رؤية إسرائيلية: السعودية ربما تكون مستعدة لتحمل مخاطر التطبيع

الثلاثاء 9 مايو 2023 01:05 م

اعتبر سيث فرانتزمان، محلل شؤون الشرق الأوسط، أن التغييرات الراهنة في السياسة الخارجية السعودية ربما تعني أن المملكة على استعداد لتحمل مخاطر تطبيع محتمل للعلاقات مع إسرائيل، غير أن هذه العملية قد تستغرق شهورا أو سنوات.

فرانتزمان لفت، في تحليل بصحيفة "جيروزاليم بوست" (The Jerusalem Post) الإسرائيلية ترجمه "الخليج الجديد"، إلى اجتماع كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال بالسعودية في 7 مايو/ أيار الجاري.

وقال إن "هذا الاجتماع، الذي تم وصفه بأنه يدعم التكامل الإقليمي، جاء وسط أحاديث عن أن السعودية وإسرائيل لا تزالان على طريق (تطبيع) العلاقات".

ولا ترتبط السعودية بعلاقات علنية مع إسرائيل، وتشترط انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

ومتحدثا عن غموض الموقف السعودي، قال فرانتزمان إن "الرياض تحافظ على أوراقها قريبة من صدرها في القضية الإسرائيلية، ومن المعقول أن يكون هناك تغيير كبير، لكن هذا قد يستغرق شهورا أو سنوات".

وتابع: "على الجانب الآخر، تتحرك السعودية بشكل أسرع في قضايا مثل إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية والمصالحة مع إيران، حيث تصالحت إيران والسعودية في مارس/ آذار الماضي بوساطة الصين".

وأردف: كما تلعب السعودية دور وساطة لإنهاء الحرب في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وتساعد في إجلاء الرعايا الأجانب.. "لذلك تنتهج الرياض عددا من السياسات المهمة في وقت واحد".

واعتبر أن "هذا النوع من المرونة والسرعة مثير للاهتمام، لأنه يعني أن الرياض قد تكون منفتحة على الأفكار الجديدة وعلى استعداد لتحمل المخاطر فيما يتعلق بإسرائيل (التطبيع)".

تكامل إقليمي

ووفقا لفرانتزمان "توجد حقبة جديدة من الدبلوماسية في المنطقة، وإسرائيل جزء من هذا العصر الجديد، وباتت ترسل وزراء إلى دول مثل أذربيجان وتركمانستان وقبرص واليونان، كما تركز كل من الولايات المتحدة وإيران على التكامل الإقليمي".

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتتهم واشنطن وتل أبيب وعواصم عربية طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

وأضاف فرانتزمان أنه "يمكن اعتبار هذا عصر ذهبي فريد للدبلوماسية في الشرق الأوسط، وهذا هو الوقت الذي تركز فيه المنطقة على عودة السلام والابتعاد عن التطرف والحروب".

واستدرك: "لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر أم أنه مؤقت، غير أن المعنى العام في واشنطن والرياض وطهران وتل أبيب وعواصم أخرى هو أن هذا يبدو أنه اتجاه يستحق الاستثمار فيه. وبهذا المعنى، فإن مفهوم التكامل الإقليمي مهم للغاية".

هيكل دفاعي جديد

ومع ذلك، بحسب فرانتزمان، "يوجد لاعبون كبار ووجهات نظر مختلفة، حيث تريد الصين أن تلعب دورا في المنطقة وكانت مفتاحا للاتفاق الإيراني السعودي، ودول الخليج تنضم إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي تهيمن عليها روسيا والصين".

وزاد بأن "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصين تشق طريقها بين الحلفاء التقليديين، كما تشكك الولايات المتحدة في (جدوى) عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، خاصة وأن واشنطن لديها قوات في سوريا".

ولفت إلى أن المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA) أصدر تقريرا حديثا دعا فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "اغتنام الفرصة لبدء بناء هيكل دفاعي جديد للشرق الأوسط يقوم على جمع شركاء واشنطن الإقليميين معا في مواجهة التهديد المتزايد من إيران".

إلا أن فرانتزمان اعتبر أنه "قد لا يزال أمام الدفاع الجوي المتكامل طريق طويل، لكن التكامل الإقليمي جزء من هذه القصة"، مشددا على "أهمية عمل إسرائيل مع القيادة المركزية الأمريكية (في المنطقة)".

المصدر | سيث فرانتزمان/ جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية تطبيع إيران الولايات المتحدة تكامل إقليمي

مصلحة أمريكية.. مبادرات دبلوماسية سعودية "أكثر نضجا وبراجماتية"

صفقة البحر الأحمر.. تفاصيل مفاوضات التطبيع والتحالف العسكري بين أمريكا والسعودية وإسرائيل

سفير أمريكي: التقارب السعودي الإيراني لن يكون على حساب التطبيع بين الرياض وتل أبيب

أكسيوس: إدارة بايدن تضغط لإبرام اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي بنهاية العام

التطبيع مع السعودية يتصدر أجندة مدير الخارجية الإسرائيلية في واشنطن

وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية مسألة وقت

التنازلات الأمريكية والإسرائيلية المطلوبة للتطبيع بين الرياض وتل أبيب