي في وضع لا يحسد عليه وما الذي من الممكن أن يفعله غيره تجاه هذه التحديات وعلينا أن نكون منصفين».

وأيد «العامري» سياسة العبادي بالسعي إلى النأي عن الصراعات الإقليمية ومن ضمنها التوتر السعودي الإيراني قائلا «لا نريد أن ندخل في نظام المحاور».

وشدد على أن إيران ليس لها قوات في العراق وتواجدها مقتصر على مستشارين يعدون بالعشرات فقط.

ونفى «العامري» التقارير التي تتحدث عن إصابة الجنرال «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في المعارك في سوريا وقال "لم يحصل له شيء. إنه مشافى ومعافى والحمد لله».

 

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية

العراق الحشد الشعبي السعودية الفكر المتطرف

«بدر» في صدارة الميليشيات الشيعية العراقية

«الحشد الشعبي» يعدم سعوديا تابع لـ«الدولة الإسلامية» ويأسر آخر في العراق

«الحشد الشعبي» يجبر نازحي الأنبار على الانخراط في صفوفه مقابل «الأمان»

«الحشد الشعبي» يختطف 125 مدنيا من محافظة «صلاح الدين» ويمنع عودة النازحين إليها

«هيومن رايتس ووتش»: ميليشيات الشيعية دمرت نحو 50 قرية سنية بالعراق

«رايتس ووتش»: القوات العراقية و«الحشد الشعبي» ارتكبوا جرائم حرب ضد السنة

«الحشد الشعبي» يؤكد التنسيق مع جيش النظام السوري