استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ثمار الشعبوية في تونس

الاثنين 17 أبريل 2023 10:17 ص

ثمار الشعبوية في تونس

لم يبقَ على تكتل ظروف الانفجار غير تلك القطرة التي سيفيض بها كأس الصبر.

أقدم العيساوي على حرق نفسه احتجاجاً على تلفيق تهم له ورغم أنه كان المتضرر والشاكي، أصبح المُلاحَق.

تلخّص قضية العيساوي وضعاً عاماً في تونس، سماته الظلم وتلفيق تهم، ولا تجد له السلطة حلاً غير الشعارات الشعبوية التي يطرب لها مناصروها!

تتأزم الأوضاع يوماً بعد يوم، وهو ما ينذر بالطوفان الآتي الذي سيغرق الجميع، لأن الاحتقان بلغ أقصاه لدى التونسيين، والتضييقات طاولت كل الفئات.

السلطة تعول على شعبية بـ8.8% داخليا ودعم إيطاليا وفرنسا خارجيا وكلها مجرد أوهام سيستفيق منها الجميع قريباً، عندما تحل الكارثة للأسف!

* * *

مساء الخميس الماضي، تُوفي لاعب كرة القدم التونسي نزار العيساوي، الذي كان أقدم قبل 3 أيام من ذلك على إضرام النار في جسده أمام مركز الشرطة في مدينة حفوز، بمحافظة القيروان التي تبعد 160 كيلومتراً من العاصمة تونس.

مات العيساوي متأثراً بحروق بليغة في جسده، وخلّف لوعة لدى كل من شاهد ذلك الفيديو من التونسيين، وهو أمام مركز الشرطة في حالة غضب كبيرة للغاية، بسبب تلفيق تهم له إثر خلاف مع أحد تجار الموز، بحسب قوله.

وقال نزار العيساوي في الفيديو "أردت أن ألفت نظر الشرطة إلى أن أحد الباعة خالف القانون، وهو يبيع الموز بعشرة دنانير للكيلوغرام الواحد، فكان جزائي أن اتهموني بالإرهاب وورطوني في قضيّة لا دخل لي فيها".

أيام قليلة قبل دخول شهر رمضان، أصدرت وزارة التجارة قراراً بتحديد سعر بيع الموز بـ5 دنانير للكيلو الواحد (حوالي دولار ونصف). ولكنه كان قراراً غير قابل للتطبيق في نظر كثيرين، والكل كان يتوقع ألا يتم تنفيذه وأن الموز سيختفي من الأسواق، ولكنه كان مجرد شعار شعبوي كغيره من الشعارات التي لم تزد التونسيين إلا فقراً وجوعاً.

ولكن نزار العيساوي لم يحرق نفسه لهذا السبب، وإنما أقدم على ذلك احتجاجاً على تلفيق تهم له، بحسب قوله، وعلى الرغم من أنه كان المتضرر والشاكي، أصبح المُلاحَق.

تلخّص هذه القضية وضعاً عاماً في تونس، سماته الظلم والتلفيق، ولا تجد له السلطة حلاً غير الشعارات الشعبوية التي يطرب لها مناصروها، بينما تتأزم الأوضاع يوماً بعد يوم.

وهو ما ينذر بالطوفان الآتي الذي سيرحل بالجميع، لأن الاحتقان بلغ أقصاه لدى التونسيين، والتضييقات طاولت كل الفئات، ولم يبقَ على تكتل ظروف الانفجار غير تلك القطرة التي سيفيض بها كأس الصبر.

وليس في هذا توقعات أو تخمينات، فالكل يعلم أننا نسير نحو الهاوية بخطى واثقة، ولن تنقذنا منها شعارات السيادة الوطنية.

وبينما يؤكد الرئيس قيس سعيّد علناً رفضه لصندوق النقد الدولي، فإن وزراءه يفاوضون مع مسؤولي الصندوق لشروط مخففة تُمنح تونس على أساسها القرض المرتقب، الذي لن يحل مشكلة البلاد حتى وإن مُنح، وبالشروط التونسية، لأن الأزمة عميقة ولا حل لها سوى وحدة وطنية قوية ومتينة يمكنها أن تتجاوز العواصف.

ولكن السلطة تعول على شعبية بـ8.8 في المائة في الداخل، وعلى دعم الإيطاليين والفرنسيين في الخارج، وكلها مجرد أوهام سيستفيق منها الجميع قريباً، عندما تحل الكارثة للأسف.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

تونس السلطة الشعبوية قيس سعيد تلفيق تهم صندوق النقد الدولي نزار العيساوي