معهد إسرائيلي: حماس "الرابح الأساسي" من جولة القتال الأخيرة

الثلاثاء 16 مايو 2023 07:38 ص

انتقد الباحث في "معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS) أودي ديكل أداء تل أبيب في جولة المواجهة العسكرية الأخيرة مع حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، معتبرا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي "الرابح الأساسي" من تلك الجولة.

وبين 9 و13 مايو/ أيار الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على غزة وقتل 33 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال و3 سيدات وعدد من القادة العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي، فيما ردت المقاومة بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل خلَّفت قتيلين.

ديكل وهو جنرال في الاحتياط تابع، في تحليل بالمعهد ترجمه "الخليج الجديد": "مسؤول كبير في إسرائيل (لم يذكر اسمه) رأى أن الجولة الأخيرة من القتال أظهرت ضعف حماس، حيث تمكنت حركة الجهاد الإسلامي بتمويلها الإيراني من وضع جدول الأعمال (التحكم في الأمور) في غزة".

واستدرك ديكل: "لكن على عكس هذا التقدير، لم تضعف حماس، بل دعمت بهدوء حركة الجهاد الإسلامي التي عملت كوكيل لها، ودرست نهج جيش الإسرائيلي وقدراته العملياتية، ونصَّبت نفسها كطرف مسؤول يهتم بسكان غزة، ولم تخاطر بإنجازاتها وعلى رأسها دخول عمال غزة إلى إسرائيل ودخول وخروج البضائع من وإلى القطاع وتدفق الأموال من قطر".

ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أوضاعا معيشية متدهوةر للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع، منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية عام 2006.

ردع بعيد المنال

و"ترغب إسرائيل في فترة طويلة من الهدوء القائم على الردع العسكري، مع تجاهل المشاكل الجوهرية الناشئة عن تقوية حماس، صاحبة السيادة في غزة والعنصر المهيمن على الساحة الفلسطينية"، وفقا لديكل.

وتابع أن "حركة الجهاد الإسلامي تمتلك قدرات محدودة، كما أظهرت الحملة الأخيرة مرة أخرى، والنجاح العملياتي ضدها لا يشبه ما يمكن توقعه في حملة ضد حماس".

وأردف: "لذلك من الصعب تحديد ما إذا كان الردع الإسرائيلي قد تم استعادته، بعد أن أضعفته أيضا العمليات (الفلسطينية) داخل إسرائيل (...) ونظرا لعدم تحديد هدف سياسي في الجولة الأخيرة، فإن الردع الذي تم تحقيقه ظاهريا قد يكون بعيد المنال".

ومضى قائلا: "في الواقع، وبالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي، فإن خوض عدة أيام من القتال ضد الجيش الإسرائيلي وإظهار قدرتها على إطلاق وابل من الصواريخ، بما في ذلك في عمق إسرائيل، هو جوهر المقاومة".

تحدي حماس

باختصار، وفقا لديكل، فإن "التحدي الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل، تحدي حماس، لا يزال قائما، وتجد إسرائيل أنه من المريح فصل حماس عن الجهاد الإسلامي وإعفاء حماس من مسؤوليتها عن الأعمال (المعادية لإسرائيل) في غزة؛ لأن إسرائيل تسعى إلى تجنب حملة أوسع ضد حماس في الوقت الحالي".

واستدرك: "ومع ذلك، فإن إخراج حماس من القتال ليس إنجازا استراتيجيا لإسرائيل، فعمليا سُمح لحماس مرة أخرى بوضع قواعد اللعبة أثناء تشغيل حركة الجهاد الإسلامي كوكيل لها، وتحديد موعد انتهاء القتال وشدته".

وأردف أن "العملية (الأخيرة) كانت طبقة إضافية في تغيير ميزان القوى في الساحة الفلسطينية، حيث تستمر حماس في اكتساب القوة وتضعف السلطة الفلسطينية". وانتهت الجولة الأخير من القتال باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية.

المصدر | أودي ديكل/ معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي- ترجمة وتحليل الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين غزة إسرائيل عدوان حماس حركة الجهاد المقاومة