مع تجاوب الجماعة.. هل يغير مجلس الأمن موقفه من الحوثيين؟

الاثنين 17 أبريل 2023 11:04 ص

بين الجمعة والأحد اكتملت عملية تبادل للأسرى بين طرفي الحرب في اليمن، جرى بموجبها إطلاق سراح 869 أسيرا، بينهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي وناصر شقيق الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

وبحسب باحث يمني فإن مجلس الأمن الدولي، وفي ظل تجاوب جماعة الحوثي، ربما يغير موقفه من الحوثيين ويسقط قائمة المطالب التي لطالما وجهها إليهم، بحسب تقرير لناصح شاكر في مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ فترة تتكثف جهود يمنية وإقليمية لإنهاء حرب مستمرة في اليمن منذ تسع سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

وتتصاعد آمال بإنهاء تلك الحرب منذ أن وقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يخوضان صراعا على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان والعراق.

وفي مارس/ آذار 2015، فر وزير الدفاع اليمني آنذاك الصبيحي من الإقامة الجبرية في صنعاء، وانضم إلى الرئيس هادي في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) في قيادة القوات المناهضة للحوثيين، لكن أعيد أسره في محافظة لحج (جنوب) مع ناصر هادي في 25 مارس/ آذار من ذلك العام، قبل يوم واحد من تدخّل السعودية العسكري.

وتبنى مجلس الأمن الدولي، في 14 أبريل/ نيسان 2014، القرار رقم 2216 الذي دعا، من بين أمور أخرى، الحوثيين إلى "إطلاق سراح وزير الدفاع (الصبيحي)، وجميع السجناء السياسيين والأشخاص قيد الإقامة الجبرية أو المعتقلين تعسفيا وإنهاء تجنيد الأطفال".

حزب سياسي

ووفقا للباحث اليمني مدير مركز "هنا عدن" للدراسات الاستراتيجية أنيس منصور، في حديث مع المجلة الأمريكية، فإن "إطلاق سراح الصبيحي قد يغير موقف مجلس الأمن تجاه المتمردين الحوثيين".

وأعرب عن اعتقاده بأن "موقف مجلس الأمن من الحوثيين قد يتغير، مثل إسقاط مطالبه من الحوثيين بالانسحاب من جميع المناطق التي تم الاستيلاء عليها، والتخلي عن الأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية.. قد يبدأ المجلس في اعتبار الحوثيين حزبا سياسيا".

وبالنسبة لمستقبل الصيبحي، قال منصور: "لا أعتقد أن الصبيحي سيتقاعد من السلك العسكري.. سيكون له دور مهم ومحوري، رغم أننا نخشى أن يُقتل لأنه يمتلك سلطة شعبية وعشائرية".

وسيط أم طرف بالحرب؟

ولفت شاكر إلى وصول وفدين عماني وسعودي إلى صنعاء، في 8 أبريل/ نيسان الجاري، للتفاوض مع الحوثيين على اتفاق دائم لوقف إطلاق نار تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب والمعاناة الإنسانية في أفقر دول العالم.

والوفد السعودي برئاسة السفير لدى اليمن محمد الجابر هو أول وفد سعودي يعلن عن زيارة صنعاء منذ مارس، آذار 2015. وقال منصور إن " وصول السفير السعودي إلى صنعاء هو اعتراف علني بأن المملكة تريد الخروج من حرب اليمن".

وأردف: "كما أنه يتماشى مع السياسة السعودية الجديدة المتمثلة في السعي لتحقيق السلام في المنطقة والتركيز على المشاريع الاقتصادية وفقا لرؤية 2030."

الجابر نشر في تغريدة صوره مع قادة الحوثيين في صنعاء، قائلا إن زيارته للعاصمة اليمنية هدفت إلى إنهاء الصراع دعما لمبادرة السلام السعودية. وهو ما أثار استياء قناة "المسيرة" الحوثية، إذ اعتبرت أن تلك التغريدة محاولة لتصوير السعودية على أنها "وسيط" وليس طرفا في الحرب.

وعلق منصور بأن الرياض تحاول "الهروب من المسؤولية القانونية عن حربها في اليمن وتداعياتها كالتعويضات".

ومساء 13 أبريل/ نيسان الجاري، غادر الوفد السعودي صنعاء بعد ستة أيام من المحادثات مع الحوثيين. ووصف كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، عبر تغريدة، تلك المحادثات، بوساطة عمانية، بأنها "جادة وإيجابية".

المصدر | ناصح شاكر/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون الحكومة السعودية إيران تبادل أسرى مجلس الأمن