عودة سوريا إلى الجامعة العربية.. ماذا تعني؟

الأحد 7 مايو 2023 07:38 م

قرر وزراء الخارجية العرب، الأحد، استئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتبارا من 7 مايو/أيار الجاري، عقب نحو 12 عاما، من قرار الجامعة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، تجميد مقعد دمشق إثر قمع نظام بشار الأسد للاحتجاجات الشعبية المناهضة له.

وفي نفس الوقت، قررت الجامعة إنشاء لجنة من أمينها العام ومصر والسعودية والأردن والعراق لمتابعة تسوية القضية السورية، وهي على ما يبدو استجابة لدول عربية، بينها الكويت وقطر، ترفض التطبيع مع النظام السوري دون خطوات واضحة من النظام تجاه تسوية الملفات الإنسانية وإعادة اللاجئين بصورة آمنة.

  • لاشك أن النظام السوري سيعتبر قرار الجامعة انتصارا له في مواجهة المعارضة السورية التي دعمتها لفترة دول عربية، بينها السعودية، خاصة وأن الخطوة لم ترتب التزامات واضحة على دمشق تجاه المعارضة أو مجمل قضايا الحل السياسي.

  • تأتي عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، نتيجة جهود مكثفة قادتها الرياض، وهو مؤشر حاسم على نفوذ المملكة المتنامي عربيا، حيث استطاعت إقناع الدول الأخرى المتحفظة.

  • ويمثل هذا ثاني اختراق سعودي ضمن ملفات الصراع الإقليمية، منذ اتفاق التطبيع مع إيران؛ حيث اتفقت الرياض في أبريل/ نيسان الماضي مع جماعة الحوثي في اليمن على تثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي دائم ينهي حربا بدأت قبل 9 سنوات.

  • ستحظى دمشق بمزيد من الدعم العربي لمطلبها بخروج القوات التركية من شمالي سوريا، وهو شرط النظام السوري الأساسي لتطبيع العلاقات مع جارته الشمالية، لكن ليس من المتوقع أن تنسحب تركيا من الشمال السوري دون تسوية شاملة تضع نهاية للحكم الذاتي للأكراد في شمال سوريا.

  • تمثل عودة سوريا إلى الجامعة العربية انتصارا معنويا لروسيا. بينما من المرجح أن تتمسك الإدارة الأمريكية الحالية بالعقوبات على نظام الأسد، مما سيحد من أي شراكات اقتصادية محتملة لإعادة إعمار سوريا بين النظام ودول عربية، لاسيما السعودية والإمارات والأردن ومصر.

  • سيكون كسر عزلة دمشق عربيا غير مرحب به من قبل إسرائيل، لكن من الوارد أن تراهن حكومة الاحتلال على إمكانية نجاح شركائها العرب في الحد من خطط إيران للهمينة على سوريا، وهو الاحتمال الذي تراهن عليه أيضا دول عربية أخرى، في مقدمتها السعودية، وإن كان هذا يبدو رهانا بعيد المنال في المدى المنظور.

موضوعات متعلقة