تنديد واسع باقتحام بن غفير للأقصى: اعتداء سافر وله تداعيات خطيرة

الأحد 21 مايو 2023 11:46 ص

نددت الرئاسة وفصائل المقاومة الفلسطينية ودول عربية باقتحام عشرات المستوطنين الإسرائيليين يتقدمهم وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، للحرم القدسي من باب المغاربة، وسط مطالبات للجانب الإسرائيلي بالتوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية.

ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية، فهذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها بن غفير باحات المسجد الأقصى، منذ توليه منصبه، حيث كانت المرة الأولى في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد ساعات من توليه منصبه ضمن الحكومة الجديدة، التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

ووصل بن غفير إلى ساحة البراق، وقال خلال واقعة الاقتحام: "سعيد بالوصول إلى الحرم القدسي، المكان الأكثر أهمية للإسرائيليين، يجب أن يقال إن الشرطة تقوم بعمل رائع هنا وتثبت مرة أخرى من هم أصحاب البيت في القدس"، بحسب "هيئة البث الإسرائيلي" (مكان).

وانتشرت عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم، وأبعدوا المصلين والمرابطين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين، قبل أن تشدد من إجراءاتها على أبواب الأقصى، وتفرض قيوداً على دخول الشبان للمسجد.

ونشر بن غفير صورة له في الموقع عبر "تويتر" قائلاً: "القدس روحنا".

من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة: إن "اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف باحات المسجد الأقصى اعتداء سافر وله تداعيات خطيرة، المساس بالمسجد الأقصى لعب بالنار وسيدفع المنطقة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها".

وأضاف: "ما جرى اليوم خطير ويستدعي من المجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأمريكية التي تطالب بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، التحرك الفوري".

واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن دخول بن غفير "في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه".

فيما أدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الاقتحام واعتبرته اعتداءً على مكان ديني إسلامي.

وقالت في بيان: إن "ما يقوم به المستوى السياسي في حكومة اليمين المتطرف، من خلال اقتحاماته هذه، هو اعتداء على مكان ديني خالص للمسلمين، ليس لغيرهم أي أحقية فيه، وهو جريمة نكراء واعتداء على المقدسات وأماكن العبادة الإسلامية".

وطالبت الوزارة، المؤسسات الدولية بالتحرك للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة، كما طالبت الفلسطينيين بشد الرحال والرباط في الأقصى للدفاع عنه.

من جانبها، قالت حركة "حماس" تعقيباً على الاقتحام: "لن نترك الأقصى وحيداً وسيتحمل الاحتلال مسؤولية الاقتحامات الهمجية لوزرائه ومستوطنيه".

وأضافت في بيان: "الاقتحام الهمجي الذي نفذه بن غفير للمسجد الأقصى تأكيد على عمق الخطر المحدق بالمسجد".

بدورها، اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن "اقتحام بن غفير للأقصى عدوان سافر ومحاولة لفرض وقائع جديدة".

وأضافت في بيان، أن "هذه المخططات لن يكتب لها النجاح وسيفشلها شعبنا بكل الوسائل".

كما وصفت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في بيان، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بأنه "عدوان سافر"، مضيفة: "تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلال هذه الاقتحامات لفرض وقائع جديدة في القدس والأقصى".

من جانبها، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى برفقة مجموعة من العناصر المتطرفة، مؤكدةً أن مثل هذه التصرفات الاستفزازية تتنافى مع ما يجب أن يتحلى به المسؤولون الرسميون من حكمة ومسؤولية.

وأكدت مصر أن الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والرامية لترسيخ سياسة التقسيم الزماني والمكاني له، لن تغير من الوضع القانوني والتاريخي القائم، والذي يعد فيه الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً.

ودعت مصر الجانب الإسرائيلي إلى التوقف بشكل فوري عن الممارسات التصعيدية التي تؤجج حالة الاحتقان القائمة بالفعل في الأراضي المحتلة.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، واقعة الاقتحام، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إن "اقتحام المسجد أقصى وانتهاك حرمته هو خطوة استفزازية مدانة، وتصعيد خطير، ومرفوض، ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

وأضاف أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".

وطالبت الأردن إسرائيل بالكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.

ويوم الجمعة الماضي، شارك بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، إضافة لنواب من أحزاب الحكومة الائتلافية برئاسة بنيامين نتنياهو في "مسيرة الأعلام"، التي تنظم سنويا للاحتفال باحتلال الشطر الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967، وتخللتها هتافات تدعو للكراهية مثل "الموت للعرب".

ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في وقت لاحق الأحد، اجتماعه الأسبوعي في موقع في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 وضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويأتي ذلك بعد أيام من توصل إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة إلى هدنة في 13 مايو/أيار الجاري، بعد 5 أيام من تبادل إطلاق النار على طرفي الحدود وأسفرت عن سقوط 33 فلسطينياً وشخصين في الجانب الإسرائيلي.

وتشهد القدس الشرقية توترا شديدا إثر سماح الحكومة الإسرائيلية، الخميس، لـ"مسيرة الأعلام" بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة وسط هتافات مسيئة ومعادية ضد الفلسطينيين والعرب.

وتزامنت المسيرة مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الـ56 لاحتلالها القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن غفير اقتحام الأقصى الأقصى مستوطنون نتنياهو إسرائيل القدس

المرة الأولى من 6 سنوات.. الحكومة الإسرائيلية تعقد اجتماعها الأسبوعي في أنفاق البراق

قلق أمريكي من اقتحام بن غفير للأقصى: يجب احترام قدسيته

لابيد يهاجم بن غفير: يخلق الاستفزازات بعد اقتحام المسجد الأقصى