مسيرة الأعلام.. اعتداء إسرائيلي وتنديد عربي إسلامي واتهامات للمطبعين

الخميس 18 مايو 2023 07:04 م

خرج آلاف الإسرائيليين المتشددين في شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، فيما يعرف بمسيرة الأعلام، وسط مخاوف من اندلاع عنف وأعمال شغب، وغضب واسع بين الناشطين الفلسطينيين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتشهد مدينة القدس توتراً متزامنًا مع مسيرة الأعلام التي يشارك فيها آلاف الإسرائيليين من اليمين المتديّن والمتشدد، وتشهد عادة رقصا بالأعلام الإسرائيلية.

ويحتفل اليمين الإسرائيلي المتشدد بما يسمّيه "يوم توحيد القدس"، وهو اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الجزء الشرقي من القدس في عام 1967 لتقع المدينة المقدسة بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية.

وتمرّ المسيرة، التي تشهد عادة رقصا بالأعلام الإسرائيلية وترديدا للشعارات، بالحي الإسلامي ومنطقة باب العامود، ما ينذر بتصعيد محتمل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في المدينة التي تشهد توترا بالأساس.

وإلى جانب نشْر الآلاف من عناصر الشرطة لتأمين مسيرة الأعلام، تمنع الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين -من غير سكان البلدة القديمة- من الدخول إليها في هذا اليوم، كما تفرض إغلاقا على كافة المحالّ التجارية الفلسطينية في البلدة القديمة.

وتمثّل المسيرة استعراضا للقوة من جانب القوميين اليهود، بينما تمثل على الجانب الآخر استفزازا صارخا للفلسطينيين الذين يرون فيها محاولة لنقض علاقتهم بالمكان.

وتجري المسيرة هذه السنة في أجواء من التوتر نتيجة مواجهات وأعمال عنف منذ مطلع العام بين إسرائيليين وفلسطينيين، أسفرت عن سقوط حوالي 200 قتيل، بينهم 35 خلال تصعيد استمر 5 أيام بين الجيش الإسرائيلي وفصائل فلسطينية في قطاع غزة.

وكان أبرز المشاركين في مسيرة الأعلام هذا العام، وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموطريتش، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) يوئيل إدلشتاين، إضافة إلى أعضاء من الكنيست عن الليكود وأحزاب الصهيونية الدينية.

وفي مدينة اللد داخل الخط الأخضر، انطلقت مسيرة أخرى يشارك فيها بضعة آلاف من المستوطنين ويرفعون الأعلام الإسرائيلية لإحياء ذكرى استكمال احتلال القدس وتوحيدها وإعلانها عاصمة لإسرائيل.

وكان أكثر من 1200 مستوطن اقتحموا الخميس باحات المسجد الأقصى قبل ساعات من بدء المسيرة، بحضور وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف.

وأنه خلال اقتحامات الحرم القدسي، ردد المستوطنون عبارات نابية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أدوا صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.

ومن جانبها، قالت حركة حماس إنها "لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بتمرير مخطط بسط سيادته أو فرض سيطرته على المسجد الأقصى من خلال تسيير مسيرة الأعلام للمستوطنين أو الاقتحامات المتكررة له".

ودعت الحركة إلى حشد كل طاقات الأمة واستنهاض شعوبها لنصرة المسجد الأقصى والمحافظة على هويته وإفشال مخططات الاحتلال بتقسيمه أو بسط السيطرة عليه, على حد تعبيره.

فيما قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن قرار تنظيم المسيرة "يؤكد موافقة الحكومة الإسرائيلية على آراء المتطرفين اليهود"، مشددا على أنها لن تقود إلا إلى "التوتر وتفجير الأوضاع".

وأما تجمّع فصائل المقاومة الفلسطينية، فاعتبر عبر بيان، أن مسيرة الأعلام محاولة فاشلة لفرض السيطرة والسيادة على الأقصى، داعيا إلى تصعيد العمل المقاوم والتحرك الشعبي لإفشال المخططات الإسرائيلية في الأقصى.

بينما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، إن استمرار حالة الصمت العربي والدولي إزاء ما يحدث في القدس، شجع الاحتلال على التمادي في هذه السياسات والإجراءات الرامية لتهويد المدينة وتكريس التقسيم المكاني والزماني في الأقصى.

ودعت الجبهة القمة العربية المقررة الجمعة في السعودية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس.

واعتدت الشرطة الإسرائيلية بالضرب على عدد من الفلسطينيين في باب العامود والبلدة القديمة، وأجبرتهم على مغادرة المنطقة.

كما فرقت قوات الاحتلال عشرات منهم بالقوة بعد رفعهم الأعلام الفلسطينية وسط القدس.

وأظهرت صور ملاسنات بين شبان فلسطينيين ومستوطنين، سرعان ما تحولت إلى عراك تدخل فيه جنود الاحتلال إلى جانب المستوطنين واعتدوا على الشباب الفلسطينيين.

وبثت منصات إسرائيلية وفلسطينية مشاهد من اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على المنازل والأهالي في القدس المحتلة تزامنا مع مسيرة الأعلام.

ووثقت مقاطع أخرى ترديد المستوطنين هتافات عنصرية تدعو للقتل والانتقام وسحق الفلسطيني واسمه من الوجود خلال هذه المسيرة، إضافة إلى التباهي بالشعب الإسرائيلي.

وندد ناشطون فلطسينيون وعرب بهذه المسيرة، وعدم التحرك العربي لمنعها.

في وقت ندد آخرون بالتقارب العربي مع إسرائيل، لافتين إلى أنه لم يحقق أي شيء للفلسطينيين على عكس ما يتم الإعلان عنه من جانب العرب.

كما دعا ناشطون لهبة عربية إسلامية لإنقاذ الأقصى ووقف مخططات إسرائيل لتغيير معالمه.

وشهدت السنوات الأخيرة توترا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي عام 2021، تعرّضت مدينة القدس لقصف صاروخي من قِبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، تزامنا مع بدء خروج المسيرة ما أدى إلى تفريق جموع المشاركين فيها.

واندلعت على أثر ذلك مواجهة عسكرية بين إسرائيل والمقاومة في غزة، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 250 شخصا في القطاع، و13 في إسرائيل.

وبالتوزاي مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، انطلقت مسيرة في قطاع غزة على الحدود مع إسرائيل.

وفي هذا العام، تبدو احتمالات التصعيد ضئيلة مع خروج مسيرة الأعلام، لا سيما وأنه لم تكد تمضي أيام على التوصل إلى هدنة بعد موجة من التصعيد بين إسرائيل والمقاومة في غزة.

وبدأت احتفالات مسيرة الأعلام الإسرائيلية في عام 1974، لكنها توقفت خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بسبب المواجهات التي كانت تندلع بين المشاركين في المسيرة والفلسطينيين.

وإلى جانب الفلسطينيين، يرى العديد من الإسرائيليين أن هذا الاحتفال عمل استفزازي من قبل الجماعات القومية وحركات الاستيطان المتشددة، لا سيما في المرور من الحي الإسلامي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مسيرة الأعلام إسرائيل تصعيد مستوطنون المقاومة اليهود القوميون

الجيش الإسرائيلي يعتدي على مسيرة فلسطينية قرب السياج الفاصل بغزة

السعودية وقطر والإمارات والبحرين تدين اقتحام بن غفير ومستوطنين الأقصى

فلسطين تطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لوقف انتهاكات إسرائيل