مطلب أمريكي جديد وآخر سعودي.. هل يدفع نتنياهو ثمن التطبيع؟

الأربعاء 24 مايو 2023 07:31 ص

تتواتر في وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن مطالب سعودية مقابل تطبيع العلاقات المحتمل مع إسرائيل، ويبدو أن القائمة اتسعت لتشمل مطلبين جديدين أحدهما سعودي أمريكي يتعلق باستئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والآخر أمريكي صرف يركز على ضرورة إلغاء مشروع إصلاح القضاء الإسرائيلي المثير للانقسام.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel)، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء مشروع "إصلاح القضاء" واستئناف محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية، مقابل أن تمضي الولايات المتحدة قدما في التوسط في التطبيع بين تل أبيب والرياض.

وحتى الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش، لم تصدر إفادة رسمية في هذا الشأن من العواصم الثلاث المعنية. ولا ترتبط السعودية بعلاقات معلنة مع إسرائيل، وتشترط لذلك انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

وقالت القناة "12" الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، إن الولايات المتحدة والسعودية عددتا مطلبين من إسرائيل مقابل المضي قدما في عملية التطبيع، أولهما هو استئناف المحادثات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية.

وتلك المحادثات متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014؛ لأسباب بينها رفض إسرائيل وقف البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإطلاق سراح أسرى قدامى وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967.

وخلال القمة العربية الأخيرة بمدينة جدة السعودية في 19 مايو/ أيار الجاري، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن "القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية، وهي على رأس أولويات المملكة".

وتابع بن سلمان: "لن نتأخر في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

مشروع إصلاح القضاء

أما المطلب الثاني، وهو أمريكي صرف بحسب القناة، فهو أن يلغي نتنياهو تماما مشروع حكومته لـ"إصلاح القضاء". وكان قد جمد مناقشة "الكنيست" (البرلمان) لذلك المشروع، لكنه ما يزال يتمسك به.

ويقول نتنياهو إن التعديلات القانونية المقترحة ستعيد التوازن المفقود بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، بينما ترى المعارضة أنها تمثل "انقلابا قضائيا" وتقود احتجاجات شعبية حاشدة كادت تعصف بالحكومة اليمينية، التي تتولى السلطة منذ 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتوصف بأنها "الأكثر تطرفا" منذ إقامة دولة إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ووفقا للقناة، فإن "السعوديين يطالبون البيت الأبيض أيضا بإلغاء تجميد بعض صفقات الأسلحة التي تعود إلى عهد (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب (2017-2021)، والتي تم تجميدها عندما تولى بايدن منصبه، ويسعون أيضا إلى إبرام معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة على غرار (حلف شمال الأطلسي) الناتو، بالإضافة إلى موافقة واشنطن على برنامج نووي مدني سعودي".

وأردفت أن اتفاق تطبيع كامل بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن يقدم لتل أبيب في المقابل دعم الولايات المتحدة الكامل لأعمالها ضد البرنامج النووي الإيراني.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران بعضهما البعض العدو الأول لها، وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وتتهم طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول الأخيرة إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

صفقة تتطلب شجاعة

وذكرت القناة الإسرائيلية أن كلا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يشاركان في مفاوضات التطبيع إلى جانب رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجي (الموساد) ديفيد بارنيا، و"مسؤولين كبار للغاية" مقربين من بن سلمان.

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن صفقة التطبيع "ستغير اللعبة بالنسبة للأمن الإسرائيلي"، مضيفا أنه يوجد "احتمال لصفقة"، لكنها ستتطلب شجاعة من كل من نتنياهو وبايدن وبن سلمان.

ووفقا لتقديرات في وسائل إعلام ومراكز بحثية إسرائيلية وأمريكية، فإن كلا من نتنياهو وجو بايدن بحاجة ملحة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، بينما يتمهل بن سلمان لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.

ونتنياهو وبايدن، بحسب التقديرات، يرغبان بالاستفادة من إنجاز التطبيع المأمول في ظل الأزمة السياسية الداخلية التي يواجهها الأول بسبب مشروع "إصلاح القضاء"، ورغبة الأخير في الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2024.

والإثنين، ذكرت القناة الإسرائيلية أن "السعوديين قدموا قائمة بتنازلات إسرائيلية مطلوبة تجاه الفلسطينيين؛ تشمل السماح بتعزيز جهاز الأمن الفلسطيني على حساب الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، والسيطرة الأمنية الفلسطينية على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بينما سيظل حائط المبكى (البراق) تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة".

ونقلا عن مصدر دبلوماسي أجنبي لم تسمه، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الإثنين، إن نتنياهو وبن سلمان تحدثا مرتين عبر الهاتف بتسهيل بحريني، قبل وبعد القمة العربية الأخيرة، بشأن التطبيع المحتمل بين البلدين.

لكن في اليوم التالي، نفى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال مؤتمر، وجود أي محادثات مباشرة بين نتنياهو وبن سلمان في الأشهر الأخيرة، لكنه قال إن صفقة التطبيع ممكنة.

واعتبر هنغبي أنه "يوجد في السعودية زعيم لم يشهده العالم من قبل، رجل أخذ بلاده 180 درجة في اتجاه مختلف.. زعيم جريء وثوري، وإذا كان يعتقد أنه من الممكن الوصول إلى التطبيع مع إسرائيل، فسيحدث ذلك".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، التي تطمح بشدة إلى التطبيع مع السعودية؛ نظرا لمكانتها الدينية في العالم الإسلامي وقدراتها الاقتصادية الكبيرة.

وتحتل إسرائيل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

المصدر | تايمز أوف إسرائيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية التطبيع الولايات المتحدة القضاء محادثات السلام

محللة إماراتية: تصرفات حكومة نتنياهو أحرجت دول اتفاقات التطبيع

معضلة بايدن.. كم يدفع مقابل تطبيع سعودي إسرائيلي يخدم واشنطن؟

نتنياهو: التطبيع مع السعودية سيساعد على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي