قالت مصادر مطلعة إن وزارة العدل الأمريكية تحقق في ما إذا كان قد تم تقديم هدايا باهظة الثمن إلى السيناتور الديمقراطي عن نيو جيرسي روبرت مينينديز وزوجته، بينها سيارة مرسيدس وشقة فاخرة في العاصمة وأموال ومجوهرات، بحسب تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية (nbcnews) ترجمه "الخليج الجديد".

وأوضحت المصادر المطلعة على التحقيق أن المحققين يريدون معرفة ما إذا كانت الهدايا، التي تقدر قيمتها بعشرات الآلاف من الدولارات- جاءت من مالكي أو شركاء في "آي إس إي جي حلال" (IS EG Halal / مصر الإسلامية للحوم الحلال) وهي شركة مقرها في نيوجيرسي فازت بعقد مثير للجدل مع الحكومة المصرية للتصديق على تصدير الحوم الحلال إلى مصر، على الرغم من شكوى مسؤولي وزارة الزراعة الأمريكية من عدم وجود خبرة سابقة للشركة في هذا المجال.

وتابعت أن المدعي العام للمنطقة الجنوبية من نيويورك داميان ويليامز  ووكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والتحقيق الجنائي في مصلحة الضرائب يبحثون في ما إذا كان السيناتور وزوجته نادين أرسلانيان قد حصلا على هدايا بشكل غير صحيح، وما إذا كان مينينديز قد اتخذ أي إجراء مقابل تلك الهدايا.

ومينينديز هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ التي تساعد في الإشراف على مليارات الدولارات من المساعدات لمصر، وقال الأسبوع الماضي إنه متأكد أن التحقيق لن ينتهي إلى أي شئ.

وبالإضافة إلى التحقيق في أي مقايضة محتملة للمصالح، قالت مصادر مطلعة إن المحققين الجنائيين في مصلحة الضرائب يبحثون في ما إذا كانت الهدايا المزعومة قد تم إدارجها بشكل صحيح في الإقرارات الضريبية من جانب السيناتور وزوجته.

ورفضت متحدثة باسم مينينديز التعليق عندما سئلت عما إذا كان السيناتور أو زوجته قد حصلا على سيارة مرسيدس أو إيجار مجاني أو أموال أو مجوهرات من الشركة.

عقد مثير للجدل

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإنه حتى 2019، كانت الحكومة المصرية تتعامل مع أربع شركات في الولايات المتحدة تصدر رخصة "حلال" للحوم والدواجن، لكن فجأة ألغت تعاقداتها مع الشركات الأربع وتعاملت مع شركة واحدة مبتدئة.

وأوضحت أن تلك الشركة أُسست في ولاية نيوجيرسي عام 2017 باسم " IS EG Halal "، ومؤسسها وائل حنا مصري الأصل بالشراكة مع محام أمريكي- أرمني يدعى أنترانيج أصلانيان الإبن.

الصحيفة أفادت بأنه لم يكن للشركة قبل تعاقدها مع الحكومة المصرية أي خبرات في إصدار شهادات الذبح الحلال، كما لم يكن لها خبرات في التعامل مع مربي ومصدري اللحوم، بحسب تقرير رسمي للملحق التجاري الأمريكي بالقاهرة.

وقال نائب المفتش العام السابق بوزارة الزراعة الأمريكية بيتر باراديس لشبكة "إن بي سي نيوز" إن "التغيير في العقود "يتحدى المنطق"، موضحا أن الشركة ليس لديها سجل حافل لإصدار هذا النوع من الشهادات (اللحوم الحلال)، ومع ذلك فإن الدولة المعنية (مصر) تخصصها باعتبارها الكيان الوحيد لأداء هذه المهمة؟".

وبحسب مصادر مطلعة فإنه كجزء من التحقيق الجاري، يبحث مكتب التحقيقات الفيدرالي في ما إذا كان أي مسؤول تنفيذي أو مساعد في الشركة دفع أي رشوة لأي مسؤول مصري.

وقالت متحدثة باسم الشركة إن "آي إس إي جي حلال" فازت بالعقد "دون أي مساعدة من السيناتور أو أي مسؤول عام أمريكي آخر،  ولا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن العقد قد تم منحه بناءً على رشوة أو فساد في مصر".

ووفقا للشبكة، لم يرد متحدث باسم السفارة المصرية في واشنطن على عدة طلبات للتعليق.

وقالت مصادر مقربة من الشركة إن مالكها حنا كان صديقا لزوجة مينينديز قبل وقت طويل من لقائها بالسيناتور، وإنها تلقت منه هدايا، بينها المجوهرات، على مدار سنوات.

وبحسب مصادر مطلعة فإن المحققين يريدون معرفة ما إذا كان المسؤولون المصريون على علم بالعلاقات بين حنا وزوجة السيناتور وما إذا كان أي مسؤول مصري حاول إدارة عملية نفوذ أجنبي مرتبطة بمينينديز.

ولفتت الشبكة إلى أنه في 2018، ولعدم كفاية الأدلة، تم إسقاط تهم جنائية ضد مينينديز بعد قضية فساد منفصلة تتعلق بتلقي هدايا ورحلات مجانية على متن طائرة خاصة من طبيب عيون في فلوريدا يُدعى سالومون ميلجن.