دعا الباحث الإسرائيلي البروفيسور إفرايم عنبار، مدير معهد القدس للاستراتيجيات والأمن، إلى اجتياح لبنان مجددا لضرب القوة الصاروخية لجماعة "حزب الله" اللبنانية (حليفة طهران)، معتبرا أن ذلك هو السبيل للحيلولة دون إنتاج إيران أسلحة نووية.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، وتتهم طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وقال عنبار وهو أيضا جنرال في الاحتياط، عبر تحليل نشره المعهد، إن القذائف الصاروخية التي أُطلقت على إسرائيل من لبنان في عيد الفصح (4 أبريل/ نيسان الجاري)، هي من عمل المحور الإيراني، على الرغم من أن "حزب الله" لم يتحمل المسؤولية عن الحادث.

وتزامن إطلاق تلك الصواريخ مع اعتداءات متكررة من الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة والمصلين فيه. ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.

ورأى عنبار أن "حزب الله يريد تعويد إسرائيل على سقوط صواريخ من جانب التنظيمات الفلسطينية في جنوبي لبنان، مما يسمح له بهامش من الإنكار ويمنع تصعيدا لا ترغب فيه إيران حاليا، حيث تتقدم بسرعة نحو القنبلة النووية".

واعتبر أن الخلافات الداخلية في إسرائيل بشأن مشاريع قوانين تعديل المنظومة القضائية "أدت إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية".

عملية برية 

وقال عنبار إن إيران زوّدت "حزب الله" بأكثر من 100 ألف صاروخ تغطي كل إسرائيل.

وأردف: إحدى العقبات التي يجب إزالتها قبل معالجة الموضوع النووي الإيراني هو تهديد الصواريخ التي يملكها حزب الله والقادرة على إلحاق ضرر هائل بإسرائيل (...) ومعالجة مخزون الصواريخ في لبنان يتطلب عملية برية واسعة النطاق".

وفي عام 1978 احتل الجيش الإسرائيلي جنوبي لبنان ثم اجتاح العاصمة بيروت في 1982، قبل أن ينسحب من الجنوب في 2000، لكنه لا يزال يحتل أراضٍ لبنانية في الجنوب.

وأضاف عنبار أنه "يجب أن يتوجه النشاط العسكري والدبلوماسي الإسرائيلي اليوم نحو القضاء على تهديد الصواريخ في الشمال، وهذا هو الهدف الحالي على طريق القضاء على البرنامج النووي الإيران".

واستطرد: "يبدو أن الطريق لمنع إيران نووية ومنع الانتشار النووي الخطير في المنطقة، يمر عبر القضاء على تهديد الصواريخ من لبنان".