رئيسي في دمشق.. زيارة "استثنائية" وسط تحولات استراتيجية بالمنطقة

الأحد 30 أبريل 2023 08:46 م

تتجه الأنظار يوم الأربعاء المقبل إلى العاصمة السورية دمشق حيث يحط فيها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في زيارة رسمية وصفت بـ"الاستثنائية" يبحث خلالها ملفات مهمة.

ويتوجه رئيسي إلى دمشق على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

ومن المقرر أن تستمر الزيارة يومين يلتقي خلالها رئيس النظام بشار الأسد لبحث جملة من الملفات في ظل التحولات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة.

وستشهد الزيارة توقيع اتفاقات عدة بين طهران ودمشق، لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي، حسب ما أوردته وكالة "رويترز".

والزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني إلى سوريا، حليفتها الرئيسية في المنطقة، منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

وكان آخر رئيس إيراني زار العاصمة السورية محمود أحمدي نجاد في سبتمبر/أيلول 2010.

أهمية الزيارة

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري قوله إن "زيارة رئيسي إلى دمشق الأربعاء زيارة بالغة الأهمية نظرا للتغيرات والتطورات التي تحدث في المنطقة".

وبحسب أكبري فإن الزيارة "لن تكون مفيدة لطهران ودمشق فقط، بل ستكون حدثاً جيداً ستستفيد منه دول أخرى في المنطقة".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان زار دمشق مرتين منذ مطلع العام الجاري، الأولى منتصف يناير/ كانون الثاني والثانية في 9 مارس/آذار وهدفت لتفقد آثار الزلزال.

وخلال زيارته الأولى قال عبداللهيان في مؤتمر صحفي بدمشق إن العلاقات الإيرانية السورية في أفضل أحوالها.

في الجانب الآخر، زار بشار الأسد، طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير/شباط 2019، والثانية في مايو/أيار 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استقبل الرئيس الإيراني وزير الخارجية والمغتربين في النظام السوري فيصل المقداد، مؤكدا عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

وقال رئيسي عقب اللقاء، إن "إيران مستمرة في دعمها لسوريا في مجال محاربة الإرهاب من جهة، ومواجهة الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير الشرعية المفروضة عليها".

حراك دبلوماسي نشط

وتأتي زيارة رئيسي لسوريا في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما في 10 مارس/آذار الماضي.

وتتزامن كذلك مع انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ اندلاع النزاع عام 2011، إذ يستضيف الأردن، الإثنين، اجتماعا جديدا حول سوريا يشارك فيه وزراء خارجية سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.

وانعقد منتصف أبريل/نيسان الجاري اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدّة شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة، قبل نحو شهر من انعقاد قمّة عربيّة في السعوديّة مقررة في 19 أيار/مايو.

واتّفق الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدّة على أهمّية تأدية دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا.

وخلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشّرات التقارب بين دمشق وعواصم عدّة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسيّة، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصليّة بين البلدين.

كما تأتي زيارة الرئيس الإيراني بعد الاجتماع الرباعي الذي جرى الثلاثاء الماضي بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران وسوريا في العاصمة موسكو.

وتناول الاجتماع الذي جرى في "أجواء إيجابية"، بحسب بيان تركي، سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم وآليات مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية.

وشدد  المجتمعون على احترام وحدة الأراضي السورية، وأهمية استمرار الاجتماعات الرباعية من أجل توفير الاستقرار في سوريا والمنطقة واستمراره.

وتوترت علاقات أنقرة ودمشق إلى حد كبير منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 التي تحولت لاحقا إلى صراع دموي مسلح قَتل مئات الآلاف وشرد الملايين.

قلق إسرائيلي

من جانبها اعتبرت أوساط إسرائيلية، السبت أن زيارة الرئيس الإيراني، المرتقبة إلى سوريا "استثنائية جداً، ويجب أن تُقلق إسرائيل، وخصوصاً أن هذه أول زيارة منذ العام 2011، أي منذ بداية الحرب في سوريا".

وقالت "القناة 13" الإسرائيلية إن "رئيسي، كما يبدو، سيصل يوم الأربعاء، ويعقد سلسلة من اللقاءات مع بشار الأسد، في زيارة تستمر يومين. وفي سياق خارج البروتوكول، سوف يزور الميدان".

وأضافت أن إيران "تريد توحيد محور إيران؛ حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وهذا يجعلها تقوم بخطة جديدة بشأن سياسة الشرق الأوسط".

وتطرقت القناة أيضاً إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بيروت، ولقائه الأمين العام لحزب الله،  حسن نصرالله، واجتماعه أيضاً بالأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة، وتنسيق المواقف ضد إسرائيل.

وذكر الإعلام الإسرائيلي أن إسرائيل تابعت بقلق زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان ومواقفه، ورأت عدة أوساط إسرائيلية أن دلالات هذه الزيارة تندرج في سياق التحولات الاستراتيجية في المنطقة، ولاسيّما أنها أتت في توقيت إسرائيلي داخلي سيئ جداً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا دمشق بشار الأسد إيران إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني

الاقتصاد.. المحور الأهم لزيارة أول رئيس إيراني إلى سوريا منذ 13 عاما

الرئيس الإيراني يكشف كواليس المصالحة مع السعودية ويهاجم دولا عربية عشية زيارته لسوريا

رئيسي يصل إلى سوريا على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع

رئيسي والأسد يوقعان مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل الأمد (صور)

لقاء مع فصائل فلسطينية.. رئيسي يواصل محادثاته في دمشق باليوم الثاني من زيارته