توقعت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اندلاع توتر جديد بين تركيا وألمانيا خلال الساعات المقبلة، بعد رفض برلين زيادة عدد مراكز الاقتراع المتاحة للجالية التركية من أجل تيسير مشاركتهم في الانتخابات التركية التي بدأت بالخارج، الخميس، وهي الانتخابات التي تعد محورية وصعبة لأردوغان، على حد قول الصحيفة.

وأبلغت وزارة الخارجية الألمانية السفارة التركية بأنها ستوافق على 3 مواقع اقتراع جديدة لكنها ترفض 10 مواقع مقترحة أخرى، حسبما قاله 4 أشخاص مطلعين على الأمر للصحيفة البريطانية.

وجاء الإخطار قبل يوم من بدء التصويت في الخارج، بعد مداولات بين العديد من السلطات الألمانية.

ومن المقرر أن يسمح للناخبين الأتراك في ألمانيا بالإدلاء بأصواتهم حتى التاسع من مايو/أيار المقبل، في حين سوف تجري الانتخابات داخل البلاد في الرابع عشر من نفس الشهر.

وذكر شخصان مطلعان على القرار أن المخاوف الأمنية كانت السبب الرئيسي لرفض طلب أنقرة.

تعقيد لخطط أردوغان

واعتبر التقرير أن الخطوة الألمانية ستعقد خطط أردوغان للحصول على مزيد من الأصوات بين ناخبي الخارج الذين يشكلون قاعدة نفوذ جيدة للرئيس التركي وحزب "العدالة والتنمية".

ويبلغ عدد الأتراك في ألمانيا 1.5 مليون وهم أكبر جالية لأنقرة خارج البلاد.

واعتبرت "فايننشال تايمز" أن قرار برلين سيزيد التوترات مع أنقرة، ويوفر فرصة جديدة لأردوغان لمهاجمة أوروبا في الأسابيع القادمة في أصعب حملة لإعادة انتخابه منذ نحو 20 عاما.

ومنذ العام 2014 لعبت الجاليات التركية في أوروبا دورًا مهمًا في الانتخابات، وذلك منذ أن منحهم أردوغان حق التصويت دون الحاجة للقدوم إلى البلاد.

وعدد الناخبين في الخارج 3.4 مليون شخص، ويوجد نصفهم تقربيا في ألمانيا، علما بأن معظمهم يحمل جنسيات غربية.

وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2018، فاز أردوغان بنسبة 65% من الأصوات في ألمانيا مقارنة بـ53% بشكل عام.

وكانت نسبة المشاركة في الخارج أقل بكثير، حيث أدلى 46% فقط من الناخبين المؤهلين في ألمانيا بأصواتهم، مقابل 84% في تركيا، ونتيجة لذلك أطلقت السلطات في أنقرة حملة لتعزيز المشاركة من خلال زيادة عدد مراكز الاقتراع في الخارج.

انتقادات تركية ورد ألماني

وانتقد أنصار حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في ألمانيا قرار برلين. وقال فاتح زينجال، المتحدث باسم اتحاد الديمقراطيين الدوليين التابع لحزب العدالة والتنمية، إن أعضاء الجالية التركية سيعتبرون ذلك محاولة "لتخريب" الدعم لأردوغان، الذي حصل على النسبة الأكبر من أصوات المغتربين في الانتخابات السابقة.

وأضاف زينجال: "في ألمانيا ذهبت 65% من الأصوات في الانتخابات الأخيرة إلى رجب طيب أردوغان، وبالتالي فإن زيادة في الإقبال على الاقتراع سوف يقوي من فرص فوزه، ولذلك سيقول الناس إن ألمانيا لا تريد أن يفوز  الرئيس".

من جانبه قال كينان بولات، رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري المعارض في برلين، إن صدور  القرار في اللحظات الأخيرة قد سبب ارتباكًا بين الناخبين.

وتابع: "أتوقع أن تكون المشاركة الآن أقل"، محذرا من أنه لا يعرف سبب التوصل إلى القرار وما إذا كانت الحكومة التركية قد قدمت طلبها بشأن زيادة عدد مراكز الاقتراع بشكل صحيح وفي الوقت المحدد.

ورفض مسؤول ألماني تلك الانتقادات، وقال لـ"فايننشال تايمز" إن برلين منحت الإذن بزيادة عدد مراكز الاقتراع مقارنة بانتخابات 2017 و2018، مع الموافقة على جميع المواقع المقترحة الموجودة في مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية الفخرية.

وأشار إلى أن ذلك رفع عدد مراكز التصويت في جميع أنحاء ألمانيا من 13 إلى 16 موقعًا، لكن أقل من 26 موقعًا أعلنت عنها هيئة الانتخابات العليا التركية في وقت سابق.

وقال المسؤول إن الحكومة الألمانية "تلتزم بعملية الانتخابات الديمقراطية، ولم يسبق أن تمت الموافقة على هذا العدد الكبير من مراكز الاقتراع فيما يتعلق بالانتخابات التركية".