استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تتكاثر مصائب العرب وحكامهم غافلون

السبت 6 مايو 2023 03:52 ص

تتكاثر مصائب العرب وحكامهم غافلون

الجيش السوداني هو الضامن لوحدة السودان وأمن سواحل البحر الأحمر الى ان يسلم مقاليد الأمور في السودان لقوى مدنية تحافظ على السودان وجواره.

الوقوف بحزم ضد تعدد الجيوش في الدولة العربية الواحدة ضرورة أمنية وقومية فلا سلاح يعلو على سلاح الدولة ولا جيوش أو تنظيمات موازية لجيش الدولة.

السودان في خطر التجزئة والتفكيك بقيادة جيوش داخلية متعددة "ميليشيات" سارعوا يا قادتنا العرب لإنقاذه وإلا فسيلحق الشر بكم وانتم على الأرائك متكئون.

* * *

ليس في الأرض أمة من الأمم مستهدفة بالتجزئة والتفكيك والتنكيل وحبك الفتن مثل الامة العربية. هذا الاستهداف ليس حديث النشأة وانما تغوص جذوره في تاريخ امتنا منذ فجر الرسالة المحمدية، حروب ردة، وحروب صليبية، ومغول، وفرس، وبرتغاليون، وهولنديون، وفرنسيون، وانجليز واخيرا الامريكان.

لكن تلك القوى واجهت مقاومة من زعامات وشعوب عربية دحرت كل جحافل المرتدين والغزاه. جد علينا اليوم قوى باغية تختلف عن ما سبقها في وسائلها وأهدافها، قوى صهيونية توسعية استيطانية وافدة، ورأسمالية متوحشة يقودها تجار السلاح وسماسرة الحروب، وفي أيامنا هذه نواجه إرهابا أمريكيا كانت أولى مراحل ارهابه علينا احتلال العرق والتنكيل بشعبه بكل أدوات الفحش وقهر الرجال وهذه روسيا تطل برأسها علينا من بلاد الشام لتأخذ نصيبها في اذلالنا وقهر امتنا وفي قادم الأيام ستكون الصين والهند ونحن عنهم غافلون.

(2)

في أيامنا العصيبة الراهنة نجد بعض قادتنا الميامين راحوا يفتون في عضد الامة العربية وتمزيق وحدتها وتفريق صفوفها واجهاض دور مؤسساتها «مجلس التعاون الخليجي، جامعة الدول العربية،.. الخ « حتى أصبحت بلا حراك في مواجهة المصائب التي تحيط بأمتنا العربية. أموال عربية صرفت في كل اتجاه بهدف اضعاف الامة وتمزيق وحدتها وتسييد الطائفية او القبلية على ماعداها من القوى الوطنية الامر الذي يقود الى حروب أهلية لا تبقي ولا تذر. والضحية الوطن برمته ومن على صعيده من البشر.

(3)

ظاهرة جديدة جدت علينا منذ مطلع الالفية الثالثة انها ظاهرة تعدد الجيوش المسلحة في الدولة العربية الواحدة هذا العراق الشقيق اصبح تحت رحمة 32 جيشا مسلحا تحت تسميات متعددة قيادتها لافراد اشبه بزعماء عصابات وليس للدولة العراقية، عقيدة تلك الجحافل العسكرية الدفاع عن الطائفة والولاء لزعماء الطائفة لا للدولة صاحبة السيادة، وكل هذه الجيوش تقف ضد الجيش الوطني المكلف بالدفاع عن الوطن وحماية حدودة من أي عدوان.

يليها السودان الذي اصبح به اليوم اكثر من خمسة جيوش، جيش تحرير السودان بقيادة اركو مناوي، جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وقوات درع السودان بقيادة محمد كيكل أبو عاقلة، جيش العدل والمساواه تحت زعامة جبريل إبراهيم، جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، جيش الدعم السريع بقيادة حميدتي والأخير في اشتباك مسلح مع الجيش الوطني ليس من اجل الوطن ولكن من اجل المحافظة على مكتسبات قادته السياسية والمالية وارتباطاته بقوى من خارج الحدود تدرب وتسلح أفراده وتوجههم لتحقيق الهدف الأعظم وهو اضعاف السودان وتمزيق وحدته وسلب ثرواته وانهاك الجيش الوطني جيش الامة في حروب داخلية والمستفيد من تلك الحروب هم أعداء السودان.

سوريا الحبيبة تتنازعها جيوش خمس دول هي جيش امريكي، وجيش روسي، وجيش إيراني، وجيش تركي، وجيش كردي الى جانب جيوش طائفية متعددة والضحية سورية شعبا وسيادة وموارد.

وماذا عن اليمن العزيز ليس في افضل حال به جيش الحوثي، وجيش انفصالي في الجنوب اليمني، وجيوش النخب مثل النخبة الشبوانية، والحضرمية، وغير ذلك الى جانب جيش عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وليت هذه الجيوش المدججة بالسلاح في اليمن تعمل لصالح اليمن ولكنها تعمل لصالح جهات أخرى لا تريد لليمن الخير والاستقرار وتريد الاستبداد بموقع اليمن الاستراتيجي ونهب ثرواته الطبيعية وترك اليمن ينهشه السل والجرب كما قال الشاعر اليمني البردوني.

وماهو الحال في ليبيا ؟مرتزقة روس تسمى «فاغنر» الجنرال المتقاعد خليفة حفتر يقود قوى مسلحة اشبه بجيش نظامي والى جانبهم قوى مقاتلة مستأجرة لاسقاط كل التفاهمات التي تمت بشأن مستقبل ليبيا لكن هذه القوى المسلحة والتي تهيمن على القطاع الشرقي من ليبيا لن تعمل من اجل الاستقرار في ليبيا لارتباطها بقوى من خارج المجتمع الليبي وتهدف للاستيلاء على السلطة في ليبيا.

(4)

عودة الى السودان، السودان في خطر حرب أهلية شاملة تؤدي الى مجازر رهيبة يعقبها تقسيم المقسم الامر الذي سيؤدي الى خسارة بعض دول الخليج العربية التي لديها استثمارات ضخمة في السودان.

لكن الأخطر من ذلك هو التهديدات الأمنية فاذا كنا نواجه مخاطر في الخليج العربي وبحر عمان والبحر العربي من عمليات تهريب أسلحة ومخدرات ونفوذ قوى أجنبية.

فلا جدال بأننا في الجزيرة العربية سنواجه ماهو اشد خطورة ستكون نقطة انطلاق تلك الخاطر من السودان عبر البحر الأحمر الذي لا تزيد المسافة بين شواطئ السعودية والسودان عن اكثر من 250 كيلو متر، ومع تعدد الجيوش الفردية في السودان كما اشرنا اعلاه فلا ضابط لتلك الجيوش من ان تكون أداة للمساس بأمن المملكة العربية السعودية ومصر من ناحية والخليج العربي بصفة عامة.

المطلوب من المملكة العربية السعودية ان ترمي بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والأمني لتقوية الجيش الوطني السوداني بقيادة البرهان فهو الضامن لوحدة السودان وامن سواحل البحر الأحمر الى ان يسلم مقاليد الأمور في السودان لقوى مدنية تحافظ على السودان وجواره.

ان الوقوف بحزم ضد تعدد الجيوش في الدولة العربية الواحدة ضرورة امنية وقومية فلا سلاح يعلو على سلاح الدولة، ولا جيوش او تنظيمات موازية «ميليشيات» لجيش الدولة.

آخر القول: السودان في خطر التجزئة والتفكيك بقيادة جيوش داخلية متعددة «ميليشيات» سارعوا يا قادتنا العرب الميامين لإنقاذه وإلا فإن الشر سيلحق بكم وانتم على الأرائك متكئون.

*د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

العرب السودان السعودية ميليشيات ليبيا سوريا اليمن البرهان حميدتي تعدد الجيوش التهديدات الأمنية البحر الأحمر